|
كل شئ يتغير الا حياتنا نحن ،،،/جعفر وسكة
|
نفس الاشياء تتكرر ، العذاب هو نفسه ، الامل يكاد يكون معدوما ، صحراء ليبيا تحرقنا ، لا اكل ولاشرب ، كل يوم نشهد موت احدنا ، الجميع يتمني ويدعو الرب لينزل علينا الخلاص ، ادم يطلب مني ان اشنقه رحمة ، يريد ان ينهي حياته بسرعة ، كان يشعر بالالم في كل مكان ، رجله المبتورة تنزف الدم ببطء ، بعد ان شواها في النار ، ارفض له تنفيذ الطلب في البداية .. مع صراخه في وجهي افعل ، صعب علي شاب في عمري ان يري كل هذه المأساة ، كنا اربعين فردا خمسة عشر امرأة والباقي رجال ، الغريب في الامر ان كل من في الرحلة ارتريين الا السائق السوداني ، غفوة ثواني من السائق تصبح كارثة نواجهها لوحدنا في الصحراء ، تنجرف العربية من الطريق ، نفيق علي حادث مشؤم ، اول شئ فعلته نظرت الي السائق وجدته قد فارق الحياة ، بحثت عن ادم وسط الناس وجدت قدمه مقطوعة ، ربطت جراحه لكي اوقف الدم ،ان من ماتو اثر الحادث كانو هم الاكثرية ، تبقينا سبعة رجال وامرأتان ، ماذا نفعل ؟ كان هذا سؤال الجميع ! هناك جهاز لاسلكي في جيب السائق لكن لا احد يعرف التعامل معه ، اجرب انا ولا افلح في شئ امرر الجهاز علي البقية يفشلو هم ايضا ، زهرة تضرب بالجهاز تلك السيارة ثم تقول علينا ان نواصل الطريق بعد ان نصلح هذه السيارة ، لكن لا احد منا يعرف شيئ عن المكنيكا ، ثم الي اين سنذهب هذه صحراء ولانعرف الي اين نتجه ومن غير هذا لانعرف قيادة سيارة ، اوحيت لهم بفكرة الحريق ، نحرق السيارة في الليل ، حين يصبح الحريق ضخما سيحدث انفجار ، ربما حرس الحدود يرون الحريق او يسمعون الصوت حينها قد يأتو لانقاذنا ، هذا كل مالدينا لو نجحت الفكرة وكسبنا الرهان سأكتب رواية عن هذه الرحلة وان لم تكن ، فكل شئ يتغير الا حياتنا نحن ، نفذنا فكرة الحريق وكأن شيئا لم يحدث ، يومان يمضيان ، طقاي يصلي ثم ينتحر ، ادم اقتله انا ، زهرة تموت عطشا ، نقرر السير في الصحراء بارجلنا ، شربنا البول لكنها ايضا انتهت ، يوهنس تبتلعه الصحراء المتحركة ، ثلاثة لم يستطيعو السير ، تركناهم يواجهون مصيرهم ، انا وسلمي واصلنا الطريق ، وفي الطريق تزوجنا دون عقد شرعي ، اقتربنا من مدينة الكفرة الليبية ، كنت ارفعها علي كتفي وتفعل هي الشئ ذاته معي ، كان ذالك بقصد الحفاظ علي طاقتنا المتبقية ، كنا نقاوم الموت فلا يعقل ان تكون نهايتنا دائما حزينة ، لابد من الخلاص ، اخيرا حرس الحدود الليبي ينقذنا وللقصة بقية .
جعفر وسكة
|
|
|
|
|
|