|
كلنا في حاجة إلى إستيكة.. بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
mailto:[email protected]@msn.com
*أعجبتني رسالة إلكترونية متداولة رأيت توظيفها في كلام الناس اليوم لأنها لصيقة الصلة بالقضايا الاجتماعية والأسرية والعاطفية التي خصصت لها كلام السبت من كل أسبوع، ورأيت أنها مناسبة مع بداية العام الجديد الذي يجب أن نسعى فيه لفتح صفحات جديدة في شتى مناحي حياتنا. *الرسالة تحكي عن أب أراد نصح إبنه المقبل على الزواج، فطلب منه أن يحضر ورقة بيضاء وقلم رصاص وإستيكة، وأمره أن يكتب أي شئ على الورقة البيضاء، ووسط دهشة الإبن وحيرته كتب جملة ما، طلب منه الأب أن يمحوها بالإستيكة، إزدادت دهشة الإبن وحيرته وهو يمسح الجملة التي كتبها. *ظل الأب يكرر على إبنه هذا الطلب الغريب ثم يطلب منه مسحه بالإستيكة، إستمر هذا الحال لفترة من الزمن لم يستطع الإبن حينها كتمان دهشته وإستغرابه، فسأل والده عن سر هذه الطلبات الغريبة، فكانت إجابة الأب له مثار إعجاب أكبر. *قال الأب لإبنه : يا بني الحياة الزوجية مثل الورقة البيضاء والمشاكل التي نواجهها في الحياة الزوجية أشبة بالكتابة التي نسود بها الصفحة البيضاء، فإذا مسحنا هذه المشاكل من حياتنا الزوجية تعود من جديد بيضاء من غير سوء.. هكذا قدم الأب نصيحة غالية لإبنه قبل أن يبدأ حياته الزوجية. *هذه النصيحة الغالية نحتاجها جميعاً، ليس فقط للمقبلين على الدخول في عالم الحياة الزوجية، وإنما لقدامى المتزوجين والمتزوجات الذين لاتخلو حياتهم/ن من منغصات بعضها خارجة عن إرادتهم/ن وبعضها من صنع أنفسهم/ن، لذلك نحتاج جميعاً إلى "مساحة" لمسح المنغصات التي تؤثر سلباً على حياتنا الزوجية. *إننا في حاجة إلى هذه المساحة العبقرية في التعامل مع الاخرين المحيطين بنا، للحفاظ على العلاقة التي تربطنا بهم بعيدأ عن كل ما يعكر صفوها، خاصة في ظل الضغوط والمشغوليات المزدادة التي أضعفت هذه العلاقات إن لم تكن قد قطعتها تماماً. *بل إننا نحتاج لنشر ثقافة السلام والتسامح في محيطنا الاجتماعي العام الذى يشكل مكونات الأمة السودانية الأحوج لإشاعة روح السلام والتسامح للخروج من دوامة الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة إلى رحاب التوافق السوداني على قواسم مشتركة لمعالجة الاختلالات السياسية والاقتصادية والأمنية، يمكن بلورتها في أجندة قومية يتراضى عليها أهل السودان للتنافس الديمقراطي على تنزيلها على أرض الواقع، في سعينا المشروع نحو غدٍ أفضل.
كلام الناس مكتبة بقلم نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|