|
كلمات وأساليب غير صحيحة تسللت إلى الصحافة السودان عمر عبد العزيز
|
كلمات وأساليب غير صحيحة تسللت إلى الصحافة السودانية
عمر عبد العزيز، صحفي سوداني مقيم في لندن
أحاول فيما يلي إلقاء الضوء على بعض هذه الكلمات والأساليب الخاطئة التي تسللت إلى الصحافة السودانية، سواء تسللت من الصحافة السودانية نفسها أو من اللغة التي سادت في الفضائيات.
and#1633;- كلمات من الصحافة السودانية
قطع المسؤول الفلاني بان هذا الأمر غير ممكن، والصحيح اكد المسؤول الفلاني، لان فعل القطع لا يستخدم مجازا للدلالة على التأكيد، ولعل سبب الالتباس في ذلك هو الاستخدام العامي لتعبير (قطع شك) الذي يدل على تأكد المتحدث مما يقول وهو مأخوذ من تعبير فصيح هو قولهم فلان (قطع الشك باليقين)، وهو استخدام صحيح لكن على الرغم من ذلك فان الفعل (قطع) لا يستخدم بمعني اكد.
نفض فلان يديه عن التصريحات الأخيرة، والصحيح هو (نأى فلان بنفسه)، وهو التعبير الفصيح والشائع، فالنأي هو الابتعاد، أما تعبير (نفض يده) فهو تعبير دارج لا مكان له في لغة الصحافة ولا غيرها من الحديث بالفصحى.
فلان سيسافر بالأربعاء، والصحيح هو (سيسافر يوم الأربعاء)، فلا صحة لاستخدام حرف الجر للإخبار عن يوم السفر، فكلمة يوم نفسها هي ظرف زمان لا تحتاج إلى أي حرف قبلها.
عبارة (كامل الدسم) التي صارت تستخدم بكثرة من العديد من الصحفيين والمسؤولين في الكثير من المناسبات للتدليل على جودة الشيء واكتماله، ومن ذلك قولهم (انتخابات كاملة الدسم). وهذا القول لا أساس له في اللغة، ويمكن التعبير عن المقصود ببساطة بالقول أن الانتخابات كانت نزيهة أو (لا تشوبها شائبة) أو نحو ذلك. تعبير (كامل الدسم) يستخدم لوصف نوع معين من الالبان وتكتب هذه العبارة على علب اللبن. وإذا جاز أن تستخدم هذه العبارة مرة أو مرات معدودة على سبيل المجاز -وفي مقالات الرأي فقط وليس الأخبار- أقول إذا جاز هذا الأمر مرات معدودة، فلا يعني أن يتمادي الكتاب والصحفيون في استخدامه ليصير أمرا شائعا.
كلنا نعلم -أو هكذا خيل لي- أن كلمة (المشورة) بمعنى (تبادل الآراء) تنطق بواو المد من دون أي تقعر أو اجتهاد، لكنني فوجئت بوسائل الإعلام السودانية -خلال فترة المشورة الشعبية- تنطق هذه الكلمة بواو عليها فتحة وغير ممدودة، ولا أدرى على ماذا استندوا في هذا النطق.
and#1634;- كلمات واساليب انتقلت من الفضائيات
بداية الجملة بالاسم وليس الفعل كقولهم (أوباما جدد عزمه على....)، والصحيح في اللغة العربية ان نبدأ بالفعل قائلين (جدد أوباما عزمه)، ما عدا بعض الاستثناءات المحدودة مثل العناوين.
الاخطار التي تتهدد الدولة، والصحيح هو الإخطار التي تهدد، لان الفعل هو هدد والمضارع يهدد أو تهدد
ضعنا في صورة الأحداث، وهي العبارة التي يستخدمها العديد من المذيعين لدى سؤال المراسلين، والمقصود هو (اطلعنا على آخر الأحداث) أو (صف لنا آخر الأحداث) أو (صف لنا الوضع الآن) أو نحو ذلك. لكن لا يجوز القول (ضعنا في صورة الأحداث) وكأن المراسل سينقل المستمعين ليضعهم في المكان الذي هو فيه.
أطاح الجيش الرئيس المعزول، والصحيح هو (أطاح الجيش بالرئيس المعزول)، فنستخدم حرف الباء لان فعل (أطاح) فعل لازم لا يتعدى إلا بالباء.
البلاد تعاني مشكلات كبيرة، والصحيح هو القول (تعاني من مشكلات). ويقال في هذا الشأن نفس ما قيل في المثال السابق، حيث لا يتعدي الفعل (عانى) إلا بحرف الجر (من).
كلمة البطالة بدلا عن العطالة، المفترض هذه الكلمة تصف حالة عدم الحصول على عمل، وبما ان الشخص الذي يعاني من هذه الحالة يوصف بانه (عاطل)، لذا فان تلك الحالة تسمى (عطالة) وليس بطالة.
التقى الوزير رئيس الجمهورية، والصحيح هو (التقى الوزير برئيس الجمهورية)، حيث ان الفعل (التقى) فعل لازم لا يتعدى إلا بالباء.
تسبب هذا الأمر بمظاهرات كبيرة، والصحيح هو القول (تسبب في مظاهرات)، نقول فلان هو السبب في حدوث كذا وكذا، ولا نقول (فلان هو السبب بحدوث كذا وكذا).
فاز الفريق الفلاني على مضيفه (بتشديد الياء وكسرها)، والصحيح هو مضيفه (بياء المد).
وفي أخبار الرياضة أيضاً نسمع العبارة التالية أو نقرأها (تأهل الفريق الأحمر على حساب الفريق الأخضر)، وهذا حديث غير دقيق لان تعبير (على حساب) يعطي انطباعا بان الفريق الأحمر قد قام بفعل غير قانوني للفوز وان الفريق الأخضر هو الذي كان يستحقه. ولكن طالما ان الفريق الأحمر لم يقدم على عمل غير قانوني وطالما انه لا شك في نتيجة المباراة، فالأولى ان نقول (تأهل الفريق الأحمر بعد فوزه على الفريق الأخضر).
وفي الرياضة أيضاً تعبير (وقع الفريق الفلاني في فخ التعادل)، ويكون المقصود غالبا ان نتيجة التعادل هذه ستضر بمسيرته مستقبلا في هذه البطولة. لكن الأولى القول (تعادل الفريق الأزرق مع الفريق الأخضر ....)، وبعد ذلك يمكن ان يشرح الصحفي كيف ستؤثر هذه النتيجة مستقبلا.
|
|
|
|
|
|