كلمات في ذكري رحيل الازهري : كتب صلاح الباشا من بحري

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2014, 08:35 PM

صلاح الباشا
<aصلاح الباشا
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 659

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلمات في ذكري رحيل الازهري : كتب صلاح الباشا من بحري

    من سمات القيادات التي اسست للحركة الوطنية في السودان منذ تاسيس مؤتمر الخريجين في العام 1938م حتي انتهاء مهام المؤتمر في العام 1945م حين اعترفت الادارة الانجليزية بحركة الوعي السوداني فسمحت بقيام الاحزاب بالبلاد .
    من سمات تلك القيادات التي اتصفت بها هي التجرد التام والتواضع التام والالتصاق العميق بحركة الجماهير .
    وها هي الذكري الخامسة والاربعين لرحيل الرئيس الجليل اسماعيل الازهري الذي علم بالانقلاب المايوي المراهق في الرابعة صباحا بتاريخ 25 مايو 1969م وكان بامكانه ترك داره والاختفاء لحين اتضاح الرؤية ... لكنه اثر عدم المغادرة وذلك لسبب بسيط وهو انه كان متاكدا من طهارة جانبه ومن خلو صحيفته من اي جرائم سواء كانت مادية او جنائية.. فادي صلاة الفجر وجهز نفسه للاعتقال دون وجل .
    من الصفات الحميدة التي كان يمتاز به الازهري ومعظم جيله انه كان شديد الحفاظ علي مقدرات الدولة .. وذلك ناتج من خوفه وابناء جيله من سؤال الخالق جل وعلا .. ومن السمعة التاريخية لشخصيته من جانب ولسمعة حزبه من جانب اخر.
    كما ان الازهري كان يمتاز برحابة صدر ضد انتقاد معارضيه له وبلا مبررات تذكر خلاف الادعاء بالتقدمية او بحركة الاسلام السياسي اللتان كانتا تحدثان ضجيجا اعلاميا عالي الوتيرة .. وحين تحتدم المعارك الانتخابية فان حزبه يحقق الفوز الكبير قبل منتصف النهار.
    فكان لابد من واد ديمقراطية الازهري بالانقلابات في كل مرة قبل ان تكتمل الدورة البرلمانية المحددة باربع سنوات ... فتدخل البلاد في نفق مظلم يصعب الخروج منه الا بشق الانفس .
    قرات ذات مرة رواية تقول ان السيد محمد احمد محجوب حين كان رئيسا للوزارة ابان الحكم الائتلافي بين حزب الامة والاتحاي وكان الازهري رئيسا لمجلس السيادة الذي يمثل راس الدولة .. جاء المحجوب للازهري في القصر في اخر النهار واراد الازهري اكرامه بنفجان من القهوة .. غير انه تذكر ان عامل بوفيه الرئاسة متغيبا عن العمل بسبب زواج ابنه .. وقد كان الازهري مدعوا للغداء لهذا الزواج فطلب من المحجوب ان يرافقه .. كما كان هناك ايضا الوزير يحي الفضلي .. وفي السيارة طلب الازهري من المحجوب ان يقرضه مبلغ خمسه جنيهات ليمنحها للعامل صاحب الدعوة .. فاعتذر المحجوب بانه لا يحمل معه غير جنيها واحدا .. وهنا قال يحي الفضلي بانه يحمل مبلغ عشره جنيه فتقاسمها الازهري مع المحجوب ودفع كل منهما للرجل مبلغ خمسه جنيهات ... فتامل !!!
    من خصائص رجال ذلك الزمان انهم لا يسببون اي اذي لمعارضيهم في ميدان السياسة ولا يكممون افواهم ولا يصادرون صحفهم ولايوجد شيء يسمي بالفصل من الخدمة للصالح العام.. لذلك كان الموظف يخطط تماما لمستقبله .. متي يتزوج وكيف يمتلك قطعة ارض وفي كم سنة يبنيها .. وماذا يعمل بعد بلوغه سن التقاعد .. كما كانت الثقافة السياسية بالصحف مزدهرة ويانعة الاغصان وممتعة جدا وجاذبة للقاريء وللكتاب معا.
    ولقد شاهدت بنفسي في العام 1968م وقد كنت وقت ذاك طالبا بالمرحلة الثانوية بودمدني حيث قدمت الي ام درمان لزيارة اهلي ببيت المال ان شاهدت ومعي شلة من ابناء الاهل وقد كنا قادمين من مقهي يوسف الفكي بشارع الشهداء المؤدي الي صينية الازهري .. ان شاهدنا صيوان زواج لحفل عشاء في طرف الشارع في حي الشهداء .. وقد كان هو زواج الراحل الاستاذ عبدالخالق محجوب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني .. وكان عبدالخالق نائبا برلمانيا عن دائرة الازهري نفسها حين فاز فيها مستقلا علي المرشح الاتحادي الراحل الاستاذ احمد زين العابدين المحامي .. وكان الصراع وقتها علي اشده بين الازهري وبجانبه المحجوب وبين الحزب الشيوعي الذي تم حله في العام 1965م .
    وهنا كانت المفاجاة ان راينا في صيوان العرس كل من الزعيم الازهري والمحجوب ورئيس البرلمان الراحل الدكتور الراحل مبارك الفاضل شداد وكوكبة من الوزراء وهم وقوفا خارج الصيوان يتبادلون الضحك والقفشات مع العريس عبدالخالق محجوب .. تاركين خلف ظهرهم صراعات السياسة ... فوقفنا مشدوهين ننظر اليهم في اعجاب مقرون مع الدهشة لهذا السلوك الذي فارق الحياة السياسية في السودان لاحقا .
    فهل ياتري يعود التسامح السياسي الي بلادنا تارة اخري بعد الفشل الذريع الذي حققته الانظمة السياسية التي اتت لاحقا ؟؟
    ورحم الله الازهري ورفاقه الخالدين باعمالهم.
    mailto:[email protected]@gmail.com























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de