|
كلمات عن أمي لو توفيها الكلمات حقها بقلم كنتباي البشير الطيب
|
00:29 AM Jun, 19 2015 سودانيز اون لاين كنتباي البشير الطيب-السعودية-Riyadh مكتبتى فى سودانيزاونلاين
إن العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك لمحزونون يا أمي. ولدت أمي حفصة كنتباي أبوقرجة في مدينة مدني في نوفمبر 1935م عندما كان والدها مأمور بها ما أكسبها روح المرح والدعابة حتى في أحلك الظروف تمتعت بقيم أصيلة الكرم والمبادرة ومساعدة الآخرين وإثارهم وصلة الأرحام والأصدقاء والمعارف على أوسع نطاق بيتنا كان مفتوحا للضيوف والطلاب وعابري السبيل من الجنسين حتى لم يكن لنا أي خصوصية في منزلنا العامر بروحها السمحة وكرمها الفياض اللامحدود وإبتسامتها الجميلة حباها الله حب الناس وحب الناس لها والسر العجيب كان لديها مقدرة لجذب الآخرين والتفافهم حولها وزيارتهم لها لم تكن لرد الجميل او خوفا من اللوم ولكن بدافع الحب، لها علاقة خاصة بكل الناس مع الكبير كبيرة ومع الصغير صغيرة، كما كان لها قدرة عالية على تحمل واجب المجاملات في المناسبات المختلفة ومرافقة المرضى في المستشفيات من الأهل وغيرهم. قال لي أخي مصطفي(كاكوم) مختار مالك أيام العزاء: آمنت انها ما كانت حقتك براك، وما يؤكد ذلك كما قالت لي أختي سمية عندما تقابلها الخالة نفيسة المليك تقول لها: أمانتنا العندكم كيف وهي بالتأكيد تعني أمي. من الطرف الجميلة التي حدثت في منزلنا وهي كثيرة لأن منزلنا كان عبارة عن مسرح لا تتوقف فية الفصول والمشاهد ففي حياة أمنا السارة بابكر بدري عندما زارتها احدى صديقاها من النصارى ذكية سليمان تادرس قالت لها أمنا السارة ياحفصة بتي كملت المسلمين اوكمان قبلتي على النصارى. لم يمنعها عرق او جنس او دين او وضع أجتماعي من معاشرة الناس فهي أميرة بحق اتصفت بصفات القيادة ولديها كارزما لا تخفى على أحد وطاعت الأخرين لها كانت بدافع الحب وليس الخوف ذكاءها فطري وحب العمل قيمة عليا لديها لم يقعدها يوما من التفكير في سبل الكسب حتى في أيام مرضها الأخيرة وهي طريحة الفراش. تراني أرهق نفسي كثيرا عندما أقارنها بالنساء فاكف عن ذلك حتى لا أراهن مهزومات أمامي. روح المبادرة كانت عندها عالية لحل المشاكل في شؤون الحياة لكل من حولها لم تنتهي علاقتها بإنسان قط بل تتأصل وتتجزر وتستمر كما لم تكن علاقتها عابرة حتى مع بائع اللبن والشغالات وسائقي الركشات والأمجاد الذين يقفون اما منزلنا والغريب حقا حتى الشخص الذي اشترى منزلنا وهو من تجار ام درمان لم تنقطع الصلة به بل استمرت و زارها في مرضها وزرف الدموع. مهما قلت لن أوفيها حقها فهي كانت أم وحبيبية وصديقة الجميع اللهم أسكنها فسيح جناتك في أعلى عليين وأجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويا ربي لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها وأعنا السير على نهجها وبر ودها..أشكر كل من عزانا وواسانا في فقدنا ونلتمس العذر لمن لم يستطيع فالفقد فقد الجميع..
أحدث المقالات
- خالدة الخالدة بقلم هلال زاهر الساداتى 06-19-15, 00:23 AM, هلال زاهر الساداتى
- صـناعة الأصـنام بقلم عبدالله علقم 06-19-15, 00:19 AM, عبدالله علقم
- ماهر جعوان /يكتب/ سبق المقربون 06-19-15, 00:15 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- الإسلام / الإرهاب ... أية علاقة؟ بقلم محمد الحنفي 06-19-15, 00:14 AM, محمد الحنفي
- أمن المنطقة في تغيير النظام في إيران بقلم منى سالم الجبوري 06-19-15, 00:09 AM, منى سالم الجبوري
- هل نلوم الوزير محمد مهدي البياتي أم نلوم وسائل الإعلام؟! بقلم علي احمد الساعدي 06-19-15, 00:07 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الحكومات الفلسطينية تباديل وتوافيق وفشل بقلم سميح خلف 06-18-15, 10:21 PM, سميح خلف
- المجرم الهارب يرتكب جريمة اخري بقلم د. ابومحمد ابوآمنة 06-18-15, 10:13 PM, ابومحمد ابوآمنة
- مرفودين للصالح العام والخاص (1)! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-18-15, 10:08 PM, فيصل الدابي المحامي
- منتدي رؤوس الأفارقة : وفرار المشير البشير المثير بقلم شول طون ملوال بورجوك 06-18-15, 10:05 PM, شول طون ملوال بورجوك
- بنك الجبال للتجارة والتنمية إلي أين ؟ بقلم اللواء اسماعيل خميس جلاب 06-18-15, 10:00 PM, اللواء اسماعيل خميس جلاب
|
|
|
|
|
|