|
كـــــــــلام جـــــــــرائد
|
( صلاح شكوكو )
كثير من الناس في حياتنا قد تعودوا على كثرة الحديث والضجيج والجعجعة والصخب … بعضهم يحاول أن يلفت الانتباه إليه من خلال التصريحات النارية الملتهبة ، حتى لتجد بعض هؤلاء القوم يتدخلون دون وعي منهم وربما بوعي كاذب في دوائر لا تخصهم فيتحدثون عنها حديث العارف الخبير بل ينصبون أنفسهم محامون عنها يدافعون عن قضايا هي أبعد ما تكون عنهم .. وهم ابعد ما يكونون منها بحكم الجغرافية والتاريخ .
صحيح أن بعضهم ينتمي إلى هذه المؤسسة أو تلك أو لهذا النادي أو ذاك لكنه انتماء جعجعة وجلبة إذ ليس لهذا الإنتماء أي وجود في أرض الواقع .. بل نجده لا يملك بطاقة تؤهله للعضوية أو لدخول النادي ناهيك عن الحديث والجدال والضجيج باسمه . وهؤلاء هم المتمترسون خلف جدران الوهم والتضليل .
نعم .. نعلم أن الكلام سلعة ( مجانية ) لا تحتاج إلى أدوات وإمكانيات مادية .. فقط تحتاج إلى مقدرات هشة تتمثل في حبك المواقف وخلق التبريرات مقرونة بمؤثرات صوتية ترتفع تارة وتنخفض تارة أُخرى .
وتصبح الطامة أكبر حينما يجد هؤلاء الجعجاعون منبراً إعلاميا ينشرون من خلاله هذا الهراء والجدال والضوضاء التي تشوش الأفكار و تعمل على التجهيل والتضليل .. والأدهى و الأمر من ذلك أنهم بعد حين يصدقون ما يقولون وبالتالي يتقمصون مواقفهم فيصبح الخطأ عندهم حقيقة يصدقونها و ينطلقون منها فيدافعون عنها بلا خجل وبلا انكسار .. ومن يقرأ لهؤلاء يظن أن المجد قد ولد عندنا بينما نحن في أدنى عتبات السلم الرياضي .
بعض هؤلاء يتجاوزون حدود اللحظة والجغرافيا والبعد الزماني والمكاني فيتصدون لقضايا ليس لهم مقدرة على تحريكها وكأنهم يملكون أدوات ذلك الموقف فيقسمون لك ألف يمين أن ناديهم سيذيق ناديكم مرارة الهزيمة وكأس الهوان .. بينما لا يعرفون أحياناً أسماء بعض اللاعبين .. والبعض منهم متغرّب عن الوطن منذ سنين .. وهؤلاء ناسين أن الرياضة صفحات متقلبة بين النصر والهزيمة . والقول والعزيمة … وقبول الهزيمة في حد ذاته انتصار .. وفرحة النصر يجب أن لا تنسينا أحزان الآخرين وكرّة الزمن علينا .. فالأيام تارات .. أفراح ومرارات.
كـــلام جـــرائد :-
كثير من التصريحات و الكتابات توصف بأنها ( كلام جرائد ) مما يشكل طعنة في خاصرة المصداقية الصحفية .. في وقت كان ينبغي فيه لهذه الصحافة أن تكون أمينة نقية تقية تعلم الناس وترتقي بهم صدقا و قولاً متعففاً .. لا أن تنحط إلى مرحلة الإسفاف والاستخفاف وفقدان المصداقية .
نحن في حاجة ماسة لأقلام عفيفة شريفة تعرف قدر الكلمة ومسئولية القلم .. تكتب بمداد النقاء ومنطق الكياسة والبصيرة و التعقل .. بعيداً عن الأهواء والمرامي و المقاصد الضيقة .. أقلام تحمل فكراً وثقافة ووعي لا أن تكون أبواقاً تنعق مع الناعقين .. غرباناً تصرخ في كل حين .
إن أردنا أن نقوّم الرياضة عندنا فلنبدأ بتقويم إعلامنا الرياضي من دنس الانتماء الأعمى والغرض والهوى ومن آفة الجعجعة والصخب الكاذب وقد صدق المثل القائل : * (( إني أسمع جعجعة ولا أر طحيناً )) *.. ويؤسفني جداً .. أن أتحدث عن إعلام مأجور . لم يخش يوم النشور .. ويؤسفني جداً أن يتبوأ بعض هؤلاء المقاعد الأمامية في مسارح إعلامنا !! (( وإذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص والرفس والعفس )) .
________________________________ * الجعجعة : صوت الرحى .
صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو ) [email protected]
|
|
|
|
|
|