الذين تواجدوا مثلى فى العاصمة الامريكية إبان غزو الولايات المتحدة للعراق فى عام 2003 ، و شاهدوا عن قرب كيف اندشت عشرات الالوف من الامريكىيين فى مظاهرات حاشدة عبروا فيها عن رفضهم لغزو بلادهم للعراق ، و كيف ذرف بعضهم الدموع الغزيرة عندما فشلوا فى منع حكامهم من تدبير وتنفيذ الحرب الظالمة التى حركتها اطماع واوهام سياسية واقتصادية غشيمة. الذين شاهدوا تلك الاحتجاجات الشعبية القوية ضد الحرب ، وعايشوا الاكاذيب والخدع الماكرة التى دبرتها حفنة من غلاة المحافظين الجدد الذين تحلقوا حول رئيس متواضع القدرات السياسية والثقافية. وضربوا حوله سياجا محكما وزينوا له فكرة عدم الاستماع لأى نقاش حول تنفيذ مخطط الغزو، تلك المهمة المقدسة لانقاذ العالم الحر من (المشروم النووى) الذى سيطلقه صدام حسين على العالم فى القريب العاجل اذا لم يؤخذ على يديه قبل فوات الاوان كما كانت تهزى كوندليسا رايس، مستشارة الأمن القومى ، ثم وزيرة الخارجية لاحقا . الذين عايشوا تلك الحيثيات الدرامية فى ذلك الزمن الامريكى الردئ لابد يتذكرون السناتور الشاب الاسود النحيل الذى ارسلته الدائرة 13 بولاية الينوى سناتورا عنها وعن الحزب الديمقراطى فى مجلس شيوخ الولاية. ولا بد انهم يذكرون ايضا كيف كان السناتور الشاب ،و استاذ القانون الدستورى السابق فى جامعة شيكاغو، كيف كان يصرخ ملء فيه فى قاعة مجلس الشيوخ القرمزية منددا بالداعين الى الحرب . وكيف أنه قد شد انتباه الامة الامريكية بفصاحته ورونقه ووسامته واسمه الغريب – باراك حسين اوباما ! ولا بد انهم يذكرون كيف انتصبت تلك العجوز البيضاء واقفة وصاحت فى المستمعين عندما كان السناتور الشاب يلقى خطاب الافتتاح فى مؤتمر الحزب الديمقراطى : ( خذوا بالكم وتمعنوا فى هذا الخطيب الشاب . إنه الرئيس الامريكى القادم . وأعلن لكم أننى سوف اعطيه صوتى . وسوف أدعمه بكل ما استطيع ). كان السناتور الشاب احد اقوى الاصوات الصارخة ضد حرب العراق. وكان يقول ان دعاة الحرب دحرجوا مركب امريكا فى مستنقع آسن ، و سوف يشق علينا امر اخراجها من ذلك المستنقع. سوف تكون المهمة مكلفة ومحزنة ان لم تكن مستحيلة. الشاب الخطيب صار الرئيس الامريكى الرابع والاربعين ليعيش محنة حرب العراق ، دمارا اقتصاديا وفشلا سياسيا وضعفا عسكريا . وكبر فى وجدانه هاجس المحنة التى خلفها له الكارثى جورج بوش. واخذ هاجس الحرب الظالمة بخناقه من يومها. وكاد يجعل منه رئيسا لا يدش ولا ينش بلغة ابناء النيل!*كسرة ثانية : زوغة وزير المالية حقنا !وزير المالية (حقنا) على قول الرئيس البشير ( حتى الاعلام حقنا اصبح يهاجمنا ) زاغ عن مشروعه لرفع الدعم غير الموجود أصلا عن السلع الاساسية بعد أن عرف أن الحكاية لن تنتهى هذه المرة كما انتهت مثيلتها فى سبتمبر2013 الحزين حين قتل المئات بدم بارد عملا بالخطة (ب) كما اخبر الرئيس البشير بعضمة لسانه صحيفة عكاظ السعودية. ثم تسجيل الجريمة على مجهول! لقد عرف الوزير انه لو ارتكب حماقة زيادة الاسعار هذه المرة فان الشارع الجائع اصلا لن ينتظر وضع أى نوع من الخطط – ( أ) أو (ب) مثل . إنما سينفذ خطته التلقائية بوضع حبل المشنقة حول رقبة الوزير ونظامه. مما عجل بحكاية الزوغة والتراجع غير المتماسك كما يقول العسكريون! لقد تذكرت استاذى فى مرحلة الدراسة الاعدادية الذى اشتهر بمقولة ( تعرف الخوف ولا تعرف الأدب ) عندما يخاف احدنا من جلده القاسى ويكثر من الاعتذار. لقد تمدد الخوف الى قلب الوزير شاتم شعبه ، فعرف وقع هاجس الخوف قبل ان يعرف الأدب مع شعبه. ربما يكون الوزير الزائغ قد انتبه الى تحذيرات محبى النظام الانقاذى المشفقة وهم من خاصة اهل الحظوة والراحات وخوفهم من أن يروح النظام ( فى حق الله ) لو اقدم على ارتكاب حماقة رفع الاسعار وتوابعها من شاكلة الخطة ( ب). لا سيما أن على رأس هؤلاء المشفقين الخال الرئاسى بلغة اعلامنا الاسفيرى الهطال .غير أن الحكومة رأت أن تفش غيظها فى اخينا عثمان ميرغنى ، الصحفى النابه الشجاع الذى يحترمه كاتب هذه السطور كثيرا. وفى صحيفته التى حجزت مكانها المرموق فى وجدان الشعب السودانى ولن تضيرها هوجات النظام ضدها . اذ ان كل هوجة تضيف لها تلقائيا رصيدا جديدا فى رأسمالها. شكرا للوزير الذى اتاح لنا أن نعرف اخيرا جدا انه و حكومته يعرفون الخوف من الشعب ولا يعرفون الادب معه !كسرة ثالثة : حوار متزامن مع الاعتقالات • نبارك للمهرولين نحو الحوار العينة شامتين وهم يتلقون لكمة ام دلدوم جديدة فى شكل المزيد من الاعتقالات لاصحاب الرأى الآخر ومصادرة الصحف غير الاليفة . ونقول لا بأس غدا تاخذون غيرها ومع ذلك سيمضى الحوار نحو غاياته – المزيد من المحاصصة والقسمات الضيزى ! تحسبو لعب ! • ونستعطف اخانا الاستاذ جبره لاستلافنا من حقوقه المكتسبة فى الابداع بدون اذنه . بالطبع هذا نوع من النشل المباح تعميما لابداعات الاستاذ جبرة أحدث المقالات
القضية ليست في الشعوب الذين عشت بينهم وتعرفهم كما نعرفهم استاذنا الفاضل الكريم علي حمد لك التحية والتقدير ولكن المصيبة تكمن في الازمة الاخلاقية وحالة الانكار وعدم الاقرار واعتراف الولايات المتحدة وبريطانيا بجريمة ادارات بوش وبلير وتجاوز العالم والقوانين والمنظمة الدولية والتورط في عملية غزو العراق وتدمير دولته القومية وتوطين الاحتلال الايراني وفتح الباب امام اقبح الحروب الطائفية والدينية في تاريخ العالم المعاصر وعمليات القتل علي الهوية والتنكيل بالناس وبدلا من العودة الي جذور القضية وتحمل المسؤولية عما جري يتحدثون عن داعش وكانها مخلوقات فضائية اتت من كوكب اخر وليست نتاج لظروف معلومة ومعروفة بل اصبحوا شركاء غير مباشرين لجماعات التشيع العقائدي التي تحكم القطر العراقي بالحديد والنار بالامس دمروا "الشيوعية الدولية" العدو العاقل وحصدوا "طالبان" "والقاعدة" وبالامس قتلوا صدام والقيادة العراقية وساهموا في القرار المعيب لفلول الخمينية العراقية بحل حزب "البعث" واشياء من هذا القبيل ولاتزال الساقية تدور في ظل الادارة البلهاء والرعناء لمرحلة مابعد سبتمبر 11
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة