* عندما جاءت الإنقاذ عبر انقand#65275;بها العسكري على الديمقراطية الثالثة ، سعت للتمكين بكل قوتها واستخدمت كل الطرق القانونية وغيرها لتثبيت دعائم حكمها ، ولكن شراستها ضد الخصوم السياسيين والاحزاب المعارضة قوبلت بشراسة مضادة من الاحزاب التي كانت تعمل بالخارج ، لاستحالة العمل بالداخل حينها ، وخرج كل المناضلون الى الخارج وانضموا الى فصائل المعارضة المختلفة تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي الذي كان يتصل حينها بالداخل سريا ولكن رغم تلك السرية كانت كل اخبار ومنشورات وبيانات وصحف التجمع تصل للجماهير في كل مكان وكانت تجد سند جماهيري كبير ، ولم يكن حينها يوجد مصطلح باسم ( هامش حريات ) لانه لم يكن مسموحا باي نشاط سياسي خارج مظلة الجبهة الاسand#65275;مية ، ولكن عندما فطنت الإنقاذ لكونها بدأت تخسر وأصبح حكمها مهدد من كل الاتجاهات الاربعة شرقاً وغربا وجنوبا وشمالا وبعد ان تحالف الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة دكتور جون قرنق مع قوات التجمع الوطني الديمقراطي ، رفعت الإنقاذ شعار الحل التفاوضي السلمي ( ولكنه كان مرفوعا على اسنة الرماح ) وهنا ارتكبت المعارضة السودانية اكبر خطأ عبر تاريخها ، وظل قادتها يرددون حينها ان رفع الإنقاذ لشعار الحل السلمي التفاوضي لم يات الا بعد ضغوطات وبموجب هذا الشعار عادت الاحزاب الى الداخل بعد اتفاقية السand#65275;م الشامل ، ومقررات اسمرا للقضايا المصيرية لم يجف حبرها بعد ، ولكنها عادت لتنفض الغبار عن دورها وتلتقي بجماهيرها لتقول لهم ان هامش الحريات الذي يتحركون خand#65275;له في الداخل لم يكن هبة وانما انتزع انتزاعا وهذا كان اكبر وهم تعيشه المعارضة ، فهذا الهامش لم يكن سوى هبة منحتها الإنقاذ لتسيطر على المعارضة وتعمل فيها تمزيقا وتقسيما وتشتيتا ، وفعand#65275; نجحت ولسان حالها يقول ( ارعوا بي قيدكم ) نعم نجحت في تقيد الاحزاب وشل حركتها وتكبيلها بقانون تسجيل الاحزاب ، والان بعد ان ظنت ألا مكان لهذه الاحزاب بعد اليوم في الخارج ، كشرت مرة اخرى عن انيابها وزادت الرقابة على الصحف ومصادرتها واصبحت ترفض تسجيل بعض الاحزاب كالحزب الجمهوري والحزب الفدرالي وغيرها ونشطت في اغand#65275;ق المراكز الثقافية كمركز الدراسات السودانية الذي كان يمارس نشاطه في القاهرة ونقل مقره الى الداخل بعد هامش الحريات ولكن هاهو اليوم and#65275; وجد القاهرة وand#65275; هامش الحريات المزعوم ، واغلق ايضا مركز الخاتم عدand#65275;ن للاستنارة ومركز محمود محمد طه ولم تكتفي باغand#65275;ق المراكز الثقافية بل قامت قبل ايام باغand#65275;ق اتحاد الكتاب السودانيين وبهذا تكون الإنقاذ جففت كل مراكز الوعي والاستنارة في البand#65275;د ، قاطعتا اي طريق نحو الديمقراطية ، وفي تقديرنا اي محاولة لاعادة فتح هذه المراكز مرة اخرى هو نوع من الانتكاسة الثانية ، وعلى كل هذه المراكز وعلى كل الاحزاب اعادة نشاط الخارج مرة اخرى وبقوة ورفع شعار الانتفاضة الشعبية المحمية والمعززة ، وand#65275; نرى اي طريق اخر لاستعادة الديمقراطية سوى هذا الطريق ، وليس من المنطق ان تجلس داخل بيت الإنقاذ وتدع انك تسعى للتغييرها سلمياً وعبر التحاور معها واقناعها لتترك الحكم وتتنازل عن سلطتها لصالح الديمقراطية والحريات لعمري هذا هو الجنون والانتحار السياسي بعينه ، نتمنى ان تكون الاحزاب قد وعت الدرس وعرفت الكذبة التي عاشتها باسم هامش الحريات لعشرات السنين دون ان تستطيع اقامة ندوة سياسية جماهيرية واحدة تخاطب خand#65275;لها الجماهير بحرية دون ان تجد معاكسة وضغوطات من الحكومة ، فعودوا لنضالكم السري يرحمكم الله فحليمة كاد غضبها ان ينفجر .. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة