إن السودان كما يعلم الجميع يشهد نقْلة تاريخية على المستوى السياسي والمجتمعي من خلال الحوار الجامع الذي يشهده على كافة الأصعدة. ورغم أن هنالك من تحفّظ بإعتبار أن مآلات هذا الحوار قدْ لا تُفضي الى ما يطمح اليه الشعب، وهنالك أيضاً من إستجاب لنداء النظام الحاكم للحوار برحابة صدر وظنّ حَسُن. من هؤلاء الذين تفائلوا خيرا بمبدأ الحوار كوسيلة للتعبير عن شتّى القضايا والهموم مع النظام الحاكم هم شريحة من أبناء جبال النوبة بالقاهرة ، رغم أن قطاع واسع من أبناء النوبة رفضوا تقبّل الفكرة شكْلاً ومضْموناً. كان حوارنا مع النظام في القاهرة ببيت السودان قدْ بدأ قبل أن يُبْتدر حوار الداخل وتوصّلنا من خلاله الي صيغة مُرضية تهْدف الي تذليل الصِعاب التي يواجهها أبناء النوبة بالقاهرة في محور التعليم والوضْع القانوني بالبلد المضيف عبر الإجراءات المُستندية لمن هُمْ ليسوا من اللاجئيين. وكان مُنْطلق حوارنا كلجْنة من أبناء النوبة قد هدفت الى إنتزاع ما يُمكن إنتزاعه من خدمات بديهية لابناء النوبة لا سيِّما طُلاب العلم وكانت السْقف الذي تحاورنا حوله يطال المحور الخَدمي دون السياسي ، إذ أن المحاور السياسية هي أعمق من أن تتناولها لجْنة مثل لجْنتنا. كان من ضمْن ما تمّخض عنه الحوار السعي الى تأسيس مركز بإسم الأب (فيليب غبّوش) ليعمل في ميدان العمل المجتمعي ويخدم أبناء النوبة من هذه الذاوية. إلا أن غالبية أبناء النوبة بالقاهرة توجّسوا من أن يكون هذا المركز مناوئاً لعمل الرابطة العالمية لأبناء جبال النوبة التي تقوم بعمل كبير في خدمة قضايا النوبة. وأظن أن رئيس مركز الأب فيليب المقترح عيسى حمدين يعلم في هذا الجانب أكثر من غيره. تحصّل عيسى حمدين على مبلغ خمسة عشر جنيهاً مصري من سفير جمهورية السودان بالقاهرة د/ عبد المحمود عبد الحليم ، ومبلغ ألف دولارا أمريكي من مندوب شئون المغتربين عند وصوله للقاهرة بشأن بعض القضايا وطرْح فكرة الحوار المجتمعي للجالية السودانية بمصر. شاءت الظروف أن يتجاهل الأخ عيسى حمدين هذه اللجنة بعد حصولها على المبلغ رغم أن المال في ذاته لم يكن همّنا ولا مطمحنا ، وصار يدير حراك فردي بينه والسفارة حينا ، وبين من ينتقيهم من شخصيات (متعاونة ) . وعَلِمْنا أن المركز صار يعمل ضمن منظمات المجتمع المدني مع العِلْم أننا لا نعلم متى شرع في العمل وأين مقره؟ في حوار الداخل قام رئيس المركز بإختيار مجموعة ذهب بها الى السودان في مرة فائتة ولم نكن على عِلْم بذلك ، وهذا قد يُوحي بدلالات كثيرة نتركها لأُؤلي الألباب. قُمْنا بالجلوس مع الأخ عيسى حمدين وتناقشنا معه حول اللجنة ومآلات الحوار التي توصلت إليه ، وعن المالية التي بطرفه والكيفية التي سيعمل على أساسها مركز الأب فيليب. فأخبرنا بأنه يسعى لإيجاد مقرّ حينها ، وأن اللجنة سيتم تهيئة لقاء لها مع السفير لمتابعة ما توصلت إليه ، ولكن لفت نظرنا أنه صرّح بأن مركز الأب فيليب غير معني بالنوبة كشريحة ، ولكنه يعمل في إطار مجتمعي لكل السودانيين. لمْ نعترض على ما صرّح به ، وإنما ما المشكلة إذا كان المركز تأسس على خلفية إثنية ولكن يستوعب جميع السودانيين بمختلف مشاربهم. ولكن كان وراء ذلك التصريح ما وراءه. مؤخرا نما لعلمنا كلجنة أن الأخ عيسى حمدين يخطط للسفر الى السودان لحضور فعاليات ختام الحوار ، فتناقشت أنا شخصيِّا معه ، وأجاب بأن الدعوة جاءت اليه بصفة شخصيِّة كأحد الفاعلين في المجتمع المدني ، ومع ذلك أخطر البعض وترك لهم ترشيح من سيذهب. وفي رأيي أن هذا لم يكنْ بقدر من الشفافية حيث أن أغلب أفراد اللجنة ليسوا على علم بذلك ، ولماذا ببساطة لم يدعْ لإجتماع. وقد إختار أناس لا يمثلون المجتمع النوبي على أساس أن الإختيار لم يكن دمقراطياً ولا موافق عليه. مع أنّ أحد منا لا يرغب في السفر. وكذلك إعتمد في إختياره على القرابة. ليس كل ما ذُكر مهماً ، إنما أود أن أقول للأخ عيسى لنبدأ بالجلسات الإنتقائية التي تمت في سرّية مع المُلحق الأمني السابق بسفارة القاهرة والى ماذا كانت تهدف في الشأن النوبي ، ولماذا مركز الأب فيليب ، وهل الحوار معني به أيضاً أبناء النوبة؟ أم هنالك خفايا وأسرار؟ ولتوضيح أكثر بالتفاصيل إنتظروا لنرى ما يجري ولنكشف الأوراق التي كنّا ننتظر أوانها ، وهذا ليس إجهاضاً لمساعي الحوار بقدر ما هو وضع النقاط حول الحروف للذين لا يهّمهم إلا مصالحهم الذاتية. وأكثر من ذلك حتى بعض المقرّبين يرفدنا بمعلومات يُشْكر عليها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة