|
قمّة لندن : ضرورة المرحلة ...حان الوقت للتحرُّك !
|
سيُسجّل التاريخ للعاصمة البريطانيّة لندن ، أنّها إستضافت فى الفترة ما بين 10 – 13 يونيو 2014 ، القمّة العالميّة لمناهضة العنف الجنسى فى مناطق النزاع/الصراع ، وهو أكبر إجتماع من نوعه ، كُرّس لكشف النقاب عن تزايُد الإنتهاكات الجنسيّة فى مناطق النزاع ، ويسعى منظّموه والمشاركون فيه – ونعمل معهم كتفاً بكتف - لمُكافحة إفلات مُرتكبى هذه الجرائم من العقاب ، والخروج بإجراءات ملموسة لمُناهضة هذه الظاهرة الشرّيرة والقبيحة فى تاريخ البشريّة . ذاكرة الإنسانيّة ، تسندها تقارير الأمم المتحدة ، و منظمات حقوق الإنسان ، وملايين الأخبار و التقارير والتحقيقات الصحفيّة ، وآلاف الكتابات الصحفيّة النابهة ، - جميعها - وثّقت بدقّة وأمانة - كمّاً ونوعاً - ، لجرائم العنف الجنسى ، المُستخدم كسلاح فى النزاعات الكبرى ، التى شهدها العالم ، وقد رأينا كيف عانت النساء – بصورة خاصّة – ومعهن الأطفال والرجال ، من النزاعات المُسلّحة فى مناطق كثيرة فى العالم ، وعلى سبيل المثال - لا الحصر- فقد شهدت البوسنة ورواندا والكنغو الديمقراطية وسيراليون وسوريا والسودان، جرائم عنف فظيعة ، ضد النساء ، فى مناطق النزاعات المُسلّحة ،لا يُمكن نسيانها ، أو التشويش عليها بالصمت أو الإنكار ، ومن الضرورى ، مواصلة الكفاح لإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب ، وهذا من أهداف قمّة لندن ، التى أكّدت فيها الممثلة الأمريكيّة الحائزة على جائزة الأوسكار العالميّة ، و سفير( ة ) النوايا الحسنة بالأُمم المتحدة لشئوون اللاجئين ، أنجلينا جولى : " إنّ الإغتصاب ، فى مناطق النزاع ، ليست قضيّة نسائيّة ، بل هى قضيّة إنسانيّة ، من أهم قضايا الأمن والسلام العالميين " ، وقد اتّضحت جليّاً - الآن ، وأكثر من أىّ وقتٍ مضى - ضرورة إطلاق بروتوكول دولى جديد ، يتضمّن معايير وتدابير دوليّة للتوثيق والتحقيق فى العنف الجنسى فى مناطق النزاع ، وحماية ومساعدة النساء الناجيات وإنصافهن ، ومُلاحقة ومُساءلة الجُناة ، وتقديمهم للعدالة ، وأصبح ذلك ، واجب وضرورة المرحلة ، وهذا يحتاج للمزيد من الإرادة السياسيّة ، ولبذل كُل الجهود ، لإنجاز الهدف المنشود من هذه التظاهرة الإنسانيّة الكُبرى ، حتّى لا تنزوى وتختفى بمرور الأيّام ، مثلما غرُبت شمس أنشطة مشابهة ، وسقطت من أجندة المُتابعة والتنفيذ. مايحدث للنساء فى مناطق النزاع ، فى وطننا السودان – وهو ليس إستثناء – وتحديداً فى ( دارفور – النيل الأزرق – جنوب كردفان ) صورة "طبق الأصل " ( بالكربون ) ، لما حدث ويحدث من مآسى إنسانيّة ، فى مناطق أُخرى من العالم ، ويحتاج منّا جميعاً ، مواصلة رفع الصوت عالياً ، والعمل الممنهج لمواجهة الظاهرة ، ومُقابلة تحدّياتها الكبيرة ، ولتحقيق أهداف وغايات قمّة لندن ، وهذا يتطلّب ، وضع البرامج والخُطط الخلّاقة ، للوصول للأهداف المرجوّة ، من قمّة لندن ، وليكن لدور الصحافة والصحفيين ، وبخاصّة الصحفيّات ، سهمٌ و نصيبٌ مأمول ، فى هذا النفير الكبير ، لما للصحافة و" عمّالها وعاملاتها " ، من واجبات ومهام ، وأدوار ، يُمكن إنجازها ، بالإصرار على مواجهة التحدّيات الصحفيّة ، وبالتاهيل والتدريب وإكتساب المعارف والخبرات المهنيّة ، فى هذا المجال المجتمعى . بقى أن نضيف ، أنّ أنجلينا جولى ، ليست مجرّد ممثّلة سينمائيّة ( عاديّة ) ، ولكنّها قامة عالميّة سامقة ، لها صفحات ناصعة ، ومعروفة فى الأعمال الخيريّة، وجليل الأنشطة الإنسانيّة الصادقة ( طالع/ى ويكيبيديا) ، وكان من المؤكّد أنّ زيارتها للسودان ، سيعُم خيرها على نساء السودان ، ولكن ، رفض حكومتنا " السنيّة " ، منحها تأشيرة الدخول ، أضاع فرصةً ذهبيّة ، للنساء المكلومات فى مناطق النزاع ، ومع ذلك، نأمل - ولن نقطع العشم – فى أن تصل مُساهماتها الإنسانيّة لهن ، ولو بعد حين ، وفى ذاكرة النساء السودانيات ، دعمها السخى السابق ، بمليون دولار لمنكوبى دارفور . ولنواصل قضايا المناصرة ، لمناهضة العنف ضد النساء، فى مناطق النزاع فى السودان وأىّ مكان . وقد حان – الآن – الوقت للتحرُّك ، اليوم ، فهيّا إلى العمل !.
|
|
|
|
|
|