رغم أن إجراءات إلحاق الإعلاميين بالقمة العربية قد بدأت منذ وقت مبكر من صبيحة يوم الأمس.. ورغم أن البعض من الإعلاميين قد تنقل بين ثلاث من مدن المنطقة الشرقية السعودية.. حيث الإقامة في الدمام.. والمركز الإعلامي في الخبر.. والقمة منعقدة في الظهران.. إلا أن الجميع كان عمليا في حاجة للانتظار لما بعد منتصف نهار الأمس لتبدأ الجلسة الافتتاحية للقمة.. بعد أن حرص الملك سلمان يرافقه نجله ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان على استقبال الملوك والرؤساء كافة.. وحتى من هم دونهم من ممثلي الدول عند مدخل القاعة الفخمة..! أنا شخصيا رغم تكهني بأن تتصدي القمة بشكل جاد لمناقشة القضايا العربية العالقة كافة.. إلا أنني لا أنكر أنني وكثيرون من الإعلاميين ممن تواجدوا في المركز الإعلامي كان يتوقع أن تطرح كلمات الزعماء في الجلسة الافتتاحية بعض القضايا بذلك الوضوح.. وتلك الجدية, لأول مرة بدا أن البعض لا يجامل.. حتى الخطاب السعودي المعتاد على التحفظ.. كان بالأمس يستصحب المرحلة الجديدة للمملكة ليطرح برؤية واضحة قضايا مهمة في حاجة بالفعل إلى موقف واضح..! كان رئيس القمة.. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.. في غاية الذكاء.. وهو يستبق كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. بعبارات.. رغم قصرها إلا أنها حملت من الرسائل.. إلى كل الاتجاهات.. بل حملت القمة برمتها إلى مستوى لم يتوقعه أحد.. أعلن الملك.. ودون مقدمات أن القمة العربية المنعقدة في الظهران قد أصبح اسمها.. قمة القدس.. كانت الرسالة الأولى للشعب الفلسطيني.. ثم للشعب العربي.. ثم للشعوب الإسلامية.. وكلها أفئدة تتعلق بالقدس.. بذلك أثبت الملك أنه يمتلك الحس التاريخي الذي يستطيع أن يأسر به الأفئدة والمشاعر.. وقلة من الزعماء من يعرف ذلك.. أما الرسالة الأهم.. فقد كانت تلك التي أرسلتها عبارة الملك هذه.. لمن يفترض أنه الحليف الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية.. وكأنما أراد الملك أن يقول لصديقه الجديد ترامب.. صداقتنا لن تصادر حقنا في أن نختلف معكم.. بل ونقف ضدكم.. إن كان الأمر متعلقا بالقدس.. ومضى الملك شوطا إضافيا وهو يعلن عن التزامات مالية تجاه القدس تحديدا.. وتجاه اللاجئين الفلسطينيين عموما.. ولئن رأى البعض محدودية في المبالغ التي أعلنها الملك باسم المملكة.. فالمطلوب بالأمس لم يكن كثرة المال.. بل جدية الموقف ومبدئية الموقف.. ووضوح الموقف.. وليس أوضح من أن تتعهد المملكة بحماية الأوقاف الإسلامية في القدس.. والمملكة حين تعلن هذا الموقف.. فهي تعلم من يهدد تلك الأوقاف.. وتعلم يقينا من ستواجه..! كان جليا أن كلمات القادة العرب بالأمس قد احتشدت بالنقد.. نقد أقرب لنقد الذات.. منه لنقد الآخر.. الخلافات العربية العربية.. بل والصراعات داخل الدولة الواحدة.. ما رشح في الجلسة المفتوحة.. جعل التفاؤل يزداد بأن الجلسة المغلقة ربما تكون أكثر شفافية.. إن لم يكن حدة.. وغني عن القول أن الزعماء كلما ابتعدوا عن محطات المطايبة والربت على الكتوف.. وكلما كانوا أكثر وضوحا وصراحة.. كانوا أقرب إلى شعوبهم..! فهل حدث ذلك.. ؟ لنرَى..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة