|
قف تامل ! يا اسفلت ..يا فحم الاسود..يا سوداني بقلم مبارك ابراهيم
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ما من إحتقان او سخط شعبي يسود العالم العربي والاسلامي بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني العزل إلا وتشهد المدن السودانية كافة خروج عشرات الالاف بل المئات من ابناء الشعب السوداني بكل انتماءاتهم واطيافهم السياسية والعرقية في مسيرات ومواكب جماهيرية حاشدة وعفوية لتعبير عن استنكارهم وإدانتهم للعدوان الاسرائيلي الجائر والغاشم المتواصل للشعب الفلسطيني وظل هذا المشهد الانساني النبيل مالوفا وراسخا في الذاكرة العربية والاسلامية جمعاء منذ الاحتلال الاسرائيلي على ارض الفلسطين عام 1948 حتى لحظة كتابة هذه الكلمات ولكن في مقابل هذا الموقف الانساني المشرف تجاه القضية الفلسطينية دعونا نتساءل ما جزاء الشعب السوداني على مواقفه المشرفة والنبيلة ؟...... ما مدى تقدير الشعب الفلسطيني وإمتنانهم لمواقفنا الشجاعة تجاه محنتهم وماستهم الانسانية ؟... وما مدى تعففهم إحتقارهم للبشرة السوداء بشكل عام......................................؟! هل هم شعب جدير بالمناصرة والمؤازرة ام انهم ملة لا يستحقون ادنى دعم او تعاطف انساني بل يجب ان يتركوا شانهم ياكلوا نهارهم لوحدهم ............ ؟ قصدت بهذه الرمية ان الفت انتباه ابناء بلدي في مشارق الارض ومغاربها لمشهد مؤلم ومهين للغاية لكل انسان سوداني تم تداوله بكثافة عبر الوسائط الاعلامية المختلفة في خلال الايام الماضية ومحتوى المشهد المشار اليه اعلاه يتلخص كالاتي : "...بينما كان مجموعة من السودانيين اللاجئين المقيمين في الاردن عائدون من العمل الي مقر إقامتهم تعرضوا لكمين نصبه مجموعة من الشباب الفلسطينيين المهاجرين في الاردن وإنهالوا عليهم بالضرب والشتائم والاساءات العنصرية البغيضة من شاكلة " يا إسفلت ...يا فحم الاسود ...يا سوداني وغيرها من الفاظ التي تفوح منها رائحة العنصرية وتضج بالحقد والكراهية ليس بسبب بذنب اقترفوه ولكن بسبب لون بشرتهم الذي وهبهم رب هذا الكون لحكمة يعلمها الله وحده................................. ولم يقتصر الامر عند هذا الحد فحسب بل كانت النساء الفلسطينيات اللائي تواجدن بقرب من مكان الكمين الفلسطيني الغادر يزغردن بإنتشاء ويشجعن اولئك الشباب على مواصلة مسلسل الإذال والاهانة والتنكيل باولئك الشباب السودانيين الابرياء مما اسفر ان إصابة بعض منهم إصابات بليغة..." هذا المشهد المؤلم المذكور اعلاه لم يكن عملا فرديا ومعزولا وغيرها من العبارات الهلامية والتبريرات السمجة التي جرت العادة ان يتفوه بها الدبلوماسين في مواقف مشابهة كهذه كوسيلة لإمتصاص الغضب وتلطيف الاجواء المشحونة بالسخط والهياج بل اضحى مشهدا مالوفا في الشارع العربي ويمشي بقدميه فوق الارض وتحت الشمس ويفترس الكثير من سوداني الشتات الذين عصفت بهم رياح الهجرة في احضان الفضاءات والدوائر العنصرية التي اقحمنا فيها تحت إدعاءات ومزاعم وهمية وتخيلية جلبت للشعب السوداني مآسي ومتاعب ما انزل الله بها من سلطان بل اصبحنا مادة دسمة للإستهزاء والسخرية ونسج الطرائف والنكات الهزلية من قبل ذاك الفضاءات التي نتوهم باننا جزءا اصيلا منها ولكن الواقع على الارض يكذب ويفند تلك الإدعاءات والمزاعم ويثبت ويبرهن بانها لم تعد اكثر من خزعبلات وتخرصات عفى عليها الزمن والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو : الي متى سيظل الشعب السوداني يئن تحت وطاة الاستهزاء والاحتقار والاذلال والسخرية بسبب العلاقات القائمة على الاوهام والتخرصات العاطفية ؟ هل آن الاوآن لإعادة تقييم شامل في طبيعة علاقتنا الراهنة مع الاخريين وإعادة بناءها على اساس القيم الانسانية الكونية ومفاهيم المصالح المشتركة ؟
أ/ مبارك ابراهيم mailto:[email protected]@hotmail.com
|
|
|
|
|
|