قضية العقل العسكري بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2017, 04:44 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضية العقل العسكري بقلم د.أمل الكردفاني

    03:44 PM September, 17 2017

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في قصة قصيرة كتبتها قبل عشرين عاما تقريبا وضاعت ، تحدث الضابط عن الجند للراعي آدم فقال: انك يكفي أن تشير للجندي بأن ذاك هو العدو ليبدأ في القتال..
    ما يسمى بالعقيدة القتالية قضية يمكن حصرها في الضباط ، او في قلة من الضباط ، لأن العقيدة تتغير فرديا بل قد لا تتوفر أساسا لدى الجند. فكرة التعسكر أو ان يصبح الشخص جنديا رغبة داخلية في السادية المختلطة بالمازوخية ، فالجندي في ساحة التدريب يتعرض لأهانات متواصلة من قبل المدربين ، حيث يتم توقيفهم في بيادة لساعات ، ومحاسبتهم على اي هفوة ، وتعليمهم الخضوع المطلق للأوامر ، أي المازوخية باقصى ما يمكن ان نعرفها ، وفي المقابل يتم تدريب الجندي على القتل الوحشي ، على اطلاق الرصاص على انسان اخر او طعنه بالسونكي او حتى ذبحه ، وهذا هو الحد الأقصى للسادية . من يتم رفدهم أو اقالتهم من العسكرية يعانون نفسيا معاناة شديدة ، لأنهم خرجوا من البيئة السادية والمازوخية التي ترعرعوا فيها ، ولو كانت العسكرية عقيدة قتالية لانتهت الرغبة فيها بانتهاء الحرب ، لكن الرغبة في القتل -وليس العقيدة- هي الدافع للصبر المطلق على الخضوع والسيطرة ،؛وما يسمى بالضبط والربط.
    ان الانسان يولد حرا ، ومقدرا للحرية ، وحيا ومقدرا للحياة ، أما العسكرية ، فهي في الواقع عبودية وعدم ايمان بالحياة.
    آن الجندي مطلوب منه ألا يفكر بل ينفذ بدون تفكير ، ويقال أن الجندي لو فكر فسينهزم جيشه لا محالة ، أي يشترط في الجندي أن يصبح متلق أعمى للأوامر ، قصة مالك بن نويرة وخالد بن الوليد حيث أمر خالد احد الجند بقطع رأس مالك بن نويرة رغم ان هذا الأخير اعترض على اعتباره كافرا ، ولكن الجندي الذي أطاع الأمر ما كان له أن يفكر ولو لثوان في هذا الأمر ، بل بسرعة ، استل سيفه وهوى به على قفا مالك بن نويرة ، هكذا بدون تردد وبدون اي تساؤلات . وهذا حال أغلب الجند ، لا يفكرون ، بل لا يقدرون خطورة بعض الأوامر عليهم هم أنفسهم ، ولذلك يمارسون بالتأكيد همجية من العنف والدموية والسادية المركزة على من يشار اليه لهم بأنه عدو . ليس لهم ان يقوموا بأي تقييم سياسي ، ومن ثم فإنهم قد يتلقوا اوامر متتالية ومتناقضة ، مرة بقتل فئة ما باعتبارها معادية ، ومرة بالقتال الى جانب ذات الفئة ، وما عليهم سوى الاذعان.
    الجندي قد يقاتل في جيش دكتاتور وطاغية ، ولكنه لا يأبه لكونه مجرد كلب حام لهذا الدكتاتور وعائلته المترفة والمتخمة ، لأن الجندي لا يقاتل لمصلحة واعية ، بل بدوافع نفسية هي الخضوع والقتل اي ممارسة المازوخية والسادية . ولو فكر الجندي قليلا في هذه الحقائق لما كان جنديا أساسا ، فعندما شنت أمريكا حربها على فيتنام لم يتوانى الكثير من الشباب الامريكي في الانخراط في الجيش ، لم يكن هدفهم هو تأكيد الديموقراطية أو الوقوف في وجه المد الشيوعي او خلافه ، لأن كل هذه نظريات لا يهتم بها الجندي ، لقد انتهت الحرب ، بسبب من لم يخوضوا هذه الحرب من المثقفين والرياضيين والسياسيين وغيرهم ، حيث نبهوا الجنود الى أنهم يقاتلون بدون مبرر ، وحيث قام الرأي العام الامريكي المستنير بالضغط على الادارة الامريكية لايقاف تلك المهزلة الدموية . وكما ذهب الجنود الى فيتنام بأوامر عادوا منها أيضا بأوامر . فليس للجندي ان يخضع نشاطه القتالي للمنطق بل للأوامر فقط ..الأوامر بكل تجريدية وبكل لا عقلانية.

    في وضعنا نحن في السودان ، وضعنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسلطوي ، حيث الكل ضد الكل ، وحيث الجنود يقتلون بلا دية ولا قصاص ، وينال القواد والضباط النياشين والمناصب السياسية هم وأوبنائهم ، سنجد في هذا الوضع قمة العقل العسكري على نحوه النموذجي ، أي العقل المصمت اللا مفكر ، اللا متحرك . الاف يقاتلون لحماية نظام دكتاتوري قمعي ، لحماية من يقضون اجازاتهم خارج الدولة ويركبون السيارات الفارهة ويمتلكون الشركات الضخمة وينعمون بالملايين من الدولارات ، ويتعالجون في المستشفيات الفخمة ، ويرتدون جلابيبهم ناصعة البياض وعماماتهم الكبيرة ويتعطرون بأغلى العطور ثم يقضوا لياليهم في الانس والمرح ، الجندي لا يفكر في ذلك كله ، لأنه خاضع للمنظومة التي تعتبر بيئته المثالية ، تقدير ما اذا كان يقاتل من أجل الحق أم الباطل شيء بعيد جدا عن تفكيره ، وفي المقابل ، يقاتل الجنود في القوات التي تقودها قوى معارضة ، حيث الجندي فيها في الواقع لا يعمل عقله وتفكيره في حقيقة مطالب هذه القيادات ، إن الشعارات التي تطلقها القيادات في الواقع غير مهمة كثيرا ، وهو أساسا لا يعرف ولا يريد أن يعرف ، ان من يقوده لقتل نفسه أشخاص أصحاب طموحات شخصية واسعة ، إن الجندي في الواقع مخلوق خلق لتزهق روحه من أجل هؤلاء .. إنه الكائن المضحي دوما عن طيب خاطر ... كالبقرة الحلوب في شبابها المذبوحة في كهولتها..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de