|
قضايا د.محيى الدين تيتاوي لماذا لانقرأ التاريخِ
|
*هناك عارض يواجه الحياة السودانية منذ نيل الاستقلال والي يومنا هذا ..هذا العارض يتمثل في شيطان كبير يمنع ان تتوافق رؤي ومواقف احزابنا السياسية بل وحتي المزاج السوداني العام من الالتقاء والتوافق والمضي قدما علي سراط مستقيم ..فمنذ بروز الحركة الوطنية في اوائل الاربعينيات والخلافات والاختلافات تنتشر كالسرطان في جسم سياسات احزابنا السياسية ..وكان سبب تلك الخلافات اعلان استقلال السودان وبالبلاد تشوهات سياسية لم نحسن التعامل معها مثل وضع السودان الذي كان سياسيوه ينادون بالحق في تقرير المصير او بالحكم الكونفيدرالي ..وهنا فقط اجتمعت ارادة الاحزاب وصدر اعلان الاستقلال من داخل البرلمان ..بل ان الاعلان نفسه كان يحمل بداخله اختلافات الاحزاب مثل الاستقلال الكامل من الحكم الثنائي او البقاء تحت التاج البريطاني حتي يستوي عودنا.. او الاتحاد مع الطرف الثاني في الاستعمار الا وهو التاج المصري. *وبعد ان تحقق الاستقلال الكامل كما جاء في وثيقة الاعلان ظلت التاثيرات الخارجية تسيطر علي سياساتنا ..وعجز ساستنا عن وضع دستور تتفق عليه كل القوى السياسية ..فتم تسليم مقاليد الحكم للعساكر كجبة قومية لاميول لها ولاذيول للقوى الخارجية..وبعد ست سنوات ثار الشعب علي حكم العسكر وذهب لتعدد الاحزاب مرة اخرى بذات رموزها ..وذات شعاراتها وذات انتماءاتها القديمة ..وكانت حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان بارادة نواب الشعب ..وذهب الحزب الشيوعي الي خور عمر وعاد علي ظهر دبابات الجيش واستلم السلطة ..وطوال استمرار حكم مايو وقعت العديد من المحاولات لتغيير نظام الحكم الا ان كل ذلك باء بالفشل ..ثم جاءت المصالحة الوطنية عام 76عقب محاولة جرئية من الجبهة الوطنية التي كانت مشكلة من عدة احزاب غير ان المصالحة لم تستمر طويلا ..واثر ذلك انتهي النظام بثورة ابريل 1985م. *سردت هذه الوقائع التي عشتها جميعا لاذكر قناعتي بأننا لانراعي حقوق هذا الشعب في الاستقرار والسلام والتنمية في خضم الصراع المارثوني صوب كراسي السلطة ولانراجع التاريخ ومجرياته ومآلات تصرفاتنا ونحن منقسمون في هذا الصراع الذي لن يفضي الا الى تفتيت وحدة بلادنا واراقة المزيد من الدماء واشاعة الدمار والخراب ..اليوم الفرصة سانحة لكي نجلس ونتحاور ونصل الي القواسم المشتركة التي تحقق اهداف أي شعب يسعي للسلام والاستقرار والتنمية ..الفرصة سانحة لتقبل بعضنا البعض عبر الحوار وليس عبر الاقصاء ولكن الذين يقفون عند الطرف البعيد من الامر ويطالبون بالاقصاء ..هؤلاء انما يقصون انفسهم ويجردونها من السند الشعبي الذي هو الوحيد الذي يقرر في الامر ويختار من يمثله ويدير شؤونه..
|
|
|
|
|
|