|
قضايا ليست كذلك الأنتخابات ... الدروس والعبر بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان
|
12:25 PM May, 20 2015 سودانيز اون لاين محمد زين العابدين عثمان - مكتبتى فى سودانيزاونلاين
السودان الوطن يمر بأزمات كثيرة لا حد لها من حروب مشتعلة فى كل أطرافه تزهق فى النفوس وتقضى على الأخضر واليابس وأقتصاد منهار وتدهور كامل فى كل الخدمات من تعليم وصحة ومعاناة شديدة لأهله فى كل سبل كسب العيش وهجرات لعقوله زرافات ووحداناً ومع ذلك أصر النظام على قيام أنتخابات عامة أنفق علبها كثيراً من الأموال كانت كافية لرفع بعض المعاناة من على كاهل شعبه بحجة واهية أنها أستحقاق دستورى وكأن النظام قد جاء للحكم عبر الدستور أو أرادة شعبه وكأن النظام قد تقيد فى أى وقت من الأوقات بالدستور الذى خطه بيمينه. أقام النظام هذه الأنتخابات وأعلن نتيجتها وهى كلها عيوب وثقوب. كانت أولى هذه العيوب أن كل دول العالم التى تمارس الديمقراطية بحق وحقيقة قد قالت كلمتها بحق وحقيقة من قبل أن تبدأ ومن بعد أن أنتهت أنها لا تمثل أرادة الشعب السودانى الحقيقية ولذلك رفضت المشاركة فى مراقبتها ولم تشترك دول فى مراقبتها غير تلك الدول المحكومة بكل نظم الحكم الشمولى. وتمت الأنتخابات فى غير مكافأة فى فرص التنافس الأنتخابى الشريف أذ أستعمل الحزب الحاكم كل أموال ومقدرات الدولة من مال وسلطة لصالحه، بل تكرم على بعض الأفراد والأحزاب المشاركة فى هذه الأنتخابات ببعض الدوائر بأخلائها لهم دون منافسة كديكور للبرلمان الجديد وهو يملك الأغلبية لينفذ كل ما يريد بالأغلبية الميكانيكية. الدرس القوى الذى لقنه الشعب السودانى الواعى والمدرك لمصائره لنظام الأنقاذ هو عزوفه وعدم مشاركته فى هذه الأنتخابات ومما رأيناه وشاهدناه فى مراكز الأنتخابات الخاوية أن نسبة الذين شاركوا لن تتعدى ال 15% من المسجلين الذين يحق لهم التصويت ومع ذلك أعلنت المفوضية العاملة بأمر السلطة الحاكمة وحزبها أن نسبة الذين شاركوا بالتصويت قد بلغت 46%، فيا عجبى أذا كانت نسبة الذين شاركوا فى أنتخابات عام 2010م قد بلغت 40% ولم تكن مقاطعة وشارك فيها بالتصويت شعب جتوب السودان بنسبة كبيرة فكيف تسنى أن تكون نسبة تلك 40% ونسبة هذه 46% مع المقاطعة والأقبال الضعيف الذى شهد به كل العالم وشهدت به أبضاً قيادات الحزب الحاكم؟ الدرس الثانى الذى لقنته هذه الأنتخاباات للحزب الحاكم أنه حزب غير منضبط وأن أرتباط عضويته به أرتباط واهى وأوهى من خيط العنكبوت ويتضح ذلك فى الدوائر التى تمت فيها منافسة حادة وأقبال مرتفع نسبياً لنسبة التصويت أن هذا الأقبال مرتكز على ركائز قبلية وأهلية أدت الى سقوط مرشحى المؤتمر الوطنى كما فى دوائر أبى حمد ودنقلا والكاملين. وأيضاً كان التنافس حاد بين الذين ترشحوا مستقلين من عضوية المؤتمر الوطنى ضد المرشحين المعتمدين من حزب المؤتمر الوطنى وكانت النتيجة فوز المرشحون المستقلون على مرشحى المؤتمر الوطنى فوزاً كاسحاً. وقد كان واضحاً أن التنافس الحاد فى بعض الدوائر قد كان مرتكزاً على الأنتماء الأهلى والجهوى والقبلى والعنصرى. أن هذه الأنتخاباد صاحبها نوع من الترهيب والترغيب الشديد من قبل قيادات المؤتمر الوطنى فى معظم الأحياء والدوائر لدفع الناخبين للتصويت خاصة للجهلاء وبعض النساء وأيهام الكثيرين والكثيرات منهن أنهن اذا لم يصوتن لرئيس ومرشحى المؤتمر الوطنى فأن هنالك كميرات ستصورهم وتكشفهم ووقتها لن يجدوا أى خدمات من الدولة وهذا يعتبر نوع من الترهيب. وكذلك ما شهدناه من تصويت القوات النظامية وهم بزيهم الخدمى الرسمى وتحت أمرة ضباطهم قد جاءوا لمراكز الأنتخالات بمركبات هذه القوات النظامية وهذه ممارسة محرمة فى كل الأنتخابات الديمقراطية عالمياً فكبف يستقيم هذا غير بطلان هذه الأنتخابات. من محاسن هذه ا لأنتخابات أنها لقنت الحزب الحاكم وسلطة الأنقاذ درساً لن ينسوه وهو أن الشعب السودانى واعى سياسياً وأصعب من أن يقاد بهذه الطريقة وبرهنت له أنها رافضة لهذا النظام جملة وتفصيلاً وهو نظام جاء على فوهة البندقية والأسلم له أن بستمر على فوهة هذه البندقية الى أن يريد الله أمراً كان مفعولاً. وعموماً قد أنتهت هذه الأنتخابات بخيرها وشرها وهى حقيقة لم تكسب الرئيس ولا نظامه شرعية ولكن يبقى الأمر أمر واقع سيتعامل معه الشعب السودانى بوسائله وأن ما لم بحققه هذا النظام للشعب على مدى ستة وعشرون عاماً لن يحققه فى خمس سنوات قادمات. بعد كل هذه المعطيات وأن السيد الرئيس سيستمر حاكماً لخمس سنوات أخريات أذا أراد الله له ذلك فتقدم له نصيحة أن ينهى مساره لأن يخرج من الدثار الحزبى وهو قد فاز بأصوات بعض أهل السودان ولم يتم له الفوز بأصوات أعضاء المؤتمر الوطنى وأن ترشح بأسم المؤتمر الوطنى وتهديد دكتور الحاج آدم لأسقاط الرئيس من رئاسة الجمهورية أذا تخلى عن المؤتمر الوطنى غير وارد والدستور الذى قمتم بتعديله أعطاه الحق أن يفعل ما يشاء وليست هنالك سلطة رقيبة عليه وليس لها حق محاسبته غير الشعب السودانى بأغلبيته وأرادته. وما عليه الآ أن يعلن أيقاف الحرب فوراً وأن يحتفظ الكل بمكانه وسلاحه وأن تفتح المسارات لتقديم المساعدات الأنسانية لأهلنا النازحين جراء الحرب وأن يبدأ حوار وطنى سياسى شامل للأتفاق على كبف يحكم السودان تنفذ مخرجاته حكومة قومية يشارك فيها كل أهل السودان بكل مكوناته دون عزل أو أقصاء ليتم التواثق على دستور دائم تجرى من بعده أنتخابات شفافة وحرة ونزيهة ومراقبة محلياً وأقليمياً ودولياً ليقول الشعب كلمته من يريد أن يحكمه، من غير ذلك فأن حركته الأسلامية ستضيعه كما أضاعته على مدى الستة وعشرون عاماً الماضية.
أحدث المقالات
- الجُندي السُودانِى المجهول: (امرأة ولا دستة رجال) بقلم كامل كاريزما 05-20-15, 11:00 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- أحكام القضاء المصري الشامخ!! بقلم بارود صندل رجب 05-20-15, 10:59 AM, بارود صندل رجب
- المصالحة الوطنية في العراق واللعب في الوقت الضائع بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية وال 05-20-15, 10:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- (عجباً لأمر المسلمين يتعوذون من فتنة أعور الدجال عقب كل صلاة...وينتصرون لجنده وأتباعه) بقلم:رحاب أ 05-20-15, 10:50 AM, رحاب أسعد بيوض التميمي
- الإسرائيليون ذئابٌ دوماً وعقاربٌ أبداً بقلم د. 05-20-15, 09:52 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- التطرف بدأ خليجيا وسيعود خليجيا بقلم جميل عودة/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 05-20-15, 09:51 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- ورقة الانتخابات بين عباس وحماس! بقلم د أيوب عثمان-كاتب وأكاديمي فلسطيني -جامعة الأزهر بغزة 05-20-15, 09:49 AM, أيوب عثمان
- السياسة الخليجية وثالوث الصراع بقلم محمد جهاد إسماعيل 05-20-15, 09:46 AM, محمد جهاد إسماعيل
- الوزير راضي شن دخل الهندي!! بقلم كمال الهِدي 05-20-15, 09:33 AM, كمال الهدي
- قافلة الوفاء نهر يجري ونبعٌ لا ينضب بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-20-15, 09:31 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- السودان علي أعتاب مرحلية مفصلية 2 بقلم جمال عنقرة 05-20-15, 09:29 AM, جمال عنقرة
- الحذر الحذر ... بقلم عمر الشريف 05-20-15, 09:26 AM, عمر الشريف
- نتائج انتخابات 2015 (2/6) المشاركة في الانتخابات.. عرض:محمد علي خوجلي 05-20-15, 04:56 AM, محمد علي خوجلي
- فضيحة مكتب والى الخرطوم . قتل الملازم غسان وهل له وجه أخر اشكك في موته 05-20-15, 04:54 AM, محمد القاضى
- رصاصة إسحق في مخيلته وليس في جيبه بقلم نورالدين مدني 05-20-15, 04:52 AM, نور الدين مدني
- أولاد دُفعَتنا فى ذِكرى تخرّجنا 20 مايو1987م (جزء أول) بقلم عبد العزيز سام 05-20-15, 04:50 AM, عبد العزيز عثمان سام
- جديد عاصفة ( الجِزم ) الولائيه ... PART 7 بقلم ياسر قطيه 05-20-15, 04:47 AM, ياسر قطيه
- عفواً يا إسحق Too Late……….. بقلم صلاح الباشا 05-20-15, 04:39 AM, صلاح الباشا
- صحفيو نظام البشير –أنتم جزء أساسي من مشكلة دارفور؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 05-20-15, 04:37 AM, عبدالغني بريش فيوف
- خطوى ثقال بقلم سهيل احمد الارباب 05-20-15, 04:35 AM, سهيل احمد الارباب
- اللَّهُمَّ عليك بالشِيعَة والشِيُوعيين!! بقلم جمال أحمد الحسن 05-20-15, 04:33 AM, جمال أحمد الحسن
- وقتل النفس!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-20-15, 04:29 AM, صلاح الدين عووضة
- عندما يحفر الفرعون قبره بيده بقلم الطيب مصطفى 05-20-15, 04:21 AM, الطيب مصطفى
- ( ماسورة ) بقلم الطاهر ساتي 05-20-15, 04:19 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|