|
قرارات مزاجية!/حافظ أنقابو
|
قرارات مزاجية!
تداولت الأوساط الاعلامية خلال الأسبوعين الماضيين حادثة ضرب المذيع التلفزيوني أنس الزومة لمدير القناة الفضائية بالهيئة العامة للتلفزيون القومي.. بين مستهجن ومستغرب لسلوك المذيع مع مديره غير المباشر.
أنس محمد المبارك أو أنس الزومة كما يعرف اعلاميا.. بالنسبة لي صديق قبل أن يلج لمجال التقديم الاذاعي والتلفزيوني قبل ثلاثة أو أربعة أعوام لذلك أجد شهادتي فيه مجروحة باعتبار العلاقة الشخصية التي تجمعني به.
من ناحية المبدأ .. فإن أسلوب الضرب وأخذ الحق باليد هو "إفلاس" وآخر ما يمكن أن يصل إليه شخص .. وهو أسلوب مدان بالمبدأ ولا جدال في ذلك.. لكن قبل أن نحاسب أنس على فعلته هذه يجب أن نعرف الأسباب التي أدت به إلى أخذ حقه بيده.
القضية ليست قضية أنس المبارك وحده .. بل هي قضية مؤسسات ودورة مسؤوليات إدارية كاملة الدسم .. والناظر إلى تعقيب الاستاذ كمال سويكت على ما كتب الأستاذ ضياء الدين بلال في عموده عن الحادثة يعلم أن ما يدور داخل أورقة مؤسسة التفلزيون أكبر من "حادثة الحزام".
لزمت الصمت ولم اعلق على الحادثة خلال الفترة الماضية في هذه المساحة ولم تردني أدنى رغبة في التعليق إلا بعد حادثة مطار الخرطوم والهرج والمرج الذي حدث وأدى إلى توقف الملاحة الجوية بالمطار.
حادثة حزام أنس الزومة وحادثة اضراب مطار الخرطوم .. نتاج طبيعي للعقليات والطرق التي تدار بها المؤسسات.
لا أدري إن كان هناك نظام إداري للمؤسات ويتجاهله المسؤولون في إدارتها أم أنه غير موجود .. لكن الناتج الذي نراه الآن .. هو عدم وجود أنظمة إدارية تحكم العمل وقرارات مدراء ومسؤولي مؤسسات الدولة.
كثيرا ما نرى الهرج والمرج في القرارات .. وفي بداية هذا الشهر هناك حادثة اضراب موظفي "الكول سنتر" بهيئة الكهرباء بالسجانة الذي نفذوا اضرابا نسبة لقرار داخلي يختص بؤجورهم التي تمت زيادتها ضمن القرار الرئاسي الخاص بزيادة أجور العاملين .. ليتفاجأ هؤلاء بقرار ينفذ بإلغاء زيادة أجورهم اعتبارا من شهر فبراير.
كل هذا يحدث داخل المؤسسات.. لذلك يجب أن لا نتناول رد فعل الضحايا دون أن نعرف الأسباب التي أدت بهم سوى إلى الضرب أو الاحتجاج .. بل يجب معرفة جذور المشكلات قبل تناولها.
العقليات التي تدير المؤسسات تعلم أن ما تتخذه من قرارات غير مدروسة وربما لتحقيق مصالح شخصية يجب أن توضع تحت المجهر.. فأسلوب الاحتجاج العلني أيا كان يعني أن الأمر مستعص واستنفذ الموظف كل الفرص التي يمكن أن تؤدي إلى حل مرض.
كلمة حق حافظ أنقابو [email protected]
صحيفة السوداني 19 مارس
|
|
|
|
|
|