قرارات الجنائية الدولية واتجاهات التسوية السياسية اسبابها وضروراته بقلم محمد حسن العمدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 08:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-19-2015, 01:37 AM

محمد حسن العمدة
<aمحمد حسن العمدة
تاريخ التسجيل: 01-19-2015
مجموع المشاركات: 8

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قرارات الجنائية الدولية واتجاهات التسوية السياسية اسبابها وضروراته بقلم محمد حسن العمدة

    محمد حسن العمدة

    سرابيل


    • *ما هي الاسباب التي يمكن ان تدفع المجتمع الدولي للضغط من اجل تسوية سياسية شاملة في السودان حتى وان ادى الامر للتنازل عن ملاحقة متهمين بجرائم حرب ومستقبل الجنائية الدولية ولو على المدى القصير ؟؟!
    • هل انفجار الاوضاع في السودان قد يقود الى انفجار مماثل بالجارة مصر وتهديد للامن الاسرائيلي ؟؟!
    مقدمة :
    المتتبع للتطورات السياسية الداخلية - ازمة الحكم والمعارضة وانسداد الافق المزمن - والمياه الدولية المتحركة ربما يجد بعض التفسير لانفراج العلاقات بين القوى المعارضة وسرعة استجابتها لتقوية وتجميع صفوفها رغم انها هي ذاتها نفس القوى المعارضة طوال السنين السابقة والتي طالبها الكثيرين مثلي للجلوس مع نفسها وتوحيد كلمتها وصفها دون الالتفات لمماطلات و -مماحكات - النظام باسم التفاوض الهاء لها وتمزيقا لمكوناتها ..
    وان تاتي اخيرا خيرا من ان لا تاتي ابدا ...

    وتابعنا جميعا ...
    خروج رئيس اكبر حزب سياسي مدني في البلاد
    ترتيب لقاءات ثم توقيع اعلان باريس بين اكبر حزب سياسي وجبهة مسلحة
    لقاءات هنا وهنالك من لندن الي القاهرة ثم اديس ابابا وتوقيع ( نداء ) السودان الذي جمع كافة مكونات الحساسيات السياسية المدنية والمسلحة في البلاد لتتفق حول مشروع واحد لسودان المستقبل .. لكن .... فجاة ارتفاع صوت يطالب بالحكم الذاتي ثم ( تقرير المصير ) اثناء مفاوضات الحركة الشعبية قطاع الشمال ووفد النظام من جهة ومفاوضات الحركات الدارفورية المسلحة والنظام من جهة ثانية ... هذا الصوت ياتي من جهة الحركة الشعبية قطاع الشمال والتي تعتبر امتداد لمدرسة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق ... والسؤال هو لماذا ارتفع صوت المطالب والسقف التفاوضي في هذا الوقت الذي تتجه فيه انظار العالم اجمع نحو التحركات السياسية والدبلوماسية في الشان السوداني ؟!!! وما سر توقيت اعلان المحكمة الجنائية الدولية حفظ تحقيقاتها حول جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وابادة في دارفور واحالة الملف الى مجلس الامن ؟؟!

    الاسئلة التي ارهقتني طوال هذه الايام هي :

    * هل هناك تسوية سياسية يتم الاعداد لها برعاية دولية تفرض علي الجميع ؟؟
    *هل تعتبر الاتفاقات التي وقعت بين القوى المدنية والمسلحة المعارضة هي ترتيب لبديل انتقالي برعاية اممية ؟؟
    *هل حفظ التحقيق في جرائم دارفور والتهم الموجهة الي الجنرال عمر البشير واركان نظامه بارتكاب جرائم يعتبر بداية فتح كوه يهرب بها المتهم دون خطر ملاحقات تماما كما تم مع سفاح اليمن علي عبد الله صالح ؟؟
    *ما هي الاسباب التي يمكن ان تدفع المجتمع الدولي للضغط من اجل تسوية سياسية شاملة في السودان حتى وان ادى الامر للتنازل عن ملاحقة متهمين بجرائم حرب ومستقبل الجنائية الدولية ولو على المدى القصير ؟؟!
    محاولاتي للاجابة علي هذه الاسئلة في شكل تدافع خواطر قلقة كتبتها بصفحتي علي الفيس بوك ولكني اثرت ان اجمعها في مقال واحد لقراء الراكوبة خاصة بعد ان تباعدت كتاباتي عنهم ...
    ان احتباس كل من المعارضة السودانية والنظام الحاكم وانسداد النوافذ التنفسية لكل منهما مع استحالة دخول كليهما - المعارضة بشقيها المسلح والمدني من جهة والنظام من جهة اخرى - في صدام ومواجهة يخرج فيها احد الاطراف منتصرا ( خمسة وعشرون عاما ) من الكر والفر والتفاوض ارهقت الطرفين واجهزت علي مافي جعبتيهما من اجندة سياسية ودبلوماسية كانت نتائجها وبالا علي الوطن وشعبه وارضه وسيادته ... وجعل من قبول التسوية السياسية بالنسبة لهذه الحساسيات امرا لا مفر منه ...خاصة بعد صدور القرار رقم 456 بتاريخ 12 سبتمبر لمجلس السلم والامن الافريقي والذي جاء فيه نصا الاتي : . وفي هذا الصدد فإن المجلس يحث كل اللاعبين الدوليين لتحديد اختصاصات وساطتهم لتجميع مواردهم معاً، وكذلك تنسيق تدخلاتهم، بطريقة تحسن نطاق الفرصة التي يتيحها الحوار الوطني، بهدف إيجاد حل شامل ودائم للصراعات في السودان ) انتهى .. واعتبر هذه الفقرة تحديدا بمثابة وضع الحصان امام العربة بالنسبة لمشروع التسوية السياسية المحمية دوليا .. ولذلك ساستعرض الخيارات المطروحة امام كل الاطراف ثم صاحب الامر المغيب عن المشهد السياسي الشعب واسباب تغييبه :

    المجتمع الدولي
    النظام الحاكم
    المعارضة المسلحة
    المعارضة المدنية
    الشعب
    المجتمع الدولي :

    ربما كان السودان ومنذ انقلاب النظام علي الديمقراطية من اكثر بلدان العالم التي وجدت اهتمام المجتمع الدولي وكانت اول مبادرة للحوار قادها مركز الرئيس السابق جيمي كارتر ثم دول الايقاد وتلتها شركاؤها واصدقاؤها الخ الخ وكله كان بمبادرات ودعوات من النظام نفسه ظنا منه انه سيستقطب المجتمع الدولي لجانبه ادعاء كاذبا بايمان النظام بالحوار والبحث عن السلام .. ولم يعلم النظام بجاهلته ان البحث عن الحوار من اجل الحوار لا يحل قضية ولا يحقق مطالب .. وكان ان تصدر السودان القرارات الدولية الصادرة من مجلس الامن – بلغت اكثر من 20 قرارا بخصوص دارفور وحدها - ولاول مرة تم ادخال السودان ضمن الفصل السابع للامم المتحدة واتهم رئيسه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ثم لحقه اتهام ثلاثة من اكبر معاونيه .. ..
    المجتمع الدولي يعلم جيدا ان النظام لم تعد له خيارات بقاء خاصة بعد توسع الحروب وازدياد الازمة الاقتصادية والعزلة الدولية وان ما قدمه النظام من تنازلات وخيانة للاراضي والسيادة السودانية لم يحدث ولن يحدث في ظل أي حكومة اخرى وان هنالك المزيد من المطالب التي يمكن ان يلبيها النظام تماثل تنازلات نيفاشا والمزيد من الحلول التمزيقية للسودان يمكن ان يقبل بها النظام .. اذا ما الذي يجعل المجتمع الدولي يستعجل الحلول بعقد تسوية شاملة مع النظام والمعارضة المدنية والمسلحة طالما ان النظام بامكانه تقديم المزيد من التنازلات وان اكتفى بمساحة القصر الجمهوري وسلامة رئيسه فقط ؟؟!!

    المتابع للشان السوداني والاقليمي يجد الاتي :
    * انهيار تام للنظام داخليا
    * تامين النظام لنفسه بمليشات مسلحة لا غاية لها سوا الغنيمة
    *تعميق الانهيار الاجتماعي والعشاري بتفشي الحروب الاهلية بين القبائل نتيجة لسياسات التفرقة العنصرية والعصبية القبلية التي ساسها النظام
    * اقتناع الكثير من المناطق بضرورة حمل السلاح كوسيلة لتحقيق مطالبها بعد ان اثبت النظام انه لا يستجيب الا لحملة السلاح
    *استحالة استمرار الحكم او لنقل الدولة في وضع منهار خدميا ومؤسسيا اذ احدث النظام خرابا ودمارا في كافة مؤسسات الدولة بتبني سياسة الولاء والبعد القبلي مما ادى الى وباء الفساد في كل مفصل من مفاصل مؤسسات الدولة
    * الانهيار الاقتصادي الذي انتج طبقات طفيلية من قادة النظام ومؤيديه ادت لتفشي الغبن الاجتماعي وزادت من وتيرة الاحتجاجات
    هذا داخليا

    اقليميا :
    السودان يتوسط اكثر مناطق العالم اشتعالا وتمزقا فمن اتجاه :
    * الشمال الغربي توجد الدولة الليبية المتفجرة والملتهبة بعد اسقاط نظام القذافي ... *الجنوب الغربي افريقيا الوسطى والفظائع التي تدور فيها جراء حرب اهليه طاحنة ..
    * الجنوب الدولة الوليدة تفجرت فيها صراعات سياسية تحولت الي حرب اهلية حولتها لدولة فاشلة تماما .. وثبت تورط كلا الطرفين جنوبا وشمالا دعم المتمردين كيدا بكيد
    * التعاون الاريتري الحوثي السوداني الايراني وتهريب السلاح الى مناطق الاشتعال في بلاد الشمال سوا سوريا او اسرائيل اضافة الي التحالف الاستراتيجي بين النظام السوداني والنظام الشيعي في ايران نتج عنه وضع كل الدول الخليجية في كماشة ايرانية دعمها اشتعال الاوضاع في بلاد اليمن والشام .. خاصة بعد ان ثبت لهذه الدول التصنيع الحربي الكبير والعروض الايرانية للنظام السوداني باقامة قواعد عسكرية عوضا عن الخلايا التايعة للحرس الايراني التي تشرف علي التدريب والتصنيع والتهريب وقمع المعارضة ...
    * التوتر في الدولة اليمنية واكتساح الحوثيين للعاصمة اليمنية واحتجاجات الجنوب وعبث الرئيس المخلوع فاقم من الاوضاع مما زاد من التهديد الامني لدول الخليج العربي
    * المجتمع الدولي وعبر منظماته واجهزة استخباراته يعلم جيدا حجم المليشيات العسكرية للنظام ويعلم مدى فوضويتها وما يمكن ان تحدثه من ماساي انسانية حال اعتماد النظام عليها كخط اخير لتامين نفسه .. ويعلم كذلك ان قادة النظام عدا الرئيس قد اعدوا العدة خارجيا للهروب عند اول انفجار للاوضاع مما يعني احالة البلاد الى فوضى عارمة اسؤا من كل تلك التي ببلاد اليمن والشام وليبيا ..
    * كما تلوح في الافق نواذر عواصف ازمة مالية عالمية قادمة يتقدمها الانخفاض الكبير في اسعار النفط و تراجع البورصة وسوق الاسهم الخليجية بصورة لم يسبق لها مثيل , وحيث ان العالم لم يتعافى بعد من اثار الازمة العالمية الاخيرة فانه غير مستعد لتحمل انفجار جديد في القرن الافريقي والساحل المتوسطي مما قد ينتج عنه التزامات مالية ضخمة يعجز عن تلبيتها خاصة ان اللاجئين في كل الدول المشتعلة لا يوجد لهم حتى الان الدعم اللازم ..
    * الجارة مصر والمجتمع الدولي ينظران بقلق لاحتمال انفجار الاوضاع في السودان والذي يعني دون ادنى شك تحوله الى بؤرة ومركز للجماعات الارهابية العالمية خاصة ان بعضها قد اعد العدة في البلاد تحت رعاية النظام , مما يعني تهديدا امنيا خطيرا للجارة مصر والتي لن تسلم باي حال من الاحوال من الفوضى حال انهيار الاوضاع في السودان خاصة ان جماعة الاخوان المسلمين تتحين الفرصة المواتية للانقضاض علي نظام الرئيس السيسي ..
    * انفجار الاوضاع في مصر و انتشار الجماعات الارهابية مثل داعش والقاعده سيجعل اسرائيل الدولة المحمية امريكيا والمدللة عالميا في وضع حرج وتهديد امني غير مسبوق وستكون محاطة من جميع الاتجاهات بجماعات ارهابية واخرى اسلامية لها اشواق في تحرير القدس واخرى عاطفية تدفعها عاطفة عمياء تجاه نصرة الاسلام والمسلمين وتتعدد الدوافع والفعل واحد ففي كل الاحوال ستجد الدول الغربية نفسها في وضع بالغ التعقيد تجاه حبيبتها ومدللتها اسرائيل ..
    * باختصار ان مخاطر انفجار الاوضاع في السودان في جحيم النظام الحالي سيحول ليس الاقليم ودول الجوار فقط بل العالم اجمع الى ورطة انسانية ودبلوماسية واقتصادية وامنية

    اذا ارى ان كل تلك الاسباب قد تدفع المجتمع الدولي الى تبني تسوية سياسية شاملة يكون الطعم لها للنظام هو حفظ التحقيقات والمطاردات الدولية لرئيسه فطالما ان الرئيس مرتعبا وخائفا من الملاحقة الجنائية لن يستجيب النظام لاي مبادرة دولية يكون الراس فيها هو كبش الفداء للتسوية ... ان اكثر الناس جبنا اكثرهم حياة وعمرا ... كما ان التجربة اليمنية في الضمانة الجنائية من المحاكمة والملاحقة احدثت انفراجا في التغيير للنظام ايا كان ... لكن ما هي مخاطر مثل هذه التسوية السياسية ؟؟
    لاحظت في الفترة الاخيرة ارتفاع السقف التفاوضي للحركة الشعبية شمال وبروز مطالب لاول مرة مثل الحكم الذاتي وتقرير المصير مع اصوات دارفورية اخرى .. اقول ان اكثر ما يقلق من التسوية هو قبول المعارضة المدنية والنظام بالاتي :
    منح مناطق ابيي وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق حق تقرير المصير بين الانضمام الى الدولة في الجنوب او استمرار الوحدة شمالا
    تقسيم دارفور الي مناطق قبلية يجمعها حكم ذاتي في علاقة كونفيدرالية مع ما تبقى من الشمال ..
    اقتسام السلطة في الشمال بين المعارضة المدنية والنظام مع بعض الرموز السيادية لدارفور
    ان استقر الامر علي هذا فان هذه البلاد لن تقوم لها قائمة الي يوم الدين .. وستكون التسوية عبارة عن استراحة محاربين لعودة اكثر عنفا وتمزيقا للبلاد ..

    النظام الحاكم :
    بالنسبة للنظام الحاكم ارى انه قد استنفذ كل خياراته للبقاء ولم يتبقى له سواء عامل الزمن ليراهن عليه ولعل اكثر اعداء النظام والذي استعداه النظام بنفسه وفساد قياداته هو الاقتصاد .. فالنظام منذ يومه الاول عمل بسياسات اقتصادية غير مسئولة افرغ فيها البلاد من كل مواردها الاقتصادية بل واستنزف ما وجده من موارد سابقة بسياسات مثل الخصخصة التي خصص بموجبها كل القطاعات والمرافق الاقتصادية للدولة السودانية لصالح قياداته اما بالملكية المباشرة او البيع للاجنبي لاعادة تملكها مستقبلا مثال لذلك استثمارات كل من جمعة الجمعة الموقوف بالمملكة العربية السعودية وبن خرباش الموقوف بالامارات العربية المتحدة .. تجفيف موارد الدولة ومرافقها وقطاعاتها الاقتصادية الى جانب استنزاف البلاد في حروب طويلة الامد منها عمل علي توليدها في عهدة واخرى ورثها من عهود سابقة فاشعل نيرانها وادت الى انفصال الجنوب وتهديد مناطق اخرى بالانفصال ..
    الانفصال ادى الى فقدان النظام للمورد الوحيد الذي كان يعتمد علي سمعته مستغلا تدفق النقد الاجنبي الذي وفر احتياطيا استغله النظام في تعويض كافة ما فقده من الانهيار الزراعي عبر استيراد السلع الغذائية الضرورية , وبفقدان التمويل النفطي فقط النظام الاحتياطي الاجنبي وفقد معه المزيد من القروض التي كان يوفرها باستغلال الضمانات النفطية للعملة الاجنبية ... وبسبب سياسات النظام العدائية وتحالفاته المثيرة للدهشة ادخل نفسه في عداء مع اهم دول نفطية في المنطقة كان من الممكن ان تكون بديلا للتمويل الصيني ففقد المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وتبقى له الاستثمار القطري الموجه لصالح الدولة القطرية في المقام الاول والذي تاثر الان باعادة العلاقات القطرية الخليجية واعادة النظر في دعم الدويلة القطرية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين اضافة الي تاثير صاحبة الراي الاول والاخير الولايات المتحدة الامريكية وحساباتها في المنطقة ..
    اذا النظام يمر باسؤا فتراته نتاج ما كسبت يداه وصدق فيه المثل العربي :

    يداك اوكتا وفوك نفخ ...
    خاصة انه كان يعول علي اعلامية ضخمة لانتخاباته ليثبت بها شرعيته المفقودة ومع عجز مطبعة العملة عن توفير السيولة الداخلية عبر سياسة التمويل بالعجز وتضخيم التضخم وافلاسه للنقد الاجنبي ... يفقد النظام كل مقومات بقاءه الا انه يمارس هوايته في العنتريات الزائفة واعادة نفض الغبار عن اسطوانات ( دحر التمرد ) لا لشي الا ليحاول ان يحدث لنفسه موقفا تفاوضيا في التسوية القادمة ..
    الخيار الاخير للنظام هو ما سعى طوال سنين حكمه وانفق من اجله انفاق من لا يخشى الفقر ... هو تفجير البلاد في حروب اهلية مهد لها عبر المليشيات المسلحة واستعداء الاقليات وزرع الفتنة بين مكونات النسيج الاجتماعي ليس عبر الدعم العسكري فقط بل عبر تفكيك الادارات الاهلية وافراغها من مكانتها وقوتها التاريخية واستحكام اللهجة العنصرية بين القبائل السودانية في كافة انحاء البلاد ليبقى له هذا الخط الاخير للدفاع عن قائده المتهم بجرائم ضد الانسانية ومطارد دوليا فلا خيار له سواء البقاء في بلد تشتعل بالحروب الاهلية وتفرخ الجماعات الارهابية وقد صرح بنفسه من قبل انه يفضل ان يكون قائدا ( لجيش مقاومة مسلحة ) من ان يكون رئيسا لبلد تدخلها القوات الدولية وقد دخلت ..
    المعارضة المسلحة :

    المعارضة المسلحة والتي تتجسد في حركات دارفور والحركة الشعبية شمال الابن الشرعي للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان هي الاخرى ارهقتها الحروب الطويلة مع النظام وصدتها المتاريس القبلية لترويج أي خطاب سياسي خدمي سواء لمناطقها او لبقية السودان فالاعلام النظامي والدفع النقدي ولدا متاريس شاهقة امام الحركات المسلحة التي جربت بعضها التفاوض مع النظام والاتفاق معه ثم الخروج عليه مرة اخرى لاستحالة التعايش معه .. وجرب الاخر الزراع الطويلة وبلغت نيرانه كبري النيل الابيض وكان علي بعد خطوات من القصر الجمهوري بيت السيادة الوطنية المفقودة ... ولكنها فشلت ايضا ,, بل عمل النظام علي تعبئة اعلامية عنصرية مضادة افقدت الحركات الدعم المدني المطلوب ... اذا فلا الحروب حققت اهدافها ولا التفاوض انتج سلاما واستقرارا ولبى طموحات قياداتها وبرامجهم الشخصية والمحلية والوطنية ... فعلمت علي تجميع نفسها في جسم وتكتل واحد يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح اقلاه يرسل رسائل تطمين ان هنالك هدف مشترك لوطن واحد وامكانية تحول الحركات الي اجسام مدنية سياسية متفقة علي ميثاق مشترك وكانت الخطوة تمهيدا لتكتلات اوسع كان اعلان الفجر الجديد ثم اعلان باريس و اخيرا اديس ابابا تتويجا لمجهودات الحركات في ايجاد دعم اممي وقبول سياسي داخلي من المعارضة المدنية ...

    ملاحظة مهمة انتبهت لها واقلقت افكاري وهي ارتفاع السقف التفاوضي للحركة الشعبية شمال والتي لم تكتفي بالحكم الذاتي فقط في تفاوضها مع النظام بل اتجهت للحديث عن تقرير المصير وليس المشورة الشعبية كما في اتفاقاتها السابقة بنيفاشا ... هذا الارتفاع الجنوني ذكرني بتوريط التجمع الوطني الديمقراطي التحالف السابق للقوى المعارضة السودانية مدنية وعسكرية في تقرير المصير والذي كان نتاج ايضا لتفاوضات ثنائية بين النظام والحركة الشعبية وقبول النظام في مناوراته الغير مسئولة والغير وطنية بحق تقرير المصير لشعب قرر مصيره في 1986 واختار الوحدة مع الشمال فوجدت المعارضة المدنية نفسها في ورطة القبول الاضطراري اكراها لتقرير المصير الذى ادى الان لانفصال الجنوب ولذلك طالبت في مقالات سابقة من حزب الامة القومي ان يحسم هذا الامر باكرا وان يستوضح الحركة الشعبية ويجبرها علي الكف عن التلاعب مع النظام في مصير وحدة ما تبقى من الوطن ... وتحليلي هو ان الحركة الشعبية لم ترفع سقفها التفاوضي الثنائي الا بعد ( شمت ) ريحة التسوية القادمة فارادت ان تحضر لنفسها حظا وافرا من المادبة القادمة خاصة ان جميع الاطراف الاخرى تعاني ما تعاني من الوهن والضعف فهي تعلم جيدا ان الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة لن يوقع اتفاقاته الا بعد ان وجد صدودا واستهتارا بل واستخفافا من النظام فاراد ان يتقوى بالحركات المسلحة لكن بطريقته الخاصة وبعده عن العنف وما يمكن ان يجده من دعم دولي وقبول بمشروعه للحل السلمي الديمقراطي

    المعارضة المدنية :
    25 عاما جربت فيها المعارضة السودانية مختلف الوسائل لاسقاط النظام .. المسلحة والمدنية او التفاوض ... لكنها لم توفق في تحقيق هدفها كما تعرضت للكثير من الانقسامات سوا كتحالف او داخل اجسامها ,, انقسامات بعضها ذاتية واخرى بفعل مؤامرات النظام واغراءاته يكاد لم يسلم منها جسم سياسي حتى النظام نفسه ...
    تنقسم المعارضة المدنية في خياراتها ووسائلها الي قسمين ..
    قسم يرى ان التفاوض والحوار الطريق الاسلم والاوحد للتحول الديمقراطي والحل السلمي الشامل وان بقية الوسائل من عمل عسكري او انتفاضة شعبية ستؤدي الي بلايا لن يسلم منها الوطن خاصة بعد ان جربت هي بنفسها هذه الوسائل ولم تنجح .. يقف علي راس هذه القوى رئيس حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي رغم ارتفاع صوت كثير من القيادات والاجسام الشبابية داخل الحزب المطالبة باتخاذ نهج العمل المسلح او اسقاط النظام بالانتفاضة والمواجهة المباشرة , وتعددت مبادرات الرجل ومسمياته ابتداء من نداء الوطن اتفاق جيبوتي والاجندة الوطنية والتراضي الوطني ثم شعارات القوة الناعمة لتغيير النظام او تحول النظام او النظام الجديد الخ الخ من المسميات .. راهن الرجل علي قوى التغيير داخل الحزب الحاكم اكثر من رهانه علي القوى الوطنية وحتى الشبابية داخل حزبه والقى بكل ثقله علي نهج التفاوض لكن تعامل النظام بكل انتهازية مع طول بال الرجل حد الدهشة وسلميته المعهودة وكرهه للدماء وفزعه من النمازج الفاشلة في الربيع العربي .. فعمل النظام الى الاستهتار بالرجل والسخرية منه عبر بعض قياديه حتى بلغ منه الياس مبلغ ان ( قنع ) من خيرا فيهم فيمم وجهه شطر العالم الخارجي والقوى المسلحة التي ضحى باقرب الاقربين اليه ابن عمه السيد نصر الدين الهادي ونائب رئيس حزبه عندما اقترب منها موقعا تحالف الجبهة الثورية , لكن تعامل النظام اجبر رئيس الحزب علي اللحاق بابن عمه ليوقع معه علي اعلان باريس فاتحة اتفاق نداء السودان .. ملاحظتي علي الامام الصادق المهدي انه لا يراهن ابدا علي قواه الثورية – قواعده شباب حزبه – العمل علي تحالفه مع نفسه – الحزب – حل اشكالات الواقع المعقد والمتازم كخطوة اولى لتوحيد المعارضة المدنية وقد ظهر ضعف الحزب بشكل كبير في الاعتقال الاخير للرجل بعد هجومه علي قوات ومليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب فظائع ضد المدنيين .. فلو ان الامام التفت حينا ووحد حزبه وفتح حوارا قاد الى تفاعل مع شباب الحزب لكفاه مشقة الحوار مع النظام والسند الدولي بالفعل السياسي المعارض لا يعرف سوا الاقوياء ولا توجد قوة ناعمة فالقوة هي الميدان وهي القدرة علي التحرك افقيا وراسيا في كافة مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والامنية الخ الخ ان العمل المعارض المنظم من قبل الحزب باسس علمية وتنظيمية هو اكثر ما يحتاج اليه حزب الامة القومي ..وبفقدانه لهذا لم يكن امامه الا اقناع المجتمع الدولي ممثلا في الاتحاد الاوروبي ومبعوثي بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الخليج بضرورة التسويق لمبادرة تسوية شاملة بعيدا عن الخيارات الاخرى والتي جميعها غير موثوقة للامام المهدي خاصة القوى المسلحة سوا التابعة للنظام او المعارضة له فاسقاط النظام من دون تحضير لبديل متفق عليه و مدعوم دوليا سيكون دور الرجل فيه مقيدا بما يمتلك من قوى سواء جماهيرية او عسكرية وقطعا الاخيرة لا توجد وستكون الكلمة الاولى فيها لمن يمتلك السلاح وهم كثر فجميع المواثيق التي تربط بين الحركات المسلحة تعتبر واهنة وغير مستقرة وسيحاول كل طرف تقوية نفسه وموقفه التفاوضي عسكريا من خلال ما يقع تحت يديه من مال وسلاح وارض .. لذلك فلافضل له ان يعمل علي تسوية من خلال المعارضة المسلحة طالما رفض النظام تسويته من خلال العمل المدني السلمي الداخلي..

    القسم الثاني يؤمن فقط باسقاط النظام عبر الانتفاضة الشعبية ممثلا في قوى الاجماع الوطني :
    قوى الاجماع الوطني هي الوليد الشرعي لتحالف جوبا الذي جمع الاحزاب السياسية المعارضة والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان الام قبل الانفصال مع حركة تحرير السودان ( مني اركوي مناوي ) هذا التكتل تعرض لهزات سياسية عرضت وجوده للخطر بانفصال الجنوب تارى وخروج حزب الامة القومي واخيرا المؤتمر الشعبي – تؤام النظام – والحزب الاتحادي الديمقراطي الذي شارك النظام الديكتاتوري حكمه ,لكنه سرعان ما استعاض التحالف عن هذه القوى باحزاب وقوى جديدة لها تطلعات كبيرة مشروعه الا انه يعوذها الاستقرار التنظيمي والبعد الجماهيري كما تعاني باستمرار من داء الانشقاق والانقسام .. صحيح ان قوى الاجماع الوطني حددت خيارها باسقاط النظام لكنها تفرغت بالكامل للهجوم علي بقية الاحزاب المعارضة خاصة حزب الامة القومي مستغلة ضبابية الموقف التفاوضي لرئيس الحزب الذي حير حتى عضوية حزبه ومتسجيبة كذلك لبعض التصريحات الهجومية من قبل بعض قيادات الحزب فدخل الاثنان في دوامة تراشقات زادت الشقة واضعفت الجميع واسعدت النظام واشقت الشعب .. لا يوجد عمل تنظيمي تعبوي جاد من قبل التحالف لمواجهة النظام الا تصريحات متباعدة من حين لاخر , او اعتقال لقيادي في حزب من قوى التعادل تنتهي بالافراج عنه لكن ليس هنالك عمل دؤوب وتعبوي لتنفيذ خيار اسقاط النظام ..

    القوى المدنية بقسميها حزب الامة القومي – تحالف قوى الاجماع الوطني تفتقر الى اهم ابجديات العمل المعارض سوا بعجز ذاتي منها او بسبب نهج النظام الذي عمل منذ قدومه الي تعطيل واغتيال وسائل العمل المدني بتدمير الزرع المدنية في الخدمة المدنية مثال النقابات الاتحادات الطلابية المنظمات المدنية الطوعية .. ودعم بدائله المعينة تعيينا بقيادات خدمة مدنية مسيسة لا تدين لسواه بالولاء ولا تعترف باي من الاجسام التي تكونها القوى المعارضة ولا تسمح بممارسة ديمقراطية نزيهة تمثل الشرعية التي يمكن ان تسلك منها المعارضة او الوطنيون الذين لا ينتمون الا لقواعدهم .. قبل النظام لم تكن قيادات الخدمة المدنية عامة وادارات الجامعات تكترث لاي جهة ينتمي الاتحاد او النقابة فقد كانت تمارس عملها بكل مهنية ولا تنظر الا لرغبة وخيار القواعد المهنية والفئوية والطلابية ... لكن بعد الانقلاب المشئوم تحولت الادارات الي اجهزة امنية قمعية عقيدتها فقط حماية النظام وان ادى الامر الي القتل والتعذيب واغلاق الجامعات وافراغ الخدمة المدنية وتدميرها ..

    الفترة التي تكتل العمل المعارض فيها خارج الوطن اضرت كثيرا بالعمل المعارض اذ فرغت البلاد تماما من الكوادر النشطة وتركت الحركة الطلابية وحدها في مواجهة النظام وانقط الحبل السري بين الاحزاب السياسية وقواعدها الجماهيرية واستغل النظام اعلامه لتدمير ما تبقى من المعارضة .. مستخدما كافة الوسائل الغير اخلاقية .. النتيجة نشوء جيل مشوه فكريا منعزلا سياسيا مخترق اخلاقيا في واقع هو الاسؤا في تاريخ البلاد .. فاصبح الهروب من الجحيم هو حلم يراود كل شاب وشابة حتى وان كان الى بلاد الصومال .. كنا احوج ما نكون الي معارضة مدنية تعيش في وسط الجماهير في المواصلات في الاسواق في اماكن العمل في الاحياء تعمل علي مواكبة تدهور الحياة المعيشية والثقافية والاجتماعية للمواطن حتى يشعر بان هنالك من يسهر من اجله ويواسيه واقعه وحاميا له من نظام غادر فاسد يعتبر المواطن هو غنيمته التي لا بديل لها ..
    الحزب الاتحادي الديمقراطي ابتلاه الله تعالى برئيس لا في العير ولا في النفير لم يتجاوز عمله المعارض اتصالاته الهاتفية متمنيا حياة سعيدة للسفاح ومعاونيه ,, اجتهد كثير من شبابه والغيورين في حزبه للتصدى لاستراتيجيات مولانا في الانخراط مع النظام وتشويه ماضي وتاريخ الحزب العريق الا ان محاولاتهم جميعا انتهت الي الفشل .. وبينما حسمت كل القوى السياسية خيارات مقاطعة انتخابات النظام المعروفة سلفا نتائجها يظل موقف وخيار الحزب الاتحادي الديمقراطي مرهونا برئيس الحزب المشارك فعليا للنظام والى ان يكتب الله لمولانا الكلام المباح لا يستطيع كائنا الا ان يتنبا بمشاركة اخرى لصاحب المواقف المخزية والغريبة عن ابناء شعب السودان ... فالرجل ابعد ما يكون عن الهم السوداني والمعاناة المعيشية التي يعيشها انسان السودان اليوم .. فلا الهموم همومه ولا القضايا قضاياه ..

    ساترك الحديث عن دور الشعب الى حلقة اخيره اقوم فيها بتوضيح الاسباب التي اتوقع ان تحول دون قبوله بالتسوية السياسية بين القوى السياسية والمجتمع الدولي فالواضح تماما ان قضايا وهموم الشعب السوداني تحتلف تماما عن قضايا وهموم المعارضة والحكومة معا باستعراض الحاجيات الاساسية التي يحتاجها محمد احمد الانسان وليس محمد احمد الغنيمة التي تنهشها سنون و انياب كلا الاطراف المتصارعة وما حشدت من مبررات واسباب . لي عودة


    mailto:[email protected]@gmail.com
    في 22 ديسمبر 2014م

    مكتبة محمد حسن العمدة(محمد حسن العمدة)






















    من اقوال قادة السودان

    مواضيع عن الفساد فى السودان


    Sudan and Ebola virus epidemic

    Contact Us


    Articles and Views

    About Us


    ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


    مكتبة دراسات المراة السودانية


    tags for sudaneseonline
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de