قراءة الدوافع الحقيقية التى حملت الحكومة السودانيّة لوقف اجراءات محاكمة ال ٢٧ المتهمين بالردة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 10:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2016, 00:54 AM

ابوبكر القاضى
<aابوبكر القاضى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة الدوافع الحقيقية التى حملت الحكومة السودانيّة لوقف اجراءات محاكمة ال ٢٧ المتهمين بالردة

    11:54 PM February, 16 2016

    سودانيز اون لاين
    ابوبكر القاضى -
    مكتبتى
    رابط مختصر


    فى الاسبوع الماضى استخدم وزير العدل والنائب العام السودانى سلطته بوقف اجراءات الدعوى الجنائية ، وسحبها من امام القضاء ، و ذلك فى قضية ال ٢٧ قرءانى المتهمين بالردة لكونهم يعتمدون القرآن وحده ،وبالتالي ينكرون السنة ، ان قضية القرآنيين هى قضية حريات ، وحقوق اساسية ، وهى قضية انتهاك للدستور السودانى ، ولفصل الحريات والحقوق الاساسية المضمنة فيه ، لاسيما حرية الفكر ، والتعبير ، والضمير . قبل الخوض فى اسنكناه الدوافع التى حملت النائب العام السودانى لوقف اجراءات الدعوى الجزائية ضد القرءانيين ، فاننا نشيد بهذا القرار لانه يوقف تراكم الضرر الكبير الذى لحق بالمتهمين ال ٢٧ وعائلاتهم واقاربهم ، لان اسوأ موقف يواجهه الانسان هو ان يتهم فى دينه ، و تنتهك حقوقه الاساسية التى كفلها الدستور .

    قراءتنا ان دوافع نظام الخرطوم للاقدام على خطوة وقف الاجراءات ضد القرآنيين وسحب القضية من امام القضاء تتمثل فى الاتى :

    أ - على الرغم من ان المتهمين القرآنيين ، اجتماعيا يعتبرون من العناصر المهمشة ، الا ان قضيتهم تحولت بسرعة شديدة الى قضية راى عام ، و ذلك لارتباط التهمة ( بالردة ) ، والردة شان خطير من المستحيل ان يصمت الشارع السودانى عليه ، وفى ذاكرة الشعب السودانى تهاون الشارع ، وموقفه السلبي من اعدام الشهيد محمود محمد طه ، والنقد الذاتى الذي وجهه الشعب السودانى لنفسه فى هذا الشان هو ( انه شارك بشكل او بآخر ) فى اعدام الشهيد محمود ، و لو (بمؤامرة الصمت ) ، فخروج مظاهرة من الجامعة الي دوار الاتحاد الاشتراكى انذاك كان يمكن ان تنقذ حياة الشهيد محمود، فالنائب العام بفطنته يعلم ان الشارع السودانى ليس على استعداد لقبول تجربة اعدام ٢٧ نفس بشرية بسبب قناعاتهم الفكرية فقط ، دون ان يحملوا سلاحا او استخدام القوة والعنف باى شكل من الاشكال .
    ب - تزامن محاكمة القرآنيين مع فعاليات ( الحوار الوطنى فى قاعة الصداقة ) ، ان صدور حكم بادانة القرآنيين بالردة و الحكم عليهم بالاعدام حتما سيفسد اجواء الحوار الوطني ، و يضع المجتمع السودانى فى اجواء الدولة الدينية التى تهدد الحريات وتعيد السودان الى القرون الوسطى وعهود الظلام .
    ج - ليس لنظام الانقاذ ( غبينة سياسية ) ضد هؤلاء القرءانيين ، ان المتهمين ال ٢٧ لا يشكلون خطرا سياسيا على النظام ، ليست خلفهم دولة تدعمهم ماليا او توفر لهم اى غطاء معنوى ، و دعوتهم نفسها ليست فى حالة انتعاش وانتشار افقى او راسي ، فالدول عبر التاريخ لا تقدم على قتل المفكرين ، والمجدفين واصحاب الرأي ، الا اذا شكلوا خطرا سياسيا.
    د - من الناحية الموضوعية ، فان القضية / التهمة نفسها ضعيفة ، و سوف نقدم الادلة على ذلك ، و لكن الذى اود ان اقولة ، هو ان مجرد استمرار اجراءات محاكمة القرآنيين بالردة يعود على الحكومة باضرار بليغة ، فى حين ان القضية نفسها ضعيفة ، بمعنى ان القرآنيين يمتلكون حججا من القرءان والسيرة و تاريخ الفكر الاسلامى تصلح فى مجملها ان تكون شبهة قوية تحول دون حتى مجرد تقديمهم للمحاكمة بتهمة الردة ، ناهيك عن ادانتهم بالردة ، لذلك فان الحكمة تقول : لماذا تعرض حكومة الخرطوم نفسها لمخاطر جمة يمكن ان تهدد وجودها فى سبيل قضية ضعيفة موضوعيا ؟!
    و هذه بعض الشواهد التى تؤكد على ضعف ادلة تهمة الردة ضد القرآنيين ال ٢٧ المتهمين بالردة :-

    * ثابت ان النبي (ص) قد نهى عن تدوين الحديث ، وقال محتجا ، و مستنكرا على الذين بدأوا فى تدوين الحديث فى حياته : ( اكتاب بعد كتاب الله ؟!!) ، لذلك احجم الصحابة عليهم الرضوان ، و التابعون .. الخ عن تدوين الحديث ، ولم يبدا علم الحديث وتدوينه الا بعد ٢٨٠ سنة من وفاة النبي ( ص) . فلم يجرؤ العرب على تدوين الحديث استنادا الي هذا النهى الصريح الثابت ، وغير المتنازع عليه ، و يعتقد القومجى جورج طرابيشي ان علم الحديث انشاه العجم بعد ان فاتهم دور المساهمة فى تاسيس علوم القرأن و التفسير ، والسيرة .
    ** منطق القرآنيين ، ليس رؤية ساذجة ، و فطيرة ، فاذا كنا لا نتفق معهم فيما ذهبوا اليه ، الا انه لا يعقل ان نكفرهم ، ونخرجهم من الملة . ان هذه الفرقة التى نشات فى باكستان وبنغلادش والهند ، قد حازت على اتباع فى مصر ، لهم وزنهم ، مثل : الشيخ محمد عبده بثقله التنويرى والتجديدى ، والشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر ، والشيخ مرتضى المراغى شيخ الازهر فى الاربعينات ، والدكتور احمد صبحى منصور / شيخ بالازهر و الدكتور مصطفى محمود صاحب التفسير العصرى للقرآن ، ورحلتى من الشك الى الايمان .
    انا هنا لا ادافع عن فكرة القرآنيين ، ولست من المؤمنين بها ، ولكنى من الدافعين بقوة عن حقهم فى البقاء ، و الحياة ، و ارفض تماما مصادرة حقوقهم الاساسية ، فى التعبير ، والفكر ، وحرية الضمير ، و خلاصة ما ارمى اليه هو بيان ان لديهم من الادلة والاسانيد ، والمنطق ، ما يشكل شبهة كافية تحود دون احالة للمحاكمة ، و ذلك ( لعدم وجود بينة مبدئية تكفى لاحالتهم للمحاكمة بتهمة الردة ، لانه يستحيل لاى محكمة عادلة و مستقلة ان تدين القرآنيين بالردة ) .
    لكل هذه الاسباب اعتقد ان النائب السودانى قد استخدم سلطته التقديرية بحكمة تدعو للاشادة حين قام بوقف اجراءات محاكمة ال ٢٧ متهما من القرآنيين بالردة ، و سحبها من امام القضاء .
    ابوبكر القاضى
    كاردف / ويلز
    ١٥ / فبراير/ ٢٠١٦



    أحدث المقالات
  • عندما تغيب المركزية ومجلسها الثوري...!!! بقلم سميح خلف
  • فشل الحور الوطنى لعدم مناقشة قضية مجرمى الحرب الصادق المهدى الميرغنى بقلم محمد القاضي
  • معيجنة مصطفى بقلم الطيب علي مساعد علي خوجلي
  • إلى الجحيم أيتها السلطة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • دارفور واجراءت تاشيرة الخروج النهائى !!! ام مجرد مناورات سياسية بقلم الاستاذ سليم عبد الرحمن دكين
  • من أين جاءوا؟! بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان
  • للدين دور يقوم به في المجتمع.. وللعلم دور آخر كتب العلوم المدرسية.. منهج يضر بالدين وبالعلم
  • فتحي الضو يقتحم بيت العنكبوت بقلم أحمد الملك
  • النظام ضد النظام..!! بقلم نور الدين عثمان
  • سخف المال وغطرسة رجاله بقلم كمال الهِدي
  • إن الذكرى تنفع المؤمنين بقلم عمر الشريف
  • كلام القصير..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لعلنا نفهم.. لعلنا نفهم.. لعلنا نفهم بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • مقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتلب والناس 2 بقلم هلال زاهر الساداتي
  • إلي الشفيف بابكر العاقب في عليائه بقلم أ.د حسن عبدالرازق النقر
  • عرمان والنظام وغموض 12 جولة من حوار الطرشان (3) حرب الإبادة الثانية و وقوعها وكيفية التعامل معها























                  

02-16-2016, 12:07 PM

alazhary


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة الدوافع الحقيقية التى حملت الحكومة (Re: ابوبكر القاضى)

    شكرا للأخ الزميل القاضي على تنويره بمسألة نهي النبي عن تدوين السنة وعدم تدوينها فعلاً إلا بعد ثلاثة قرون تقريباً من وفاة النبي الكريم (ص)، مما يلقي بظلاله على كثير من السنة التي تخالف النص القرءاني روحاً ونصاً أو تتأول مسائل علمية وكونية لم تصل إليها درجة العلم البشري في ذلك الأوان ولم تتكشف حقائقها العلمية إلا في العصر الحديث كبيضاوية أو كروية الأجرام السماوية ودورانها حول ذواتها وحول مراكز نجمية أكبر منها تستمد منها الضياء والطاقة والجاذبية وقد تأكد الانسان من صحة هذه الحقائق بتطبيق نتائجها وآثارها تطبيقاً عملياً وحسابياً فغزا الكون ووصل إلى بعض أجرامه البعيدة - بينما بعض السلفيين من المسلمين ممن يعتمدون على الحديث المروي وعلى ظاهره وحرفيته فقط قد تورطوا في القول بتكفير من قال بدوران الأرض حول الشمس وهي حقيقة تطبيقها الفعلي نعيشه كل يوم وليلة على ظهر الأرض مع أن القرءان الكريم يدل على ذلك في جل آيه الصريح بذكر الليل والنهار وجريان الشمس والأفلاك التي فيها تسبح كما في الآية 33 من سورة الآنبياء (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) فلم يفهم السلف أن تعاقب الليل والنهار ما هو إلا أثر لهذا الدوران كما أنهم عجزوا عن فهم معنى (الفََلَك) وما كان ينبغي لهم أن يعرفوا فورد في تفسير الطبري عن ابن جريج : ( كل في فلك ) قال : فلك كهيئة حديدة الرحى! وأحسن ما قال الآخرون من المفسرين (وقال آخرون : بل الفلك الذي ذكره الله في هذا الموضع سرعة جري الشمس والقمر والنجوم وغيرها )؛ لأن القول العلمي الصحيح يقتضي معرفة علمية أرفع بحساب المسافات بين هذه الأجرام وهي تجري في خطوط تحددها الجاذبيات والتنافرات المختلفة وقوات الطرد المركزية إلخ مما يستحيل معرفته حتى من علماء الفلك آنذاك ناهيك عن مجرد فقهاء يستخدمون معرفتهم المحدودة بطبيعة الأشياء غير الملموسة بالحواس المجردة. وعلى كل فإن القرءان وحده هو الذي يشرح بعضه البعض وأقصد البعضين القرءان المكتوب والقرءان المبسوط بآيات الكون الذي خلقنا فيه وأخلفنا فيه بمنحنا الحواس به وبعقلية دراسة محسوساته واستكناه قوانينه ونواميسه التي أودعها فيه ووتطويعها للحياة المثلى فيه. أما في مجال العبادات والمعاملات فلا غنى عن الحديث وسنة النبي الكريم دون تناقض مع القرءان فالسنة إما شارحة أو مبين للكيفية كما هيئة وحركات الصلاة ذات الركوع والسجود حيث قال (ص) صلوا كما رأيتموني أصلي) وإلا لكان لكل فرد صلاته حركية كانت أم قلبية وعموما لا تصادم بين السنة والعبادات والمعاملات ومكارم الأخلاق وقواعد الصحة وحريات الآخرين وحقوق الإنسان في كافة مجالات العبادات والمعاملات الإنسانية ولا نقول الإسلامية إلا فيما زاد عن ذلك إحساناً وتفضلاً عن الفطرة العادية للبشر. وعليه فإن القول بطرح السنة جملة وتفصيلاً قول فيه مضيعة للدين لأن القرءان يحتاج للشرح والتبيين خاصة في مجال العبادات والمعاملات المدنية منها والجنائية.
    وعودة إلى قرار صاحبك وزير العدل بسحب قضية القرءانيين من المحكمة فلا أظنه قد استصحب كل هذه المعاني ولكن كما ذكرت فإن ما يعنيهم هو دائماً الأمور السياسية أي المصلحة الآنية لنظامهم فلا علاقة لهم بالمعاني الدينية المجردة والباقية والمأمورين بها، ولشدة اهتبالهم بهذا الغرض فقد تدخل الوزير بنفسه دليلاً على تلقيه الأوامر من قيادته العليا فلم يجد وقتاً حتى للتفاكر مع وكيل النيابة لإيجاد طريقة تجول عن إضطراره لاتخاذ هذه الخطوة التي من شأنها أن تلقي بظلالها السياسية داخلياً وخارجياً، وكان في إمكانه الاتفاق مع وكيل النيابة بشطب البلاغ بالطريقة العادية لعدم كفاية الأدلة أو عدم وجود بينة مبدئية كما تفضلت وكان يمكن أن ينتهي الأمر بهدوء ويترتب عليه إطلاق سراح المتهمين قانوناً وعملاً دون قيد أو شرط، ولكن لست أدري إن كان هذا تم في هذه الحالة أم لا.
                  

02-16-2016, 12:42 PM

alazhary


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة الدوافع الحقيقية التى حملت الحكومة (Re: ابوبكر القاضى)

    شكرا للأخ الزميل القاضي على تنويره بمسألة نهي النبي (ص) عن تدوين السنة وعدم تدوينها فعلاً إلا بعد ثلاثة قرون تقريباً من وفاة النبي الكريم (ص)، مما يلقي بظلاله على كثير من السنة التي تخالف النص القرءاني روحاً ونصاً أو تتأول مسائل علمية وكونية لم تصل إليها درجة العلم البشري في ذلك الأوان ولم تتكشف حقائقها العلمية إلا في العصر الحديث كبيضاوية أو كروية الأجرام السماوية ودورانها حول ذواتها وحول مراكز نجمية أكبر منها تستمد منها الضياء والطاقة والجاذبية وقد تأكد الانسان من صحة هذه الحقائق بتطبيق نتائجها وآثارها تطبيقاً عملياً وحسابياً فغزا الكون ووصل إلى بعض أجرامه البعيدة - بينما بعض السلفيين من المسلمين ممن يعتمدون على الحديث المروي وعلى ظاهره وحرفيته فقط قد تورطوا في القول بتكفير من قال بدوران الأرض حول الشمس وهي حقيقة تطبيقها الفعلي نعيشه كل يوم وليلة على ظهر الأرض مع أن القرءان الكريم يدل على ذلك في جل آيه الصريح بذكر الليل والنهار وجريان الشمس والأفلاك التي فيها تسبح كما في الآية 33 من سورة الآنبياء (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) فلم يفهم السلف أن تعاقب الليل والنهار ما هو إلا أثر لهذا الدوران كما أنهم عجزوا عن فهم معنى (الفَلَك) وما كان ينبغي لهم أن يعرفوا ذلك، فورد في تفسير الطبري عن ابن جريج : ( كل في فلك ) قال : فلك كهيئة حديدة الرحى! وأحسن ما قال الآخرون من المفسرين (وقال آخرون: بل الفلك الذي ذكره الله في هذا الموضع سرعة جري الشمس والقمر والنجوم وغيرها )؛ لأن القول العلمي الصحيح يقتضي معرفة علمية أرفع بحساب المسافات بين هذه الأجرام وهي تجري في خطوط تحددها الجاذبيات والتنافرات المختلفة وقوات الطرد المركزية إلخ مما يستحيل معرفته حتى من علماء الفلك آنذاك ناهيك عن مجرد فقهاء يستخدمون معرفتهم المحدودة بطبيعة الأشياء غير الملموسة بالحواس المجردة. وعلى كل فإن القرءان وحده هو الذي يشرح بعضه البعض في هذا المجال (مجال الطبيعيات)، وأقصد ببعضه البعض القرءان المكتوب والقرءان المبسوط بآيات الكون الذي خلقنا الله فيه وأخلفنا فيه بمنحنا الحواس للإحساس به وبعقلية دراسة محسوساته واستكناه قوانينه ونواميسه التي أودعها فيه ووتطويعها للحياة المثلى فيه.
    أما في مجال العبادات والمعاملات فلا غنى عن الحديث وسنة النبي الكريم دون تناقض مع القرءان فالسنة إما شارحة أو مبين للكيفية كما هيئة وحركات الصلاة ذات الركوع والسجود حيث قال (ص) صلوا كما رأيتموني أصلي) وإلا لكان لكل فرد صلاته حركية كانت أم قلبية وعموما لا تصادم بين السنة والعبادات والمعاملات ومكارم الأخلاق وقواعد الصحة وحريات الآخرين وحقوق الإنسان في كافة مجالات العبادات والمعاملات الإنسانية ولا نقول الإسلامية إلا فيما زاد عن ذلك إحساناً وتفضلاً عن الفطرة العادية للبشر. وعليه فإن القول بطرح السنة جملة وتفصيلاً قول فيه مضيعة للدين لأن القرءان يحتاج للشرح والتبيين خاصة في مجال العبادات والمعاملات المدنية منها والجنائية.
    وعودة إلى قرار صاحبك وزير العدل بسحب قضية القرءانيين من المحكمة فلا أظنه قد استصحب كل هذه المعاني الدينية ولكن كما ذكرت فإن ما يعنيهم هو دائماً الأمور السياسية أي المصلحة الآنية لنظامهم فلا علاقة لهم بالمعاني الدينية المجردة والباقية والمأمورين بها، ولشدة اهتبالهم بهذا الغرض فقد تدخل الوزير بنفسه دليلاً على تلقيه الأوامر من قيادته العليا فلم يجد وقتاً حتى للتفاكر مع وكيل النيابة لإيجاد طريقة تجول عن إضطراره لاتخاذ هذه الخطوة التي من شأنها أن تلقي بظلالها السياسية داخلياً وخارجياً، وكان في إمكانه الاتفاق مع وكيل النيابة بشطب البلاغ بالطريقة العادية لعدم كفاية الأدلة أو عدم وجود بينة مبدئية كما تفضلت وكان يمكن أن ينتهي الأمر بهدوء ويترتب عليه إطلاق سراح المتهمين قانوناً وعملاً دون قيد أو شرط، ولكن لست أدري إن كان هذا تم في هذه الحالة أم لا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de