|
قدوة غير حسنة..! بقلم حافظ أنقابو
|
حجبته صحيفة السوداني عن النشر يوم أمس الاثنين
لكل مهنة في هذا الكون، قواعد وأسس، وأي شخص، يعمل في أي مهنة، ويعتبرها مصدر عيشه الكريم، يجب عليه أن يحترمها ويوقرها ويصونها، ليحافظ عليها، "قلت أي مهنة".
أما مهنتنا –الصحافة- فهي مهنة ذات خصوصية مختلفة عن بقية المهن، لاعتبارات متعددة قد لا يعلمها الكثيرون، خاصة الذين يتولون أعلى الرتب الوظيفية فيها"إلا من رحم ربه"، ويكتبون سمومهم في أبرز صفحات الإصدارات، ينتصرون لأنفسهم، ولا يدرون أنهم يسيئون لمهنة "الأنبياء والرسل".
أزمة مهنة الصحافة، جزء من أزمات الوطن التي تفتح لها المنابر وتقدم لها مبادرات الحوار، في حين أن الإصلاح يجب أن يبدأ بإصلاح الإعلام الذي إذا صلح وأخذ كل ذي قدرات مكان بقدر امكانياته، سيكون أساس لعملية التغيير والمصالحة المنشودة، لكن من يسمع..!
أعلم أن حديثي هذا سيفتح النيران تجاهي من كل صوب، ولكن لابد من قول الحق، فالصحافة أصبحت عبارة عن عراك شخصي في غير معترك، ولا يمر أسبوعين أو ثلاث، إلا ونشهد معركة "شخصية" جديدة "ونشر غسيل" جديد، في حين وجود الكثير من المشكلات والأزمات الملحة التي تحتاج أن تفرد لها المساحات ويسلط عليها الضوء.
لن أحدد شخص بالاسم، لأنه لا معركة شخصية لي مع أحد، والمقصودين بحديثي هذا يعلمون أنفسهم جيداً ويعرفهم القارئ أيضاً، والهدف من قول هذا الحديث المُر، هو معاتبة وغيرة على المهنة الكريمة التي هي مصدر عيشنا الوحيد.
سكتنا كثيرا عن تجاوزات شهدتها صفحات الصحف، ولم تحرك الأجهزة المسئولة عن محاسبة المتجاوزين، لذلك لابد من رمي حجر في بئر التجاوزات الساكنة .. التجاوزات التي يرتكبها الذين يديرون الصحف وتسوق لهم الفضائيات بأنهم ألمع نجوم الصحافة والإعلام.
عدد محدود من المنتمين إلى هذه المهنة، يسيطرون على كل شيء ، حتى فرص التدريب التي تقدمها بعض الدول لمن هم في مدخل الخدمة، يقتسمونها بينهم، بل يقضون على كل شيء.
ولابد من الإشارة إلى حادثتين بخصوص المنح التدريبية حدث خلال النصف الأخير من هذا العام، حيث قدمت بريطانيا، منح تدريبية، حضرها قادة الأجهزة الإعلامية من رؤساء التحرير ومدراء القنوات وعادوا إلى السودان.. فور وصولهم غادر اثنين من رؤساء التحرير الذين "يشكرون الحكومة في القنوات الفضائية" كل على حدا، بنفس تأشيرة الدخول التي منحت لهم بغرض التدريب وتقدموا بطلبات لجوء سياسي في بريطانيا..! فهل ستمنح بريطانيا أو أي دولة أخرى الصحفيين السودانيين فرص تدريب جديدة..؟ إنها فعلاً قدوة غير حسنة. كلمة حق
حافظ أنقابو
mailto:[email protected]@hotmail.com
|
|
|
|
|
|