|
قبيلة الزغاوة والإستقطاب السياسي في دارفور
|
بسم الله الرحمن الرحيم قبيلة الزغاوة والإستقطاب السياسي في دارفور 7/6/2004م بغض النظر عن أهداف ومسارات الصراع الدائر في غرب السودان ( دارفور ) والجهات التي تمثله سياسياً وعسكرياً ، تظل قبيلة الزغاوة هي المحرك والوقود الرئيسي لهذا الصراع والدليل على ذلك أن معظم القيادات العسكرية والسياسية للجماعات المسلحة تنتمي إليها. جغرافياً تتواجد المجموعات السكانية التي تنتمي لقبيلة الزغاوة في مناطق شمال دارفور والمنطقة الشرقية الشمالية من دولة تشاد ، وهي قبيلة حدودية ينتمي إليها الرئيس دبي ويقدر عدد سكانها بأكثر من مائتي ألف نسمة يدينون كلهم بالإسلام . ومنذ بداية الصراع وقيام الكيانات والمجموعات التي تمثله وتطوره ليأخذ بعداً دولياً وإنسانياً تعرضت هذه المجموعة القبلية لعملية إستقطاب حادة من جهات عديدة تتمثل في الاتي : * الحكومة السودانية : تعتبر الحكومة هذه القبيلة جزء من النسيج السياسي والإجتماعي السوداني الذي تحكمه ولها مصالح في إستقطاب أو معالجة أو كبت طموحاتها السياسية ومقاتلة الخارجين عليها ، وهناك قيادات مقدرة ومؤثرة من أبناء القبيلة يدينون بالولاء الشديد للحكومة السودانية وللفريق البشير شخصياً ومنهم اللواء التيجاني آدم الطاهر ، وحسن برقو وآخرين . * حزب المؤتمر الشعبي : الشريك السياسي المؤسس الذي أختلف مع الحكومة السودانية وخرج عليها ويرغب في العودة للحكم عبر بوابة غرب السودان ويعتبر أن ثقله الرئيسي يوجد في هذه المنطقة وأن الإسلاميين الذين يؤيدون الحكومة من أبناء المنطقة تربطهم مصالح اقتصادية وسياسية سرعان ما ستتبدل لمصلحتهم بعد انهيار نظام الإنقاذ . ومن أبرز العناصر من أبناء القبيلة د . خليل إبراهيم الوزير السابق والذي يدين بالولاء الشديد للدكتور الترابي ، وأسرة مني أركو مناوي ومن خارج القبيلة د .علي الحاج محمد. * حزب الأمة القومي : يعتبر حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي مناطق دارفور تتبع تقليديا لحزبه بسبب الدعم الكبير الذي وجده جده الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية من هذه المجموعات التي ساهمت مساهمة كبيرة في هزيمة وطرد الإستعمار التركي البريطاني من السودان في نهاية القرن التاسع عشر ومن أبرز قيادات حزب الأمة بدارفور عبدالنبي علي أحمد وعلي حسن تاج الدين و آدم موسى مادبو . * الحركة الشعبية لتحرير السودان : لا يوجد للحركة الشعبية ثقل سياسي أو فكري في دارفور وعلى خلاف ذلك فقد ناصب أهل دارفور الحركة العداء وقاتلوها بشراسة وكانوا يشكلون ضغطاً كبيراً عليها في كل المعارك العسكرية التي دارت بين القوات المسلحة السودانية والحركة الشعبية ولذلك عمدت الحركة الشعبية مستفيدة من الفاوضات الجارية على استراتيجية ترمى الى تخفيف الضغط العسكرى عليها من جهة ، ومن جهة اخرى العمل على تفكيك الحكومة سياسيا وسلميا بالتعاون مع اصدقائها ومناصريها الغربيين فعملت على الإتصال ببعض قادة المجموعات المسلحة وعرضت عليهم المساعدة ... والمشورة .... والتدريب ، وترى الحركة الشعبية أن بقاء دارفور في الحياد ، أو مشاركتهم لها أو منفصلين عنها في القتال ضد الحكومة نصر كبير لاستراتيجيتها في السودان وفي محيط دول الجوار الأفريقي الغربي ، ومن أشهر المتعاونين مع الحركة عبد الواحد محمد أحمد نور ( كادر يساري سابق في الحزب الشيوعي السوداني) وأحد قادة جيش تحرير السودان . * الحكومة التشادية : الرئيس دبي ومجموعة كبيرة من القادة السياسيين والعسكريين في تشاد ينتمون لقبيلة الزغاوة ، وتتوفر مجموعة مصالح سياسية وأمنية تجعل تشاد تتعاون مع الحكومة السودانية وفي ذات الوقت تعمل على كسب ود القبائل الحدودية ( خاصة الزغاوة ) وعدم إستعدائهم حتى لا يسيطر العرب في دارفور وتشاد على الأوضاع السياسية أو يشكلون هاجس قلق .
* أمريكا والمانيا وانجلترا وفرنسا : الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية لها استراتيجيات مشتركة (متفق عليها) وأخرى خاصة بكل دولة تجاه الدول الأفريقية ومن بينها السودان بالاضافة لمجموعة مصالح أقتصادية ومصالح سياسية تتعلق بأوضاع أمريكا وأوربا والصراع الدائر بين أحزابها والمجموعات المحافظة ( الدينية ) وكارتيلات المصالح الإقتصادية . هذه تقريباً أبرز الجهات التي تحاول التأثير على الوضع في دارفور وعلى التيار السياسي والعسكري الذي تقوده قبيلة الزغاوة ، ولكل جهة أجندتها ومصالحها . فهل يحترق شباب الزغاوة من أجل دارفور ؟ أم تقوى القبيلة بمساندة الآخرين من تحقيق بعض المطالب السياسية والإقتصادية والتنموية والتعليمية لابنائهاو سكان المنطقة ؟ أم تظل تشكل حزاماً أمنياً لمصلحة الحكومة التشادية ضد هجمات القبائل العربية المتوقعة ؟ أم تصبح أداة في يد الآخرين من أجل تنفيذ مآربهم وطموحاتهم واستراتيجياتهم ؟ . إذاً فالأمر يحتاج لوقفة متأنية ودراسة وعدم إندفاع ، والأقرب للصواب ومن أجل الحفاظ على الدماء الذكية التي تراق الآن أن يحدث اتفاق عادل متوازن مع الحكومة من جهة والقبائل العربية من جهة أخرى يضمن الإستقرار والتنمية في المنطقة ويجنب أبنائها ومدنها القتل والخراب ويفوت الفرصة على الأعداء المتربصين .
تيراب حسن جبريل الخرطوم معلم بمدارس الاساس
|
|
|
|
|
|