|
قبل.. تعليب الشعب السوداني!! بقلم عثمان ميرغني
|
02:34 PM Sep, 29 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة السبت 26 سبتمبر 2015
لفت نظري قبل يومين إجابات كثير من قراء صحيفة "التيار" عندما طرحنا عليهم سؤالاً عن عطلة عيد الأضحى. الغالبية رسموا صورة عجيبة للحال السوداني.. فهم يرون أنه لا فرق بين عطلة طويلة أو قصيرة ما دام أنه ليس في الأفق الوطني هدف منظور. و(منبر التيار) الذي يُعرض فيه رأي القراء في كثير من القضايا العامة يرسم صورة صادقة جداً للرأي العام في الشارع السوداني.. لأن القراء لا يجاملون بل يدلون برأيهم بمنتهى التجرد. حسناً إذا اتضح فعلاً أن حالة الإحساس بـ(لا) هدف سارية بمثل هذا الانتشار فذلك يعني أننا في وضع خطر للغاية.. فالأمة التي لا هدف لها.. تسير بلا بوصلة.. مثل الورقة في مهب الريح. وكتبت- هنا- كثيراً أننا في حاجة إلى استنباط قضية وطنية محورية.. تصبح الهم العام، و(أيقونة) الحماس الشعبي، لكل أهل البلد؛ من أجل تحقيق هدف وطني رفيع. لكن السائد- الآن- في المسرح السوداني هو مجرد حالة العيش بـ(اليوميات) روتين الحياة بكل سماجة ضجره وتكراره بلا إحساس بالزمن والعمر الوطني الذي يتسرب من بين أيدينا على حساب الأجيال الحاضرة واللاحقة. نحن في حاجة ماسة إلى تأسيس (الحلم السوداني) الملهم لكل أبناء السودان.. حلم مشترك نتوق إليه وننتظره.. يلهمنا ويجمع كل قوتنا من أجل تحقيقه.. فلنختلف في تفاصيل ما دون الحلم المشترك.. لكن نجعله هو– الحلم السوداني- الشمس التي تتطلع إليها أبصار آمالنا الفردية والعامة. غياب (القضية الوطنية المركزية) يجر الإحباط ومن بعده اليأس.. والشعوب التي تيأس من الحياة تنتحر- ذاتياً- فتتحول إلى مجرد وحوش كاسرة تبحث عن ظل في صحراء قاحلة وموحشة.. نحن أمة لا تستحق مثل هذا المصير.. أمس تداولت الأسافير كيف تصرف حجاج السودان في مشعر منى عندما رأوا كارثة التدافع وما نتج عنها.. فأخلوا مقرهم بسرعة وحولوه إلى مركز إسعاف طوارئ لإنقاذ من يمكن إنقاذه.. بينما أحجمت بعثات حجاج دول أخرى عن مثل هذا المسلك ورفضت الدخول إلى مقارها.. مثل هذه الأخلاق النبيلة ونجدة ومساعدة الآخرين ليست غريبة على ثقافتنا وأخلاقنا السودانية.. لكنها- بكل أسف- ستتعرض إلى الصهر مع حرارة الأوضاع التي نكابدها.. فبدلاً من أن ننتظر ذوبان هذه القيم، ثم تبخرها، فالأجدر أن نحولها- الآن- إلى طاقة منتجة.. تضخ الوقود اللازم لتشغيل ماكينة (الحلم السوداني) الضخمة..
فلنبدأ الآن.. لا وقت للدموع..
altayar.sd/play.php؟catsmktba=9157
أحدث المقالات
- لا تكن خروفاً !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-29-15, 02:29 PM, صلاح الدين عووضة
- حضرنا ولم نجدكم..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-29-15, 02:27 PM, عبدالباقي الظافر
- ديل أهلي (2) بقلم الطيب مصطفى 09-29-15, 02:25 PM, الطيب مصطفى
- الهيئة العامة للجهل ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-29-15, 02:22 PM, الطاهر ساتي
- جرثومة الخلافات وسط السودانيين بقلم صلاح شعيب 09-29-15, 06:14 AM, صلاح شعيب
- جوان ستيرلنغ ذات المائة عام 80 عاما تطارد الجنسية الكندية بقلم بدرالدين حسن علي 09-29-15, 06:10 AM, بدرالدين حسن علي
- لماذا لاتستعرضون أحوال شعبکم؟ بقلم هناء العطار 09-29-15, 05:39 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مشكلة الحج !! بقلم د. عمر القراي 09-29-15, 05:30 AM, عمر القراي
- بقرار تاريخي : المحكمة حسمت وزارة الاوقاف!!(1/3) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-29-15, 05:27 AM, حيدر احمد خيرالله
- الصادق المهدي يسلط الضوء علي كواليس اعدام ضباط حركة رمضان بقلم محمد فضل علي..كندا 09-29-15, 05:26 AM, محمد فضل علي
- الطريق للسلام والديمقراطية والعدالة والتنمية بقلم نورالدين مدني 09-29-15, 05:22 AM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|