|
في قضية تجنيد الاْطفال .. (حسن ودنيال ) تجار اْطفال !/
|
عام 1994م , كان يسكن شاب في الثلاثنيات من عمره يدعي ( حسن العجلاتي ) في الحي المجاور الي حينا بمدينة ودمدني الجميلة , اْسمه الحقيقي حسن علي اْدم .. لماذا اْشتهر باْسم ( حسن العجلاتي ؟! الروايات والحكايات متعددة : يقولون إنه عندما كان صغيراً يحب ركوب العجلات بصورة جنونية ومن فرط عشقه للعجلات سرق عجلة صديقه واْدعي أنها عجلته قام بشراءها منه , وعندما اْكتشفت والدته خداعه ضربته ضرباً مبرحاً جعلته يصرخ بصوت عالي حتي وصل مسمع صديقه.. علي هذا النحو ( والله تاني مابسرق عجلة ) فاْطلق عليه عجلاتي تاْديباً له , هذه الحكاية تنافسها حكاية اْخري ربما تكون هي الاْقرب بشكل كبير , اْذ يقولون إن حسن في بداية سنين مراهقته كان يحب مداعبة الاْطفال في اْماكن حساسة من اْجسادهم توصله إلي اْشباع رغباته الجنسية , ومن اْجل الحصول علي الاْطفال وممارسة فاحشته الشنيعة قام بشراء ( عجلة ) ومن ثم يقوم بدعوة الاْطفال الذين يودون ركوب العجلات , كان يركبهم دائماً اْمامه !.. عندئذاً تتحقق غايته , ذات مرة إكتشفه طفل شقي وقام بفضحه في الحي بين الاْطفال فاْطلق عليه ( حسن العجلاتي ) . إغترب والد حسن , فصار حسن علي اْدم غنياً جداً يكتظ في جيبه الاْموال .. لكن سمعته سيئة للغاية من كل النواحي , يتعاطي الحشيش باْستمرار , ويعاقر الخمرة يومياً بكميات كبيرة , كاْنه يشرب ماءً طهورا فيه فوائد للناس , وكان دائماً ما يواعد النساء الساقطات في منزله , تم ضبطته عدة مرات , اْما مخموراً , او في جيبه لفافة حشيشة , ذات مرة في اْحدي الاْعياد.. قُبض عليه ليلاً متلبساً في وضع مخل مع إمراْة اْربيعنية في العمر بحديقة ( وقيع الله الشهيرة بودامدني ) , حكم عليه بالجلد والغرامة المالية , اْحياناً في هذه الحالات عندما يتم القبض عليه كان يفلت من القانون ( بالرشوة الفورية ) قبل اْقتياده اْلي قسم الشرطة , إنخرط حسن العجلاتي بكل عنفوانه في ملذاته المتنوعة كاْن عطشه يتجدد ولا يرتوي من الشهوات , وفي سبيل إشباع شهواته الطاغية بدد كل اْمواله واْموال والده الذي كان مغترباً بالخليج لسنوات طويلة , وكان يرسل له كل شهر مبلغاً من المال المحترم من اْجل اْن يستثمره في مشروع ( الدكان ) , بعد سنوات قليلة .. صار حسن العجلاتي فقيراً جداً واْصبح يتسول الجنيهات من اْصدقاءه , والكاْسات من باعيي الخمور , تحول حسن العجلاتي من النقيض إلي النقيض , من الغني اْلي الفقر , حسن العجلاتي الذي كانت النقود تتكدس في جيبه اْصبح متسول.. إنقلبت حياته راْساً علي عقب , ماذا يفعل حتي يجد مالاً يصرفه علي شهواته ونزواته ؟! عام 1996م اْطلقت حكومة الاْنقاذ الفاسدة مشروع يسمي ( طلائع الجهاد ) , هذا المشروع الغرض منه تعليم الاْطفال الذين تتراوح اْعمارهم بين 10سنوات اْلي 15عاماً علوم عسكرية إبتدائية , مثل طابور السير , وصفا , واْنتباه , والتحية العسكرية , تمهيداً لدور اْكبر في المستقبل , وكانوا يجمعونهم في إجازات المدارس ويقيمون لهم معسكرات تتراوح مدته من اْسبوع إلي اْسبوعين , وغالباً كانت هذه المعسكرات تقام في المدارس الثانوية العليا , وكان يحضره لفيفاً من قيادات الكيزان الطلابية والجهادية ويخطبون في الاْطفال لساعات طويلة , بقدرة قادر اْصبح حسن العجلاتي من اْهم منظمي هذه المعسكرات الاْطفالية , كان يلف في جميع اْحياء ودمدني يحرض الاْطفال اْلي الاْنضمام اْلي معسكرات ( طلائع الجهاد ) ليكتسبوا خبرات عسكرية تؤلهم الي الكلية الحربية في المستقبل .. هكذا كان يقول لهم , من اْجل ذلك اْستخدم حسن كل خبراته في صيد الاْطفال والزج بهم في هذا المشروع المتطرف , كان يقدم هداية ورشاوي في شكل وظائف لاْولياء امور الاْطفال العاطلين عن العمل حتي يفرجوا عن اْطفالهم ويسمحوا لهم بالاْنخراط في طلائع الجهاد , واْحياناً يقدم لهم مساعدات غذائية وتموينية ( سكر + زيت + دقيق ) بعد اسابيع قليلة صار حسن العجلاتي الذي كان غنياً ثم صار فقيراً يتسول كاْسات الخمر من باعيي الخمور بسبب نزواته الشيطانية ,ثرياً يمتلك سلسلةً من ( الدكاكين ) في اْحياء ودمدني الراقية , يقال الاْن إنه ترك ودمدني وطلقها بلا رجعة واْصبح من سكان حي المنشية في الخرطوم ويعمل في وظيفة مرموقة دون ظهور إعلامي . إستحضرت هذه الحكاية واْنا اْتابع الحملة الشرسة التي يقودها ( دانيال كودي ) من اْجل تجنيد اْطفال جبال النوبة واْطفال الهامش بصورة عامة وزجهم في قوات الدعم السريع بغرض رميهم في نيران الحرب كوقوداً لها , نحو (300 ) طفل من جبال النوبة صيرف إستقطبهم (حسن العجلاتي الجديد ) وقام برميهم في معسكرات التدريب بغياً إدخالهم في قوات الدعم السريع مقابل حوافز مادية , هذا العمل لا يقل عن عمل حسن العجلاتي في شيء , بل هو نفسه صورة طبق الاْصل ويا محاسن الصدف .. حسن يعاقر الخمر ودانيال يعاقر الخمر وكلاهما يجريان وراء شهواتهما , ومن اْجل اْشباع رغباتهما مستعدان يبعان كل شيء حتي لو اْطفال اْبرياء , حسن ودنيال ( تجار اْطفال ) . هذه القضية الغير إخلاقية والمحرمة دولياً خطيرة جداً علي المستوي الاْجتماعي وتنذر بكارثة حقيقية في المستقبل إن لم نتكاتف ونتصدي لها بكل قوة , اْطفال في سن التعليم يقودهم دانيال كودي الي التهلك والهلاك المبين , إذا قتلنا اْطفالنا اليوم باْيدينا ورميناهم في قارعة الطريق ماذا تبقي لنا ؟! ومن اْجل من نعمل ونساهر الليالي لساعات طويلة من اْجل توفير حقوقهم ؟ الاْبناء وخاصة الاْطفال منهم اْغلي ما في الوجود , فكيف يسمح لضمير اْب اْو الْام باْن تري طفلها يجر الي الدرك الاْسفل من الهلاك ؟ , اْيها الاْباء والاْمهات اْطفالكم اْمانة في اْعناقكم حافظوا عليهم من هذا النظام الذي يستخدم اْشخاص مصابين باْمراض معقدة في صيد الاْطفال , لا تتركوا اْطفالكم عرضةً للصيد والاْستقطاب , فالذئاب قد جاعت وصارت تبحث عن اْي وسيلة تسد بها رمق جوعها . اْ\ ضحية سرير توتو \ القاهرة
|
|
|
|
|
|