|
في ذكري اكتوبر الي الشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم , رجاء لا تهدم كل ما بنيته
|
المثني ابراهيم بحر
عندما استولت عصابة الانقاذ علي السلطة كان احد اهم اهدافها افراغ العقول وتشريد الكفاءات لتملأ هذا الفراغ السقف العالي , وأصبح الانقاذيون هم الرأسمالية واصحاب الاموال والكتاب والصحافيون والفنانون ولا عبي الكورة لانهم يريدون تقديم البديل للشعب السوداني, ولقد قامت الانقاذ علي دعم مهرجانات الغنائية والكورة بطريق عشوائية لالهاء المواطن السوداني وهذه ظاهرة في الانظمة الشمولية التي تعمل علي خلق كتل بشرية وحشود تفتقد العمل المشترك , ولقد فشل المشروع الحضاري المزعوم لانه مشروع غير طبيعي يقوم علي تكريس الصراع ويتنافي ذلك مع الفطرة والوجدان السليم واهداف الدولة ودورها في حياة الناس, وهي العدالة الاجتماعية والمساواة والامن والاستقرار , وللاحداثق منطقها وتداعياتها ولا يمكن التعامل معها بالمصطلحات والنظريات في القاعات والمعامل المكيفة, فمن السهل هزيمة الالة الاعلامية الانقاذية , فالنخب المتسلطة تستخدم الدين والاعلام كمخدر فعال وادوات لتضليل الناس وتغييب وعيهم , ومن الممكن استعمال نفس السلاح لكشف عوراتهم , ولكسر حاجز الاعلام نحتاج الي فضائية حرة , فقد تعرض الانسان السوداني لحملة تشويش اعلامية شرسة لا مثيل لها استهدفت بنيتنا الوطنية.........
تفاجأت وانا اشاهد قناة الشروق وانا اقرأ علي الشريط الذي يمر اسفل الشاشة (ولاية شمال كردفان تكرم الشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم وتعلن عن مهرجان للثقافة يحمل اسمه ), المصدر شريط ( قناة الشروق 11##10##2014 ) لم اصدق ما شاهدته عيناي من المرة الاولي , فبت اترقب مرور الخبر اكثر من 5 مرات , لأن الخبر في رأيي الشخصي ليس بالامر السهل الذي يمر مرور الكرام. الاستاذ والشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم شاعر الاكتوبريات ’ اخاطبك اليوم في هذا اليوم المهم في ذاكرة الشعب السوداني في ذكري اكتوبر المجيدة تلك الايام الخالدة التي الهمتك فأخرجت لنا اجمل الدرر وزرعت بها الاخضر مع الشعب السوداني وأصبح ما بيننا شراكة بلا رصيد في حب هذا الوطن , انت واحد من الذين سطروا اسماؤهم بمداد من نور , وواحد من المع الذين انجبتهم حواء السودان, اتمني حتي هذه اللحظة ان لا يكون هذا الخبر الصادم الذي قرأته علي قناة الشروق صحيحا, اتمني ان لا تفعلها وتمد يدك الي هؤلاء القتلة والسفاحين واكلي اموال اليتامي وناهبي اموال الشعب , فلا سلطة لمبدع ترتهنه الدولة بذريعة تكريمه او الاعتراف بمكانته , بينما ليس التكريم سوي نوع مهذب من انواع التدجين واستعباد الضمائر بالاغداق, فمن قال كل هذا الكلام الجميل لا يمكن ان يلوث يده بدماء الضحايا في هذا الوطن المنكوب , و تكريمك الحقيقي تجده في عيون الاطفال و البسطاء , الضعفاء من الغبش والابرياء الذين يجهلون قراءة اعماقهم وفي عيون الملايين من العاشقين الذين تغنين لاجلهم, وقبولك التكريم هدم لكل جميل بنيته من الكلام الجميل في حق الشعب السوداني........................... هذا النظام الذي يحاول تكريمك اكثر الانظمة التي اذلت المبدعين وعاملتهم بغلظة كشأن الانظمة المتسلطة فهي الاكثر رعبا من الكلمة والاغنية ومما يتغلغل في وجدان الناس ويحركهم يمكن ان يغلب الموازين رأسا علي عقب ,كن عصيا عليهم اكراما لمبادئك التي يعرفك بها الشعب السوداني واكراما لروح صديقك وتؤام روحك الراحل المقيم النور عثمان ابكر ,وضع امام ناظريك تجربة النبلاء مصطفي سيد احمد ومحجوب شريف , لانهما اكتسبا كل هذه الشعبية الطاغية وحب الناس لانحيازهما للجماهير وقرنا القول بالعمل ,فلقد كان الراحل المقيم الاستاذ مصطفي سيداحمد مشروع كبير وحلم لا ينتهي وعزيمة لا تفتر , وهو انسان مبدع قرن الاقوال بالافعال وملتزم بقضايا الناس التي تغني من اجلها فبادله الشعب السوداني التحية بأحسن منها ,فهو مبدع مارس السياسة بطريقته المتفردة, لم يبدل مواقفه وهو في اقسي لحظات الالم ولم يساوم في قضية الوطن , لذا يهابه خصومه وهم اصحاب مشاريع القبح , فقد ارهبهم الفارس النبيل حتي وهو يرحل عن صهوة الحياة, فهو مشروع الحلم الفسيح , وعم عبدالرحيم, وعلي نفس الطريق كان الراحل حميد لم يهادن في سبيل مبادئه حتي لاقي ربه راضيا مرضيا ......... وكذلك الراحل محجوب شريف الذي ظل يرفض اي تكريم حكومي ورفض هبات كثيرة من متنفذين ورجال اعمال بالدولة , وحاولت العصابة الحاكمة معه بشتي السبل ولكنه كان عصيا عليهم ,فالانظمة البوليسية اكثر رعبا من الشاعر والمغني وما يتغلغل في نفوس الناس يمكن ان يحركهم ,فاذا كنت ملهما للناس عليك ان تكون انموذج لهم , فلا يعقل ان تبدل مبادئك كما تبدل الزواحف جلدها , اخاطبك بأعتبارك ملهما للشعب السوداني وتمثل قدوة لهم وملهم لامالهم وتطلعاتهم ,ليس كما يفعل كثير من القادة والمبدعين في بلادنا, الراحل محجوب شريف عندما اهداه احد رجال الاعمال سيارة جديدة كهدية رفضها لان هناك من يستحق هذا الدعم والتكريم وهو اولي منه وظل يرفض كل الهدايا التي تقدم اليه من هؤلاء المجرمين ومن رموز الدولة , وكان يمكن ان يتكسب من اوجاع المواطن السوداني كما يفعل الكثيرون بدون اي حياء متناسين ان التاريخ سيكشف عوراتهم ومن الذين باعوا قضيتهم بثمن( بخس) , ولكنه عاهد نفسه علي المباديء وطبقها علي نفسه كنموذج يحتذي به وعاش حياة بسيطة, لان الانسان في رأيه لا يحتاج من هذه الدنيا كل هذه الدوشة ووهم الاستهلاك, فالانسان يعيش بالحد الادني وهذا هو المطلوب بحسب رأيي الشخصي , فكم من اشخاص ملهمين و قادة عظماء خلدهم التاريخ لاسهامهم في مصائر الشعوب بل الانسانية كلها دون ان يعتلوا سدة الحكم .. فالقيادة في جوهرها هي القدرة علي امامة الناس نحو الغايات المرجوة لا بسيف السلطان وسطوته وانما بهدي الابداع وقدوة السلوك الملهم.
الشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم : كل عام وانت وكل الشعب السوداني بألف خير , لا زال الوقت امامك لتصحيح هذا الوضع النشاز ورفض التكريم وتدشين اسمك علي المهرجان من السفاح احمد هارون لأن هذه الخطوة هدم لكل الاشياء الجميلة التي بنيتها واصبحت راسخة في ذهن كل مواطن سوداني, وحكومة عبود التي قامت من اجلها ثورة اكتوبر المجيدة لا توجد ادني مقارنة لها هذا النظام الاكثر دموية ,, ننتظر منك الدرر و الاشعار الثورية المحفزة لاقتلاع الانقاذ للتعجيل برحيلها ,
|
|
|
|
|
|