كل من إنتمى لفكر الحركة الإسلامية السودانية ، مدين للراحل الشيخ الترابي بهذا الإنتماء . قد يقول قائل ،إن فكر الحركة الإسلامية فكر مستور ، فنقول له ما هو الفكر الغير مستورد في السودان ؟ يميناً كان أم يساراً ، أو شعوبي ، مروراً بدولة سنار الذي نختلف فى أصله إلى اليوم ، والمهدوية الشيعة . لا بأس ، فالكل مستورد بلا خلاف ، وكل عمل على تطوير هذا المستورد بما يتناسب مع إقليمنا . جاحد من ينكر دور وفكر الشيخ الترابي فى نمو وكسب الحركة الإسلامية فى الطبقة المسنيرة فى المجتمع شيباً وشباباً من الجنسين ، بداء بالتربية إلى إتساع المواعين ، متطوراً من حركة الإخوان المسلمين ، إلى الميثاق الإسلامي ، ثم الجبهة الإسلامية ، فالدولة التي سرقتها فئة ضلت الطريق . رحم الله الشيخ المفكر ، المجدد ، نصير المظلومين ممن انتسبوا للحركة ، وعامة أهل السودان ، فهو الوحيد الذي كان لا يهاب قول الحق في وجهة جائر .في ثمانيات القرن الماضي عندما ضرب التصحر والجدب أقاليم السودان الطرفية ، هجر الناس مدنهم وقراهم إلى المدن الكبيرة ، وخصوصاً العاصمة ، وانتاب الرئيس النميري هوس الترحيل القصرى لهؤلاء إلى أقاليمهم ، ولقد أخذ هذا الترحيل القصري منحاً جهوياً ، طال أبناء الغرب الكبير " كردفان ودارفور " والجنوب الكبير الذى رحل بما حمل . فلم يجد هذا التصرف من يتصدى له غير الدكتور الترابي ، الذي كان حينها نائبا عاما ، مطالباً النميري بوقف هذا العبث ، مذكرا الرئيس النميري بأن جميع سكان العاصمة من الأقاليم بمن فيهم الرئيس نفسة بأن من منطقة ود نميري وليس ود نوباوي ، ولم ينس الدكتور حسن نفسه ، فقال أنا من الجزيرة من ود الترابي ، فيا له من موقف . عندما حلّت الطّامة بدارفور ، وأقرت الدولة باستباحة دماء و أعراض أهل دارفور بدعوة بسط هيبة الدولة ، لم تجد الدولة من يعارضها غير الدكتور الترابي ، وبالتالي كالوا له التهم بأنه يدعم الثوار الدارفوريين .وأخيراً ليحل الشيخ أزمة إجتماعية مستفحلة في مجتمعنا السوداني ، وهو أزمة مؤسسة الزواج ، وهي أزمة مصطنعة ، يتسبب فيها الأهواء والقبلية والجهوية ، فوضع لها علاجاً بما يسمي بزواج التراضي ، لنجد بعد قرن سوداناً متعافي من الجهوية والقبلية بحيث تختلط دماء السودانيين ببعضها ، إنبرى له بعض الأئمة بالفسق الزندقة ، وهو ميت فى قبره . فكل هذه المواقف تجعلنا نرفع الأكف تضرعاً للمولى عز وجل أن يتقبلة عنده من الصالحين وحسن أؤلئك رفيقا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة