|
في الغرْب مَنْ يدعُو لسُوداننا الواحد، أرْضاً وشعْباً (3) بقلم محجوب التجاني
|
02:21 PM Aug, 20 2015 سودانيز اون لاين محجوب التجاني-تنسى-الولايات المتحدة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
"أنت سوداني وسوداني أنا، ضمنا الوادي فمن يفصلنا، منقو قل لا عاش من يفصلنا" – الفنان أحمد المصطفي
تصدير الرئيس كارتر كتب الرئيس جيمي كارتر في 2005 تصديرا بليغا لكتاب السفير كارني ورفقآئه: "إن السودان أكثر أقطار إفريقيا تعدداً في الأعراق، والجغرافيا، والثقافات. ومع ذلك، لا يراه معظم الناس إلا بما يقاسيه من معاناةٍ واسعة النطاق، ونضالات لا يبدو لها قرار. مئات من الجماعات العرقية تُشّكل لوحة عديدة الألوان من العرب والأفارقة؛ مسلمين، مسيحيين، أو روحانيين؛ ومن البدو والمزارعين. وقد أقعد بالتنمية الاقتصادية بلاءٌ عظيم من الحروب الأهلية والكوارث الإنسانية المتعاقبة لما يقارب الخمسين عاماً، فحجبت إمكانية إنشاء مجتمع حقيقي لكل الشعب. إتفاقية السلام المؤرخة 9 يناير 2005، تستجلب سانحة لا مثيل لها للشعب السوداني ليلقي بالعنف وراء ظهره. فبالرغم من التحديات الجسيمة، توجد الآن فرصة لكل السودانيين لاتخاذ طرائق جديدة، يشركون خيرات بلادهم الطبيعية، والثقافية، والتاريخية، ويحيون سلاماً واحتراماً متبادلين. إنني لسعيدٌ حقاً بأن أري هذا الكتاب، وإنني لواثق أنه سيزيد من العلم بالسودان، ليس فقط خارج القطر، وإنما بين السودانيين أنفسهم. إن هذا الفهم حيوي للغاية إذا أراد البلد أن يدرك بوضوح قدراته الكامنة". ولقد بذل الرئيس كارتر جهدا عالميا بارزا في تركيز إهتمام الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمجتمع الدولي علي إنهآء أطول حرب في إفريقيا لإعادة الحياة الطبيعية للقطر، وتطمين العون الإنساني للمتضررين، وإعانة السودان علي تحقيق إرادته السياسية. وكان لمركز كارتر قدر عظيم في القضآء علي مرض العمي الليلي وأخطار الدودة الغينية في الجنوب، وإنقاذ الناس من شرها. مع التقدير البالغ لهذه الجهود العظيمة، رأت المعارضة الديمقراطية أن الرئيس كارتر وساسة أمريكا وإدارتها تعجلوا الإقرار بصحة الإنتخابات الرئاسية المعيبة التي تلت إتفاقية السلام، وبالتالي حثوا علي الإستفتآء في ظروفٍ غير محايدة علي الإطلاق. ولقد أهملت إنتقادات موضوعية جادة من ساسة الجنوب والشمال علي السوآء؛ تطلب التريث والمراجعة، أفاض في شرحها الزعيم الصادق المهدي. وكان مؤملا أن يجد تقرير السناتور الجمهوري جون دانفورث مبعوث الرئيس بوش للسودان ما يستحقه من إعتبار، إذ أعده وفقا لمقابلات واسعة مع المعارضة السودانية بكل فصآئلها. ولم يكن متبنيا لإنفصال الجنوب؛ بل كان مركزا علي أولية السلام وتحسين إمكانات الوحدة للسودان. أما كلمات كارتر، المفعمة بالأمل والتفآؤل في الإتفاق، فلم تطبق منها حكومة الأخوان في الشمال وحكومة الحركة الشعبية في الجنوب ما يكفي لإستقراره السلام، لإضعاف الحكومتين قوي المعارضة الديمقراطية أساسا في تشكيلة النظام، وهي صاحبة حق أصيل في كل شئ فيه. أضآءت الإتفاقية مشعل الأمان. ورّكب الموقعان عليه السنان.
كيف يري الأمريكان سياساتهم الخارجية؟ لنري ما ينظره خبرآء في سياسة أمريكا الخارجية. يري الأمريكيان أندرو بنيت وزميله جورج شامبو في مؤلفهما (Taking Sides, 2008)عن اصطراع الرأي بأخذ جانبٍ دون آخر: "إن حرب العراق أكثر بينةٍ علي أن أمريكا تُجري أمورها بنمطٍ آحادي لا يبالي. وبسبب سلطانها الباذخ، يقول نقادٌ، تؤثر السياسات التي تطبقها الولايات المتحدة خارج حدودها علي الآخرين؛ إلا أنه عندما يتعلق الأمر بإصدار قرار في هذه السياسات لا يوجد تأثير لغير الأمريكيين فيها. وكيفما أوتيت هذه الآحادية من مصداقيةٍ في حالة العراق (وهنالك حكومات أخري دعّمت بالفعل الحرب)، فإنها ليست حقيقة ماثلة في سياسة الولايات المتحدة الخارجية ككل". "يعود السبب إلي أن النظام السياسي الأمريكي متشطر، بما يعني أن هناك نقاطا متعددة للوصول إليه. إن أقطارا أخري بوسعها أن تتنفذ واحدة من لجان الكنغرس التي تقع صلاحياتها في السياسة الخارجية. أو أن أقطارا يمكنها أن تتعامل مع إدارةٍ او أكثر من الإدارات الفدرالية التي تدير علاقات أمريكا مع الدول الأخري. ولهذا الامر، تولد بيوت الخبرة كما هآئلا من المقترحات للسياسات الأمريكية، يكاد أن يكون لكل سياسة بطلا. بل إن [حكومة] السودان، الذي تتهمه الولايات المتحدة بتهمة الإبادة، وقعت عقدا [قبل عام 2008] بمبلغ 530 الف دولار مع جماعة ضغطٍ في واشنطن، لتُعين علي تجميل وجهها. ولربما أن غير الأمريكيين لا يتمتعون بتمثيل رسمي في النظام السياسي الأمريكي؛ ولكنهم يمكنهم ويحققوا بالفعل التمثيل الذي يُعينهم بصوتٍ في عملية السياسة الامريكية... وقد أدي هذا إلي قيام دول بمصالح متعارضة لإنتهاز الفرص، لإقناع الحكومة الامريكية لتبني آرآئهم، مما أدي أحيانا إلي جعل الولايات المتحدة وسيطا بين العرب والإسرآئليين، والهنود والباكستان، وحالاتٍ أخري من العداوات. وهو دورٌ تثمنه الدول الاخري".
الحلُ في وحدة السودان شعباً وأرضاً أشهرا معدودة بعد إنفصال الجنوب، صرحت جين باسكي بإسم الخارجية الأمريكية (22 ديسمبر 2013) بإخلآء المواطنين الأمريكان وغيرهم من الجنوب بالتنسيق مع الأمم المتحدة، كمسؤولة رئيسة عن تأمين بور وبالتشاور مع حكومة جنوب السودان، مهيبة بمن لم يغادر الإسراع. أخذت الهليوكبتر 380 مدنيا إلي جوبا فنيروبي. وما انقطع الخروج مذاك مع تزايد وتيرته باشتعال حرب قبلية وسياسية جامحة، هُرع من إوارها آلاف السودانيين، يتبعهم زعمآء لا ينكر نضالهم، إلي إخوتهم في الشمال. أعاد النزوح ترحاب الأهل بالأشواق والعناق. إنه شعبٌ واحدٌ، من أرض واحدة. ولسوف يواصل هذا الشعب الواحد مصيره المحتوم بصنع السلام والإتحاد، فوق أي حكومة أو نظام. ومن يقوي علي مصارعة الشعوب؟! لسوف يتخذ مسار الوحدة "طرآئق جديدة" – ما نراه إلا شكلا تنظيميا جماهيريا غير حكومي - يستحدث قضايا الوحدة المصيرية، وبرنامج حكم إنتقالي ديمقراطي رشيد، في مرحلةٍ جديدةٍ مبرأةٍ من عيوب الصيغة الإستبدادية - تلك التي قلد بها الغرب حكومة الأخوان والحركة الشعبية سلطات إتفاقية السلام 2005 بتهميش المشاركة المصيرية الفاعلة للقوي الوطنية الديمقراطية. قال جيمي كارتر:"أقعد بالتنمية الاقتصادية بلاءٌ عظيم من الحروب الأهلية والكوارث الإنسانية المتعاقبة لما يقارب الخمسين عاماً، فحجبت إمكانية إنشاء مجتمع حقيقي لكل الشعب". لم يأت الإنفصال بالمجتمع الحقيقي؛ وصّعدت المأساة عداوة أعنف. فمتي يوقر الحكام حق الشعب في رفضهم وتغييرهم دون لجوء للعداوة والحرب؟ هل هناك دمار يزيد عن المُضي في تدمير الأرض وإفنآء الحياة؟ وهلا وضع الغرب مصلحة السودان كلاً فوق مصلحة السودان جزءا، جزءا؟ إن الطريق واضح لقوي الإجماع الوطني لمضاعفة مساعيها الدبلوماسية لإستعادة مناصرة الغرب لوحدة السودان وسلامه، ورفض تحديد الأزمة من جديد (مشكلة للجنوب)، فهي (مشكلة السودان ككل). والحل واجب الشعب السوداني كله: "مرفعينين ضبلان وهازل شقوا صدر الأسد المنازل ، نبقي حزمة كفانا المهازل"، صاغ المبدأ في بلاغة الشاعر السفير يوسف مصطفي التني رحمه الله، وقصدت القصيدة وقتها السودان ومصر في مواجهة الأسد رمز البريطان. والأسد المنازل اليوم رمز للمخاطر المحدقة بالوطن. وما أكثرها غربة وضراوة: الإستبداد والفساد والفشل والإنفصال والتفتت والضياع. والحل يكمن في توحد "المرفعينين" جنوبنا وشمالنا في كتلةٍ قويةِ واحدة للقضآء علي هذه المخاطر بتحويل المعارك الدموية الدآئرة الآن إلي قضيةٍ شعبيةٍ سلميةٍ شاملة ٍ علي امتداد الوطن الكبير، والإنتصار لها بالوحدة والديمقراطية والسلام.
نواصل،
وغدًا يومٌ جديد...
أحدث المقالات
- هل كانت لأوباما خطة لحسم الملف السوداني ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر 08-20-15, 01:48 PM, بابكر فيصل بابكر
- المطرب والكاتب !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-20-15, 01:46 PM, صلاح الدين عووضة
- آخر عجائب حزب الميرغني ! بقلم الطيب مصطفى 08-20-15, 01:44 PM, الطيب مصطفى
- قوالب جاهزة ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-20-15, 01:42 PM, الطاهر ساتي
- السودان: مأزق السيناريوهات الصعبة بقلم أحمد حسين آدم 08-20-15, 06:18 AM, أحمد حسين آدم
- على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (3( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-20-15, 06:16 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (3) مطار الخرطوم يا والي الخرطوم .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-20-15, 02:33 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- الكُتابُ بين الضميرِ والعصا والجزرة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-20-15, 01:04 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- إلي متي سوء اللفظ؟ هل من لجام؟ بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-19-15, 10:49 PM, سيد عبد القادر قنات
- )قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ...) بقلم نورالدين مدني 08-19-15, 10:47 PM, نور الدين مدني
- الصنم الذى هوى (2) بقلم نورين مناوى برشم 08-19-15, 10:43 PM, نورين مناوى برشم
- براءة المتهمات (الشايقيات)! بقلم عثمان ميرغني 08-19-15, 10:42 PM, عثمان ميرغني
- رسالة للحاكم ابا الهول ببلاد خرس ستان طرش ستان عمى ستان بقلم جاك عطالله 08-19-15, 10:38 PM, جاك عطالله
- محمد علان للمقاومة عنوان بقلم د. فايز أبو شمالة 08-19-15, 10:36 PM, فايز أبو شمالة
|
|
|
|
|
|