في الذكرى الثانية والثلاثين لإعدام الأستاذ محمود محمد طه: مغزى لحظة الثامن عشر من يناير 1985

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2017, 05:43 PM

محمد محمود
<aمحمد محمود
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 53

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في الذكرى الثانية والثلاثين لإعدام الأستاذ محمود محمد طه: مغزى لحظة الثامن عشر من يناير 1985

    05:43 PM January, 17 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد محمود-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كانت تلك اللحظة الفاجعة والمتوتّرة التي كشفت عن وجهها صباح الجمعة 18 يناير 1985 تحمل في أحشائها أكثر من مستوى: مستوى خاصا يقف في قلبه الأستاذ محمود محمد طه، الشيخ السبعيني الذي يسوقه الجلّاد لمنصة المشنقة، ومستوى عاما يقف في قلبه كل السودانيين وقلوبهم واجفة، ومستوى آخر أكبر من هذين المستويين. كان سَوْقُ طه في تلك اللحظة هو "السَوْقُ الأصغر" لسَوْق آخر "أكبر" هو سَوْق كل السودانيين في درب قهر جديد لم يذوقوه في تاريخهم الحديث منذ استقلالهم، درب تقف في أفقه منصة شنق تدشّن وتجسّد ومنذ تلك اللحظة قهرا كثيفا يتزاوج فيه قهر الحكم العسكري بقهر دولة الإسلام وقد انبعث حكمها بالرِّدّة وانبعثت شريعتها لتحكم كلّ صغيرة وكبيرة في حياتهم.
    كان طه في تلك اللحظة مثل عيسى الحامل صليبه وحده، يسير واثقا ثابت الخطو وسط جمع هائل من الذين حشدهم النظام وحلفاؤه من الإسلاميين وهم يكبِّرون. وعندما حانت اللحظة ليرى المحتشدون وجه طه رأوا وجها رائقا باسما لخّص في تلك اللحظة العابرة كل تاريخه: نضاله الوطني ضد الاستعمار، ومجاهداته الروحية في خلوته وهو في سجن المستعمِر، وخلوته الاختيارية بعد إطلاق سراحه، وصراعاته الفكرية والسياسية وهو يواجه أعداءه في ندواته العامة، ونشاطه الدؤوب وهو يرشد أتباعه و"يسلّكهم"، ووقفته الأخيرة ضد قوانين سبتمبر التي لم يجد الشعب على يديها "سوى السيف والسوط". وربما قرأنا في تلك الابتسامة علو طه على التوتّر الخاص لتلك اللحظة، ربما قرأنا فيها انتصاره الأخير على جلاديه، فجلادوه هم الخائفون وهم الذين يرتعدون، أما هو فإن خياله الديني يوحي له أنه في لحظة انتقال من حالة لأخرى ستكون حتما أكثر سلاما، يوحي له أن المسيرة لا تنقطع بالموت وأن غاية الإنسان وقدره هي أن " ... يكون حيّا حياة الله، وعالما علم الله، ومريدا إرادة الله، وقادرا قدرة الله، ويكون الله".
    ولقد ساهم التوتّر العام الذي انداح من تلك اللحظة في اختمار وإنضاج انتفاضة السودانيين على نظام العقيد جعفر نميري في مارس/ أبريل 1985 وإزاحته عن السلطة. إلا أن انتفاضتهم كانت ناقصة وعجزت عن تصفية نفوذ الحركة الإسلامية الذي حقّقته في فترة تحالفها مع نظام نميري (خاصة تغلغلها في الجيش ونفوذها المالي في القطاع المصرفي)، وعجزت عن التحرّك السريع لإيقاف نزيف دم الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال. وعندما حانت لحظتهم لم يجد الإسلاميون صعوبة في الانقلاب على الديمقراطية وإعادة السودان للمربع الذي توقف عنده النظام العسكري الثاني. ومنذ لحظة انقلابهم في يونيو 1989 رفع الإسلاميون وتيرة القهر لحدّها الأقصى ولسان حالهم يقول: "يعذِّبهم الله بأيديكم". وكانت النتيجة أن السودانيين لم يشهدوا ويعانوا في تاريخهم منذ الاستقلال سفكا للدماء وتعذيبا وقهرا وترويعا وانتهاكا للحقوق وحطّا للكرامة الإنسانية وفسادا وإفسادا وتشويها في الوعي والقيم مثلما يشهدون ويعانون في ظل النظام الإسلامي الحالي.
    والإسلاميون، الذين لعبوا دورا أساسيا في جريمة إعدام طه، لم ينسوا لحظة الثامن عشر من يناير التي كانوا قد حشدوا حشودهم لها وشكّلت في ذاكرتهم السودانية لحظة انتصار محلي وامتدادا للذاكرة الإسلامية العريضة وقهرها للفكر الصوفي عندما يخرج عن الإطار التقليدي. وهكذا حَرَصَوا على تكريس لحظة انتصارهم تلك عندما أصدروا القانون الجنائي لسنة 1991 وأدخلوا فيه ولأول مرة مادة عن الرِّدّة هي المادة 126 التي تعاقب بالموت كلَّ من يخرج عن الإسلام.
    إن مادة الرِّدّة تمثّل القهر في تجليه الأعلى لأن القهر الفكري الذي يلغي حرية الإنسان في أن يفكّر كما يشاء ويعبّر عن تفكيره هو القهر الأصل الذي تنبع منه كلّ أشكال القهر الأخرى. ولقد كان طه منتبها لهذه المسألة انتباها حادّا وعبّر عنها تعبيرا واضحا في معرِض هجومه على قرار الجمعية التأسيسية في نوفمبر 1965 بحلّ الحزب الشيوعي السوداني وكتب قائلا: "ويمكن أن يُقال إن الدستور هو "حق حرية الرأى" وأن كل مواد الدستور الأخرى، بل وكل مواد القانون، موجودة في هذه العبارة الموجزة كما توجد الشجرة في البذرة ... "
    وليس من قبيل المصادفة أن الدول الوحيدة في عالمنا اليوم التي بعثت هذا الانتهاك لحرية الفكر والتعبير واعتبرت الخروج عن دينها جريمة تُعاقب بالإعدام هي دول إسلامية لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يصرّ أتباعه على بعث شريعته حتى وإن كان هذا ينطوي على انتهاك صريح لمبادىء حقوق الإنسان التي يهتدي بها ضمير عصرنا. هذه في تقديرنا هي المعضلة الفكرية والأخلاقية الأساسية التي تواجه المسلم المعاصر: هل يقبل بحرية الفكر والتعبير أم يرفضها؟ ماذا يفعل ليس فقط بإزاء المسلمين الذين يخرجون من الإسلام ولكن أيضا بإزاء المسلمين الذين يفهمون الإسلام فهما مغايرا لفهمه؟
    لقد قلنا أعلاه إن لحظة إعدام طه لم تحمل في أحشائها المستوى الذي يقف في قلبه طه والمستوى الذي يقف في قلبه مجموع السودانيين فحسب وإنما أيضا مستوى آخر أكبر. ونعني بهذا المستوى باقي العالم. وليس في هذا القول مبالغة لأن المسلمين يريدون لدينهم أن يكون دينا يسود العالم وينشطون اليوم في ذلك ليس فقط بوسائل الدعوة السلمية وإنما أيضا بوسيلة العنف ومثالهم "سألقي في قلوب الذين كفروا الرُّعْبَ فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنانٍ". كانت لحظة الثامن عشر من يناير لحظة ضرب "فوق الأعناق" وكان سنّ المادة 126 امتدادا لهذه اللحظة ورسالة واضحة لكل العالم أن الإسلام الذي يعمل على تحويل الآخرين ليدخلوا حظيرته لا يقبل أن يخرج من هذه الحظيرة من وُلدوا فيها أو من دخلوا إليها ولا يقبل الاختلاف مع الفهم السائد لحرّاس عقيدته. وهكذا فإن إحياء الرِّدّة ليس بمسألة "داخلية" تتعلّق بالمسلمين و"أمور دينهم" و"حقّهم في تقرير مصيرهم" وإنما هو أمر عالمي يخصّ مجموع الإنسانية، فانتقاص الحقّ الإنساني في حرية الفكر والتعبير لأي إنسان في أي مكان في عالمنا اليوم هو انتقاص يمسّ حقّ كلّ إنسان آخر. إن القاعدة الأخلاقية بسيطة وواضحة: لو كنا نَحْرِص على حريتنا في الفكر والتعبير ونقدّسها فلابد أن نَحْرِص على حرية الآخرين في الفكر والتعبير ونقدّسها.

    محمد محمود أستاذ سابق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ومدير مركز الدراسات النقدية للأديان
    mailto:[email protected]@criticalcentre.org




    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 17 يناير 2017

    اخبار و بيانات

  • تدشين كتاب السودان ومياه النيل للدكتور سلمان بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم
  • حقيقة رفع العقوبات الأمريكية عن السودان
  • وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج تشيد بتجربة السودان في مجال الهجرة
  • ليالي سخريار في منتدى شروق بالقضارف
  • فتحي الضو يتحدث في ذكرى الأستاذ محمود محمد طه
  • الاتحاد الأوربي : تخفيف العقوبات على السودان خطوة هامة
  • بيان صحفي هل اعتقالاتُ شباب حزب التحرير هي أحد قرابين التقرُّب لأمريكا؟؟!!
  • الحركة الشعبية تلتقي بالمبعوثين الدوليين لمناقشة المقترح الأمريكي وتتمسك بموقفها
  • السلطات السودانية تسمح لقناة أم درمان الفضائية معاودة البث
  • المؤتمر الوطني: السودان لن يتنازل عن مبادئه خلال الأشهر الستة المقبلة
  • عبدالحميد موسى كاشا يحرك إجراءات جنائية ضد أشخاص
  • الملك محمد السادس يزور جنوب السودان
  • البرلمان يُجيز قانون الدعم السريع حميدتي يأمل في إنشاء قوة جوية
  • الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني: المُعارضة السودانية تحلم بتراجع ترامب عن رفع العُقُوبات
  • شيفرون تعود إلى السودان
  • السفارة الأمريكية بالخرطوم: سريان رفع العقوبات اليوم
  • قمة بين السودان وبلاروسيا وتوقيع اتفاقيات اليوم
  • كاركاتير اليوم الموافق 17 يناير 2017 للفنان ودابو عن الإنقاذ .. رفع الحظر والفضائح ...!!
  • المركز السُّوداني لحقوق الإنسان؛ يُحَّي ذكرى بطل السلام الشهيد محمود محمد طه


اراء و مقالات

  • هات يا زمن .. جيب كل أحزانك تعال.. جيب المحن! بقلم أحمد الملك
  • جهاز الأمن و المخابرات و تبني سياسات جديدة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • الأفارقة يلعبون ونحن نتفرج بقلم كمال الهِدي
  • سودانية 24 بقلم فيصل محمد صالح
  • بدأ العد التنازلي.. من اليوم! بقلم عثمان ميرغني
  • توجسات ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • أفراح التطبيع..! بقلم عبد الله الشيخ
  • والآن نستطيع أن نقول بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • البصيرة أم حمد يا سعادة الوزيرة!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • زجاجة السمن !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • مع المعلم الشهيد / محمود محمد طه في ذكراه.. بقلم حيدر احمد خير الله
  • يا فتَّاح يا عليم يا رزَّاق يا كريم .. !! بقلم هيثم الفضل
  • مفاوضات سرية بين ترامب والخرطوم وكلمة السر المساعدة في الحرب علي الارهاب بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • إخواتي المصريين،، نحترم القضاء ولكن لا تبالغوا في ضمان مصرية تيران وصنافير ..!!؟ بقلم د. عثمان الو
  • المحقق الصرخي .. يا دواعش الفكر كلامكم ومبناكم يخالف العقل و الخيال بقلم احمد الخالدي

    المنبر العام

  • دجل غير- سهير عبدالرحيم
  • بدات منذ ساعة أجتماعات باريس-صورة
  • سوق ليبيا .. البحث عن بديل- تحقيق
  • السودان أصبح شريكٱ مهمٱ لأميركا في مكافحة تنظيم الدولة اإلإسلامية
  • مغادرة د.امين مدني إلى القاهرة
  • محافظ بني سويف- يطمئن على مصابى حادث انقلاب الأتوبيس السودانى
  • الفريق طه .. صدق نبوءة شيخ الأمين!
  • بكري حسن صالح: (الرئيس بخير وصحة جيدة والزعلانيين القاعدين برا لازم يجو)
  • القائم بالأعمال الأمريكي: “ترامب” يمكن ان يلغي قرار رفع العقوبات
  • إستبيان! ما رأيك في تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان؟
  • معتقل سياسي مربط بالجنازير في زنزانة ضيقة : ويتحدثون الحوار والحريات(صورة)
  • اغنية راب جديدة عن حادثة المترو
  • كيف تدافع عن خاتم الانبياء وانت لـــــص اسفيرى
  • الأستاذ محمود محمد طه: يحيون ذكراه في أيوا سيتي ٢١ يناير
  • يعملوبا شنو بعد دا!
  • رفع الحظر وجهة نظر تخص الاكاديمين والجامعات للحصول على مراجع العلمية من المواقع الاليكترونية
  • في عهد " البشير " بدا النساء في سياق سيارات الاجره فديو
  • اصابة اطفال الخلاوي بالكوليرا
  • سلامات .. الإعلامي الأستاذ/ كمال حامد خضع لجراحة بالمنظار للركبتين بالسعودية (صور)
  • منو العرفك بطه!
  • رفع العقوبات الأمريكية عن السودان ..مكاسب المواطن العادي
  • عاجل : الحركة الشعبية تلتقي بالمبعوثين الدوليين لمناقشة المقترح الأمريكي وتتمسك بموقفها
  • شمس سودانير ستشرق مرة اخرى ....
  • كلاب الجزارة
  • سيف الدولة حمدناالله : عن حصانة ديبلوماسى الميترو
  • ود البوش ود ابسن ود الطيب و ملامح من البادية
  • The Simple Act Of Thinking Can Accelerate The Growth Of Many Brain Tumors !!!
  • كارل ماركس يتحدث عن محمد (ص)..
  • الحُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوتْ..
  • عشان نتأكد من رفع الحظر
  • لماذا يستعدي بعض الشيوعيون السواد الاعظم من السودانيين؟؟!!
  • السيرة النبوية !! للقمر الهاشمي !! محمد بن عبد الله عليه افضل الصلوات وأتم التسليم !!
  • ╬ 15 بوست ╬ الميتة ما بتسمع الصياح ثم ماذا بعد الصلب ؟؟
  • فلتكن مرجعيتنا قوانين المنبر ولوائحه
  • أناشيدٌ للرّفيقِ..)
  • حزب البشير : تجربة 20 عاماً من الحصار والمقاطعة في ظروف قاسية لم تغيرنا، ولن تغيرنا فترة ستة أشهر
  • ما بين فِعل عثمان محمد صالح ... ومفعول خج البُرمة
  • اها يا جماعه الحظر الامريكى اترفع البرفع حظر الحكومه على الموطن شنو
  • قالوا أحرقُوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه!
  • شروط امريكية تعجيزية لرفع العقوبات عن السودان
  • عبد المنعم (كشمبه)!























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de