|
فى طريق إنتزاع حريّة الصحافة والتعبير : التنظيم أرقى أشكال الوعى !
|
ليس صدفةً أن ترتفع حُمّى مُحاصرة الصحافة ومُعاداة الصحفيين ، مع إنعقاد مؤتمر " شورى " حزب المؤتمر الوطنى ، فى أكتوبر الجارى ، فقد شهدنا حملة " دفترداريّة " جديدة ، ضد حريّة الصحافة والتعبير ، خطّط لها ودبّرها بليل ، فقهاء الظلام ، فى الحزب الحاكم ، الذى أعاد ترشيح رئيسه البشير ، ليفرضه على حكم أهل السودان ( الفضل ) لدورة حكم إضافيّة ، فى مناخ إتّسم بغياب الحُريّات والديمقراطيّة والشفافيّة ، داخل مؤسسات الحزب ، و خارجها فى الحياة العامّة ، ولم يسلم الصحفيون من " الأذى " ، إذ جاءوا لممارسة حقّهم الطبيعى فى التغطية الصحفيّة ، فأصبحوا " عناصر غير مرغوب فيها " ، وعوملوا من أهل الدار ، وجهاز أمنهم ، بما يتناقض مع حق الصحافة والصحفيين المشروع ، فى مُراقبة " غزوة " الإنتخابات ( الصُغرى )، فكيف بالله سيكون الحال، فى معركة الإنتخابات ( الكبرى ) ؟!. الطريقة التى نفّذ بها جهاز الأمن إعتقال الزميل الصحفى النور أحمد النور ، فى الرابع والعشرين من أكتوبر الجارى ، عبر إسلوب (الإختطاف ) من الشارع العام ، بإستدراجه بمكالمة هاتفيّة ، جاءت من الطرف الآخر للشارع ، وهو على بعد أمتار من الدخول لمقر عمله ، مقصودة فى حد ذاتها ، وتُرسّخ فى الأذهان ، إستمرار منهج " البلطجة الأمنيّة " ، فى إعتقال النشطاء والصحفيين ، وهو منهج يجب أن يتوقّف ، لأنّه غير مُبرّر وغير مُجدى ، و يُعيد إلى المشهد السياسى القاتم - أصلاً - صورة عودة الإنقاذ إلى " سيرتها الأولى"!. وسط هذا المناخ المُعادى لحريّة الصحافة والتعبير ، والمُبشّر بعودة سيّئة الذكر " الرقابة الأمنيّة " ، بما فى ذلك العودة السريعة لمُصادرة الصُحف ( الصيحة ) نموذجاً ، ترتفع فى الضفّة الأُخرى ، درجات حرارة الدفاع عن حريّة الصحافة والتعبير ، وتُسجّل قيم التضامن والمناصرة ، حُضوراً فاعلاً وقويّاً ، فى مواجهة ومُقاومة الظلم ، حيث نفّذت شبكة الصحفيين ، وقفة إحتجاجيّة قويّة ، أمام مجلس الصحافة والمطبوعات ، وسلّمته مُذكّرة تنبّهه فيها إلى دوره فى حماية الصحافة والصحفيين من التغوّل والتعسُّف الأمنى فى الشأن الصحفى ، وفى البال أنّ زميلنا المُعتقل النور ، عضو بإحدى لجان مجلس الصحافة ، وهذا يتطلّب أن يُسرع المجلس ، فى المُطالبة الجادّة فى إطلاق سراح أحد منسوبيه . يبقى طريق إستعادة الحقوق والدفاع عن حريّة الصحافة والتعبير ، " شوك و صعب عسير ،، والموت على جانبيه ، لكنّنا سنسير " ويبقى الرهان على المجتمع الصحفى ، فى إنتزاع الحقوق ، رهين التنظيم الذى هو " أرقى أشكال الوعى " .. ومشوار الميل ، يبدأ بخطوة ، فى الإتجاه الصحيح ..و ليتواصل مسير نهر العطاء والبذل والتضحيات ، لإنتزاع الحقوق المسلوبة ، ولفتح الطريق أمام التغيير ، فى سبيل تحقيق صحافة حُرّة ، و وطن يسع الجميع .
|
|
|
|
|
|