|
فواصلُ لا تُطفئها الظلال بقلم عبدالله علي الأقزم
|
عرجتْ إلى لغةِ الحسين قصائدي
فتجزأتْ منهُ بألوانِ المحنْ
و تجمَّعتْ بيديهِ نهراً صافياً
هيهاتَ بعد الجمعِ تبقى في العفنْ
و تفتَّحتْ وطناً على خطواتِهِ
و دروبُهُ الخضراءُ تبحثُ عن وطنْ
مَنْ لمْ يكنْ عشقُ الحسينِ بدارهِ
فهو الذي في الدّارِ ليس لهُ سكنْ
هذا هو العشقُ الذي لم ينفتحْ
إلا بأحسن ما يكونُ من الحسنْ
مِنْ فكرِهذا الحُسْنِ تنهضُ كربلا
و نهوضُها لصدى الحقيقةِ قد ذعنْ
و طوافُها في كلِّ زاويةٍ بنى
و نداؤها أحيا المعارفَ و السُّننْ
رُسُلُ الهدايةِ إن قرأتَ جميعَهمْ
بدمِ الحسينِ جميعُهم دفعوا الثمنْ
و بنحرِهِ قلبُوا الوجودَ ملاحماً
لم ينطفئْ فيها السِّباقُ معَ الزَّمنْ
و بصدرهِ المطحونِ أحيوا عالماً
لم يشتبكْ إلا بتحطيمِ الوثنْ
و بنزفِهِ الأبديِّ في أعماقِهمْ
سطعوا قناديلاً بأكبرِ ممتحنْ
باعوا إلى عطرِ السماءِ وجودَهمْ
و البيعُ من أفعالِ هذا العشقِ جنْ
و بهِ لهُ كلُّ الجواهرِ أقبلتْ
و المبحرون لكشفِها صلواتُ فنْ
ما قيمةُ الكلماتِ إنْ هيَ لم تكنْ
في العشقِ تستسقي لعالمِها المننْ
بقيَ الحسينُ فواصلاً أبديَّةً
سطعتْ و لم تُطفئْ جوارحَها المحنْ
المصطفى و المرتضى صفحاتُهُ
و جميعُهُ الزهراءُ صالَ بهِ الحسنْ
و ضميرُهُ الوثَّابُ في لفتاتِهِ
بسوى التفرُّدِ في الشجاعةِ ما ركنْ
إنْ لم يكن روحاً لكلِّ كرامةٍ
ماذا سيبقى للكرامةِ مِن بدن
ماذا سيبقى للجواب إذا ارتوى
ذلاً و أمسى مِنْ نفاياتِ العفنْ
هيهاتَ يبقى العزُّ في مستنقعٍ
و هو الذي بهوى الحسينِ قدِ افتتنْ
مِنْ كلِّ رائعةٍ تفتَّحَ شامخاً
و صداهُ مِنْ فتحِ الكرامِ قدِ انشحن
ما ذلكَ الرمزُ الجميلُ سيقتني
صوراً تُسافرُ للمذلَّةِ و الوَهَنْ
يا سيِّدَ الأحرارِ طابتْ أحرفٌ
خدمتكَ في شتَّى المفارزِ و المهن
طابتْ و بينَ مقالِها و فعالِها
صدحتْ بحبِّكَ روحُ أعقلِ مُستَجنْ
هيهاتَ يظمأُ مَنْ بنهرِكَ يرتوي
كلُّ الوجودِ و في وجودِكَ قدْ كَمَنْ
بينَ النبوَّةِ و الإمامةِ فاصلٌ
فوصلتَهُ بظلالِ أجملِ مؤتمنْ
السرُّ في نصفيكَ يُشرقُ هادراً
و يلوذ بالصَّمتِ الكبيرِ بكَ العَلَنْ
ما فارقتكَ يدُ السماءِ و أنتَ في
لُججِ المصائبِ ما بقلبِكَ مِنْ ضغنْ
كمْ ذا وهبتَ العالمينَ رسالةً
و دواؤها بسوى الحقيقةِ ما احتضنْ
كلُّ الجهاتِ إلى الحسينِ تهدَّمتْ
لو صرنَ يوماً ضمنَ أمواجِ الفتنْ
ما شاخَ مَنْ شبَّتْ جميعُ صفاتِهِ
و بها مسيرُ العارفينَ قدِ اتزنْ
أتريدُ تغسيلَ الجوارحِ كلِّها
فابكِ الحسينَ فما لغسلِكَ مِنْ درنْ
واغزِلْ حياتَكَ للشهيدِ فغزلُها
لجميعِ أوجاعِ الشهيدِ هوَ الكفنْ
ما عالَمُ الإسلامِ يسطعُ صاعداً
إلا إذا بيدِ الحسينِ قدِ اقترنْ
كيفَ المسيرُ لكربلا إنْ لمْ يكنْ
مفتاحُ معرفةِ الطفوفِ هوَ الشجنْ
كيفَ الوصولُ إلى السما إنْ لمْ يكنْ
فيها الوصولُ إلى الجَمَالِ هوَ الثمنْ
هذا يقينُ السائرينَ إلى الهدى
ما هدَّهُ شكٌّ و ما أحياهُ ظن
لا يرتقي هذا الرُّقيُّ بعالَمٍ
إلا إذا في مسمعِ الأخلاقِ رنْ
ما ذلكَ التنقيطُ في أسمائِنا
إلا ليتخذَ الجَمَالَ لهُ وطنْ
ماذا سيبقى للحياةِ إنِ اختفتْ
لغةُ الحسينِ و عشعشتْ فيها المحنْ
تتوقَّفُ الأوقاتُ عنْ دورانِهِا
إنْ لمْ يكنْ فيها الحسينُ هوَ الزمنْ
عبدالله علي الأقزم 14/1/1436هـ 8/11/2014م
|
|
|
|
|
|