عندما نتصفح اروقة تاريخ الفكر التكفيري و أئمة المنهاج الاقصائي فإننا نجد أغرب الاساطير و القصص العجيبة في اروقة هذا الخط المعادي للإسلام بما ضم من كم هائل من الاحداث و الوقائع التي حدثت مع المسلمين وفي مختلف العصور في ظل وجود فقهاء هذا الخط الغريب على ديننا الحنيف فعجباً هذه الطبقة المتدينة المتسترة بلباس التقوى تعزف على وتر المكر و الخداع بغية التغرير بالبسطاء فتقع الامة في شراك الكذب و المكر لفقهاء المنهج الاقصائي و سعيهم الحثيث في هيمنتهم المطلقة على المجتمع و الانبطاح للقيادة السياسية الحاكمة من خلال الكيل بمكيالين فمع الناس يطلقون فتاوى اباحة القبائح و المنكرات ، وفي المقابل يشرعون للساسة مختلف عمليات الفساد و الافساد لكي تبقى جسور المحبة و الوئام قائمة بينهم و بين تلك القيادات الباحثة عمَنْ يشرعن لها فشلها الذريع و يطمطم سرقاتها و جرائمها و يبيح فسادها و افسادها فوجدوا ضالتهم في فقهاء الفكر التكفيري ، الفكر المكفر لكل زائر لقبور الانبياء و الاولياء الصالحين و و الخلفاء الراشدين و الصحابة الاجلاء و امهات المسلمين ( رضوان الله عليهم اجمعين ) وهذا ما مهد الطريق للقادة السياسيين فعاثوا الفساد و الافساد وكما ينقل ابن الاثير في الكامل (ج10ص101) فيقول ( وكان العادل – اخو صلاح الدين الايوبي – و ملك انكلتار يجتمعان بعد ذلك و يتجاريان حديث الصلح و طلب من العادل أن يسمعه غناء المسلمين فاحضر له مغنية تضرب بالجنك فغنت له فاستحسن ذلك ) من هنا تتضح لنا الخيوط العريضة لشكل المجتمع الاسلامي في دولة الايوبيين وكيفية انتشار الغناء و دكاكين الخمور وكأنها سلعة لا حرج فيها يرتادها الافراد ليل نهار من دون حساب او عقاب فمَنْ أمن العقاب أساء الادب فعندما امن هؤلاء الفقهاء من الحساب فقد اباحوا كل فساد و منكر و قبيح رغم تعارضها مع تعاليم السماء فهل نتوقع من فقهاء الدينار ان يمارسوا دورهم الكبير في اصلاح الامة من خلال الفتاوى الصالحة التي تعيدها إلى المسار الصحيح وفق منظور السماء بل أن غرق المجتمع في مستنقع الفساد و الرذيلة كان مما يخدم مصالحهم و مشاريعهم الفاسدة وهذا ما علق عليه المحقق الاسلامي الكبير الصرخي الحسني قائلاً : (( هذه جلسات السمر و الطرب و الخمور و الفجور كانت في زمن الدولة الصلاحية الناصرية القدسية ، فهذه الجرائم ليست من القادة أنفسهم بل من أئمة الضلالة ممَن يوسوس لهم ونحن لا نريد أن نعفي هؤلاء القادة من المسؤولية و لكن نريد أن نتحدث عن أصل التكفير و التقتيل و السلب و النهب وعن المشرع لهذا الامر )) مقتبس من المحاضرة (34) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 14/4/2017
فحينما نقرأ التاريخ نقرأه بموضوعية و مهنية بحتة بعيدة عن كل ما يجرنا إلى المذهبية و العصبية فنعطي كل ذي حقٍ حقه فسبب بلاءنا و كل مصائبنا جاءت بفعل فتاوى التكفير و المنهج الاقصائي لفقهاء و أئمة داعش الخط المارق من الاسلام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة