زارني ذات يوم واحد من أولاد بربر قال لي : مرة واحد سعود ي قال لي الأخ من وين في السودان ، قلت ليهو من بربر ، قال لي بعني شنو بربر ؟ قلت ليهو ويعني شنو عرعر ؟ لم أضحك لكني إبتسمت ، إلتفت نحوي وقال : الأح من وين ؟ قلت له من أم درمان ، قال لي : يا مان دي أسوأ مدينة في السودان ! كبرت كراعي على شبط شدتي وقتلني الحزن ، قلت له مداعبا قبل أن يقول لي رأيو في راديو دبنقا وحوش بانقا شوف يا خوي في جميع المدن السودانية هناك فطاحلة ، أقصد ظرفاء هم تاريخ السودان الناصع ، في السياسة ، في الفكر في الأدب في المسرح في الغناء في الرياضة ، أسماء لامعة جدا داحليا وخارجيا . وأم درمان تحديد ا قائمة الظرفاء فيها تطول وتطول ، عوض دكام : كمال عبد الجليل " سينا " الهادي نصرالدين " الصلالي " وأبدأ ب الهادي نصر الدين .. وهو الذي يطلقون عليه الهادي الضلالي .. وهو لا علاقة له بالضلال ، دايما قراصتو وتركينتو حلال ، إنسان محترم جدا مهذب جدا مرح جدا وأخو أخوان ، الهادي آخر ظرفاء مدينة المدن أم درمان العظيمة.. والتي كانت تضم أظرف الظرفاء أمثال موسى ود نفاش والراحل أحمد داؤود والراحل كمال سينا .. كما تضم صديق منزول وبرعي أحمد البشير وأبناء التوم الجرقي و المحينة.. وعمر و بكري عثمان وإبراهيم عبد الجليل وإبراهيم عوض ومحمد أحمد عوض وأحمد الجابري والشعراء عبد الرحمن الريح وأبو صلاح والعبادي والقائمة تطول .. بجانب الزعماء المعروفين من صناع الاستقلال وغيرهم. الهادي نصر الدين ألمت به وعكة شديدة ألزمته مستشفى آسيا بامدرمان .. صرف كل ما يملك وكل ما لا يملك، وخرج من المستشفى وفي نفسه شئ من حتى.. الهادي تربطه علاقة برموز السياسة والأدب في السودان وفي امدرمان خاصة، جعر نميري من حيرانو ، مرة قلت ليهو إنت يا الهادي بتحب نميري ؟ قال لي : بكرهو وما بدور بلاهو !. الهادي ظل أحبابه أوفياء له وهو رجل ريحانة مجالس وعطر للأحباب، تجده أول من يصل المقابر لدفن عزيز أو من المعارف.. ثم تجده أول الحاضرين إلى المستشفيات.. والهادي يعرف كل أهل امدرمان وكل أحياء امدرمان بيت بيت.. وزنقة زنقة.. ولا تستطيع أسرة امدرمانية أن تستغني عن الهادي في كتابة كروت دعوات عقد القران والزواج فالرجل ذاكرة امدرمان التاريخية .. أجرت معه صحيفة «الدار» مرة دردشة صحفية طويلة زمان .. سأله المحرر.. إذا لم تكن الهادي نصر الدين.. فمن تكون؟: فرد عليه بعفوية قائلاً : أتمنى أن أكون عبد الله ود البيه.. وعبد الله إنسان ودود.. وعميق المعرفة ومشهور في كل السودان .. كان قد شغل موقع القنصل في عدد من سفارات السودان بالخارج أيام نميري.. وهو خريج جامعات يوغسلافيا ودفعة الراحل شيخ الظرفاء الدكتور عوض دكام وصدسثي الصدوق كمال الدعيته ، الذي أوشك أن يكون مدير أستديو إذاعي لكثرة أشرطة الكاسيت التي يمتلكها ، وبنفس صفات الظرف والنكتة والسخرية وخفة الدم والعلاقات الاجتماعية الواسعة.. طالت غربتي ولكن علاقتي بالهادي ظلت كما هي وستظل كما هي .. ولأجل هؤلاء جميعا أحب أم درمان !أنا أم درمان ، أم درمان لذيذة خلاص !!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة