|
فضيحة الإعلام المصري بين حلاق الشذوذ الجنسي وحلاقنا (الهندي) ! عبد المنعم سليمان
|
[email protected]
لم نكن نتجنى على الإعلام المصري حين قُلنا أنه يُمارس الكذب والتدليس والرشى و(طق الحنك) وبيع الأوهام والكذب على الشعب ، عندما ألصق بـ (الهندي عزالدين) صفة (المُفكر) بعد أن ضرب له الأخير الطبل منادياً باحتلال حلايب ، فلم تمر أربعة ايام على حديثنا حتى دوت فضيحة مجلجلة جعلت هذا الإعلام يدخل في (نص هدومه) ، هذا لو كان أصلاً يرتدي ملابس. الإعلام المصري يواجه فضيحة كبرى هذه الأيام ، فضيحة لو حدثت في دولة لها تقاليد عمل رصينة ومؤسسات رقابية حقيقية ، ونخب تستخدم عقلوها لا ألسنتها الطويلة وحلاقيمها الكبيرة ، لأُغلِقت صحف كثيرة وتوقفت بث محطات تلفزيونية عديدة ، ولتمت مراجعة شاملة لما يقدمه هذا الإعلام للقراء والمشاهدين والمستمعين . أصل الحكاية والرواية أن الأميركي (موريس بون أميجو) من مدينة شيكاغو ، ومهنته (حلاق) ، كان قدم للعيش في القاهرة منذ عامين ، وفجأة ودون مقدمات ظهر الحلاق الوسيم على شاشة قناة (الفراعين) التي يملكها المشاء الذميم (توفيق عكاشة) صنو (الهندي) في الجهل والصفاقة وسوء الأدب ، والذي وصف السودانيين بـ (أصحاب الرائحة المتعفنة) ، قدّم هذا العكاشة ذاك الحلاق الأميركي (أميجو) للمشاهدين بوصفه مستشاراً سياسياً لحزب المحافظين الأميركي ! هل سمع أحدكم بحزب يسمى بالمحافظين في أمريكا ؟ (عظمة يا مصر) !! وكعادة معظم الحلاقين في العالم أظهر الحلاق الوسيم وعلى طريقة (حكايات حلاق الجامعة) الشهيرة في بلادنا ، كفاءة عالية في الثرثرة ، فتحدث عن مرسي وعن حظوظ المرشح السابق للرئاسة أحمد شفيق في الفوز ، لم يدخر شاردة أو واردة إلا وأدخل (مقص) تحليلاته فيها (شعرة شعرة). الرجل الآخر ضخم الجثة خفيف العقل (عماد الدين أديب) ابتدر كعادته حفلة (رادحة)، فلم يترك سانحة الحلاق تمر دون أن يأخذ نصيبه منها ، فقدم الرجل في قناة (القاهرة والناس) بصفة (مستشار سياسي أمريكي) ( مستشار إيه، وفين) (مش مهم) ، المهم أن الحلاق (أميجو) تحدث هذه المرة عن ثورة (30 يونيو) ، ولأن الرجل اكتسب وراكم من مهنته التي كان يمارسها في شيكاغو خبرات كبيرة في إرضاء الزبون ، فقد خرج (أديب) بعد الحلقة من(صالون) الأميركي راضياً بـ (حلاقته) بعد أن سمع ما يرضيه ويرضي (دافع الإعلان) في الحلقة.
تسابقت المحطات الفضائية المصرية في استضافة الرجل الذي تنقل بحقيبة حلاقته بين فضائيات شتى من القاهرة والناس ، مروراً بالقاهرة اليوم ، وإلى القاهرة 360 ، وفي كل فضائية تتغير صفته كما ربطة عنقه ، أما هو فلا يتغير ولا يتبدل . الطريف أن الرجل كان قد أُستضيف في برنامج القاهرة 360 مرتين ، المرة الأولى عرّفه مقدم البرنامج (أسامة كمال) بأنه صحفي مساهم في قناة (فوكس نيوز) الامريكية ، لا تضحك عزيزي القارئ (نحن الخرمنا التعريفة) ! ، ويبدو أنه أرضاه ونال استحسانه فاستضافه مرة ثانية بعد أسبوع في نفس البرنامج ، ولكن هذه المرة بصفة أخرى وهي (مدير حملة مرشح الرئاسة الاميركي السابق ميت رومني) أي والله - لم يحترم مقدم البرنامج قاسي القلب قلوب المشاهدين وعقولهم كما لم يحترم نفسه : (أنا حر يا عم ، واللي يجوز أمي أؤولو يا عمي) ، هكذا بدا لسان حالة. من جانبها لم تترك بعض الصحف المصرية هذه الوليمة الدسمة للسباع التلفزيونية (ينشنها يقضمن حُسن بنانها والمعصم) دون أن تأخذ نصيبها منها ، فكانت الحوارات في صحف عديدة (المصري اليوم ، الوطن ، ومعظم الصحف بما فيها صحيفتي المفضلة (اليوم السابع) فأفتى السيد (أميجو) في كل شئ من سباق الرئاسة والدستور ورفع حظر التجوال إلى التضخم والعطالة وانخفاض سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار ، شئ واحد فقط نسى الحلاق الوسيم أن يتحدث عنه ، ألا هو قص الشعر وتصفيفه ، وكيفية العناية به ! هكذا ظلت سياسة التضليل والخفة نهجاً ينتظم ذلك الإعلام ، و لولا أن العناية الإلهية أوقعت ذاك (الحلاق الإستراتيجي) حين غفلة في براثن صحيفة ( إيجيبت إندبندنت) النسخة الإنجليزية لصحيفة (المصري اليوم) التي طمع رئيس تحريرها (ياسر رزق) في نيل حظه من (الحلاقة) بـ(العربي والإنجليزي) فكان أن قدمت الصحيفة الإنجليزية الرجل هذا المرة على أنه عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي ( وبالإنجليزي يا مرسي) ، فقرأت صحفية أميركية تعمل مراسلة حرة من القاهرة الموضوع وبدأت رحلة التقصي عن الرجل فكانت بداية الفضيحة ، ثم إلتقط صحفي أمريكي آخر اسمه ( لي إسميث) كان في زيارة إلى القاهرة الخيط فبدأت رحلة البحث وانكشف المستور حين أرسل (لي سميث) الأسبوع الماضي للصحيفة التي يراسلها تقريراً عنوانه : (وسائل الإعلام المصرية تصنع سيناتور أمريكي من الفراغ). ليس هنالك شك عزيزي القارئ بأنك لم تسمع باستقالة أحداً منهم حتى الآن ، فما زال عكاشة كعادته (يمارس التعريص في الليل البهيم) على رأي قصيدة صديقنا الشاعر أبكر آدم إسماعيل ، ولا يزال ياسر رزق ، يحصل على رزق وفير جراء التدليس و(التمليس) اليومي ، أما عماد الدين أديب فإنه ظل يتجمل بأدب كاذب وكاسد فيطل على المشاهدين – كما هو - لم تُنقص الفضيحة المجلجلة رطلاً واحداً من جثتة الهائلة ، بينما (أسامة كمال) – من هذا الأسامة كمال بالله عليكم ؟ لم اسمع به من قبل وأتمنى ألا أسمع به بعد هذه الفضيحة .
مهلاً لم تنته الفضيحة عند هذا الحد : فقد كشف الصحفي (لي إسميث) أن موريس بون أميجو الحلاق القادم من شيكاغو شاذ جنسياً وناشط كبير في هذا المجال ، يدعو علناً للشذوذ الجنسي وزواج المثليين ، وله في هذا الصدد معارض وكسب وخبرات (لا ممنوعة ولا مقطوعة) ، حلّ أميغو بقاهرة المعز بحثاً عن شهواته فظفر بأكثر مما أراد . (نبارك للإعلام المصري تدشين الخدمة الجديدة) . لحسن حظ الهندي عزالدين أن (إيجيبت إندبندنت) لم تجر معه حوار وتعرفه كمفكر وإلا لم نكن سنعرف ما كان سيوصلنا إليه تحقيق كتحقيق (لي إسميث) عن الحلاق أميجو ! خاصة وأن الهندي قبض متلبساً – من قبل - بحمل أدوات مكياج (روج وبودرة ومُرطب) في حقيبته الصحفية). يا ما إنت ستار يا رب. عموماً، ساء صحفي مصري شريف ما وصل إليه حال الإعلام في بلاده بعد الفضيحة، فكتب أول أمس أن الإعلام المصري يعاني مشكلة أخلاقية عميقة، قال بالنص لا فض فوه : (فجوة أخلاقية نحتاج لاجتيازها إلى إلقاء كل الإعلاميين علي الساحة دون استثناء في بالوعات التقاعد ، ثم نسترخي فوق معجزة لعلنا نجد تعريفاً لإعلام يحترم الشرف في جبهة السياق أولاً، قبل أن يحترم عقول الناطقين بالعامية). ستزول حيرتك عزيزي القارئ عندما تعلم أن سبب الإحتفاء بهذا الحلاق الذكي هو مطالبته بوضع قادة جماعة الأخوان المسلمين ضمن قوائم الإرهابيين في الأمم المتحدة. العبد الفقير لله ، طالب بذلك - قبل هذا الحلاق المثلي- بل وأكثر، ولا زال يطالب برمي الأخوان المسلمين وتابعيهم من الجزائر مروراً بمصر وحتى السودان في البحر ، لم تسع محطة تلفزيون مصرية حتى الآن لاستضافته ولا حتى صحيفة مصرية لإجراء حوار معه، علماً بأنني لا أمانع في إجراء هذا الحوار مع أي صحيفة مصرية حتى لو كانت صحيفة (الوفد) التي أنصح المسؤولين فيها بتوزيع (كيس زبالة) هدية مع العدد اليومي ، لزوم الاستفراغ ورمي الصحيفة بعد قراءة عمود الكاتب (عباس الطرابيلي) الذي ينادي يومياً بإستعمار السودان . هل عرفتم كيف أصبحت مصر التي كانت ( أد الدنيا) فأعطت إعلامها لأشخاص خفيفي الوزن ( أد كدهو) ، وهل عرفتم لماذا أصبحت مصر تستجدي الحكمة من أفواه الحلاقين؟ ببساطة لأن الفتق إتسع على الرتق بعد (الثورة) وصعود جماعة الشر إلى السلطة وما صاحبه من تغيير مواقف وتدليس وشراء ذمم معظم الإعلاميين لصالح (الجماعة) باستثناء بعض الشرفاء وعلى رأسهم الصحفي الألمعي صاحب المبدأ والرأي السديد الأستاذ (جمال فهمي).
إن مصر في حاجة ماسة لإعلاميين يواكبون مرحلة الثورة الثانية بعد التخلص من نظام الفاشية الدينية، إعلام بقدر قامة القيادة الجديدة ، فلم يدمر صورة عبدالناصر سوى أكاذيب وبهتان هيكل ، ولن يُحسن صور ة الفريق عبد الفتاح السيسي مخلص مصر من الفاشية الدينية، إعلام الحلاقين هذا ، إعلام الصخب والعنتريات، الإعلام المفترس و المتوحش والكذوب الذي تنتجه عقول العصافير لن ينجم عنه سوى حلاقين ومثليين : حلاق أميركي أوصلته الآله الإعلامية المصرية إلى مستشار وسيناتور، وحلاقنا (الهندي) الذي عمدته مفكراً ! شخصياً زال احتقاني وغضبي بعد هذه الفضيحة ، وأصبحت أكثر تسامحاً مع وصف الإعلام المصري للهندي عزالدين بـ (المفكر)، خاصة بعد أن شاهدت (العالمة) فيفي عبدو، أمس، وهي تبشر بتدشين قناتها الفضائية قريباً (ومفيش حد أحسن من حد).
|
|
|
|
|
|