· وجود قناة فضائية باسم الهلال يعتبر إضافة حقيقية لهذا النادي الكبير. · لكن ما يجب النظر له بعين الاعتبار والجدية اللازمة هو أن تشغيل وانجاح وضمان استمرارية أي قناة فضائية ليس بالأمر الهين. · لدينا في السودان الكثير من التجارب الفاشلة في هذا المجال. · فغالبية القنوات الفضائية التي انطلقت بعد قناتي النيل الأزرق والشروق - إن لم يكن كلها- لم يكتب لها النجاح. · والسبب الأساسي في ذلك هو استسهال الأمور. · بعض هذه القنوات بدأها أصحابها دون أن تتوفر لهم الموارد المادية الكافية للتوقف بعد أشهر قليلة من انطلاقها. · وهناك من استمرت، لكن فقط من باب تشكيل حضور حتى وإن كان كارثياً على المشاهد والمتابع. · تقدم بعض هذه القنوات صورة في منتهى البشاعة ورغماً عن ذلك تصر على استمرارية لا معنى لها. · ومن تنجح في الصورة تنقصها تقنية الصوت، وعليك كمتابع لها أن تمسك بالريموت طوال الوقت حتى ترفع وتخفض، لأن الصوت عندهم يتفاوت ما بين المذيع والضيف أو من ( لوكيشن) للآخر، خاصة. · في الأمسيات خاصة لا مجال لإبعاد الريموت عن يديك. · لأن الصوت سيأتيك تارة في أدنى درجات الانخفاض وتضطر لرفعه لمتابعة ما أنت بصدده. · وفجأة قد يرتفع بصورة مزعجة يمكن أن توقظ كل من سبقك إلى النوم في البيت، إن لم تخفضه سريعاً. · لذا نتمنى أن ينتبه القائمون على أمر قناة الهلال لمثل هذه الأمور التقنية المهملة في الكثير من فضائياتنا. · فقناة الهلال تختلف عن مثيلاتها، في كونها تملك بعض أهم عناصر النجاح. · أول وأهم عناصر النجاح في هذا العمل الإعلامي الصعب والمكلف هو المال بالطبع. · وقد وعد رئيس النادي بتوفير كافة الاحتياجات المادية للقناة. · وثاني هذه العناصر هو الإدارة، وقد تم اختيار رجل صاحب باع طويل في مجال العمل الفضائي التلفزيوني هو الأستاذ الشفيع عبد العزيز. · وثالت العناصر وهو ما يميز هذه القناة على غيرها هو الجمهور الكبير. · وفي هذا الجانب المهم تنطلق القناة بشعبية جارفة. · ومعلوم أن الأهلة يشكلون غالبية في البلد. · لذلك ستضمن فضائية الهلال منذ أول يوم عمل ودون الحاجة لأي بروباجاندا إعلانية التفاف الملايين حولها. · إذاً نجاح قناة تحمل اسم الهلال هو الأقرب والاحتمال الأكبر. · لكن الشيء الأكيد أيضاً أن نجاح القناة يرتبط بنجاح فريق الكرة في النادي. · فهذه الملايين من جماهير النادي لن تتحمس لمتابعة ما تبثه القناة إن لم تكن فخورة وسعيدة بما يقدمه فريق الكرة الأزرق. · والقناة أصلاً يفترض أن تعكس نجاحات فريق الكرة. · وهذا بالطبع لا ينفي الدور المهم الذي يفترض أن تلعبه القناة في عكس أنشطة النادي الأخرى. · بل على العكس لابد أن تكون القناة منوعة وجاذبة لكافة الفئات المهتمة بالرياضة والفن والثقافة والنواحي الاجتماعية. · لكن المسلم به أن فريق كرة يمثل دائماً الحلقة الأهم. · ومن واجب القناة التي تحمل اسم الهلال أن تتابع تدريبات ومباريات واستعدادات فريق الكرة وتنقلها للأنصار والمتابعين بصورة جاذبة وشيقة. · بإمكان الأستاذ الشفيع أن يوظف جماهيرية القناة الوليدة بصورة تجعلها الأولى في البلد. · فبجانب ضرورة أن تتجاوز قناة الهلال المشاكل التقنية المتمثلة في الصورة والصوت، هناك جوانب أخرى عديدة يستطيع مدير القناة أن يمنحها الاهتمام الذي تستحقه. · فأكثر ما يصيب المشاهدين بالملل وهم يتابعون القنوات الرياضية مثلاً هو إصرارها على بعض المذيعين عديمي الموهبة أو ضعيفي اللغة ومن يحفظون بعض العبارات ليرددونها على مسامع المتابعين كل يوم. · وهذا أول ما نتمنى أن تتجنبه إدارة الشفيع في قناة الهلال. · ثمة أمر آخر لا يقل أهمية هو تساهل المخرجين في بعض قنواتنا الحالية. · فقد حدث أن شاهدت بأم العين على قناة السودان محللاً يلبس( شبشباً) وكنا نراه وهو يحرك أقدامه تحت الطاولة بعد أن خلع( الشبشب) · المحاباة والمجاملة في استضافة المحللين مشكلة نقطة ضعف أخرى يجب تجنبها في قناة الهلال. · نتنوقع منهم استضافة من يملكون ما يضيفونه حقيقة في مجال التحليل الذي لم يعد مجرد ونسة وترديد للاكليشيهات المحفوظة كما يفعل محللون كثر بمختلف برامجنا الرياضية. · لا نريدهم أن يأتوننا بمحللين لا يقدمون أكثر من الوصف لما جري في المباريات بقولهم أن فلاناً هدف وسجل وعلاناً أضاع فرصة أكيدة في الدقيقة كذا. · ما نريده هو تحليل عميق يساهم في تطوير مستوىات اللاعبين والمدربين والحكام ويرفع درجات الوعي لدى المتابعين. · وما أكثر من يملكون الخبرات والمهارات والقدرة على تقديم التحليل العميق، لكن المشكلة أن قنواتنا الحالية لا تسعى لهم.. فهل نتعشم في أن تأتي إدارة الشفيع بالجديد في هذا المجال! · ونتعشم في أن تولي القناة اهتماماً خاصاً بالجانب الأسري في نادي الهلال. · وهذا الجانب بالذات دعونا مراراً وتكراراً لأن يجد الاهتمام من إدارات الهلال دون جدوى. · وفي بعض الأحيان كنا نسمع وعوداً بتشييد مرافق للأسر في نادي الهلال، لكن المؤسف أن وعود الانتخابات عادة ما تتحول إلى سراب سريعاً. · ولو أنهم أولوا هذا الجانب بعض الاهتمام لأسهم في تحقيق الوئام المفقود وتهذيب سلوكيات بعض المتفلتين، لأن السودانيين بطبعهم يتملكهم الحياء في وجود الأسر. · وكل الأمل أن تفرد القناة مساحات للأجواء الأسرية. · نتوقع من القناة ذات الجماهيرية الكبيرة أيضاً أن تسارع الخطى حتى تصبح رقماً هاماً في رعاية المنافسات واحتكار البطولات. · وطالما أن الإدارة الخبيرة متوفرة والمعينات موجودة فليس هناك ما يمنع قناة الهلال من الظفر بحقوق بث منافسة مثل الدوري الممتاز، علها تريحنا من العذاب الحالي للقنوات التي يجاملها اتحاد الكرة بمنحها حقوق البث رغم عدم الكفاءة. · إذا تركوا الخبز لخبازه في فضائية الهلال وتوفرت الموارد الكافية ومُنح الشفيع كافة الصلاحيات فقد تحقق نجاحاً ملموساً في فترة وجيزة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة