على مهلي .. علي مهلي لأني لست كالكبريت أضيء لمرة.. وأموت ولكني .. كنيران المجوس: أضيء.. من مهدي.. إلى لحدي! ومن...سلفي إلى ..نسلي! طويل كالمدى نفسي وأتقن حرفة النمل. على مهلي! لأن وظيفة التاريخ... أن يمشي كما نملي!! طغاة الأرض حضرنا نهايتهم سنجزيهم بما أبقوا نطيل حبالهم، لا كي نطيل حياتهم لكن.. لتكفيهم لينشنقوا..!! (توفيق زياد)
لا شك أن الجميع اليوم مهتم بتقييم تجربة العصيان الثانية هل فشلت أم ضعفت أم أصابت قدرا" واسعا" من النجاح،والإختلاف في التقييم مرحب به وأن نفتح له صدورنا وأن نرسخ أدب الحوار. توهم البعض أن تجربة العصيان الثانية هي بمثابة المعركة الفاصلة مع النظام وهذا الوهم والتقدير الخاطئ أصابهم بقدر من الإحباط ،وفريق آخر قرأ الحدث من خلال حركة الشارع، فقيموا الحدث تقييما" في الشكل وإفتقدوا الموضوعية والنظر للأشياء في عمقها الحقيقي فحركة الشارع ليست بالضرورة موالية للنظام،فكثيرون خرجوا بسبب العلاج أو التواصل الإجتماعي أو لقضاء حوائجهم أو....الخ،وليس بغرض دعم صورة النظام في الشارع كما أن النظام سعي لحشد موالين وأكره غير موالين للخروج لتحسين صورته في الشارع بقصد التشويش علي الرأي العام وإيهامهم بان العصيان فاشل،غير أن الحركة في الشارع لا تعبر في النهاية عن فشل أو نجاح العصيان،كل ذلك يدفعنا أن نقرأ الحدث في عمقه ودلالته الحقيقية،فتجربة العصيان قصد منها في تقديري إستنهاض حركة الجماهير وبناء أدواتها النضالية ورفع قدراتها النضالية وتنظيم نفسها و(تكريب) وحدتها إستعدادا" للمعارك الفاصلة مع النظام حتي سقوطه وعليه من المهم أن نبحث هل نجحت تجربة العصيان في تحقيق هذا الهدف؟أم فشلت هذا هو المحك الجوهري في تقييم تجربة العصيان،فبعد تجربة العصيان الأولي ونجاحها والتحضير والإستعداد للتجربة الثانية نتج عنها نهوض واسع في حركة الجماهير يتمظهر ذلك في الرفض الواسع للنقابات الكرتونية والخروج عليها وتكوين أجسام تعبر حقيقة عن مصالح عضويتها ولقد شهدتم البيانات المختلفة من كافة المهنيين والأدباء والفنانين وإنحيازهم للعصيان المدني وهؤلاء هم القوي الحديثة المؤثرة في العملية الإنتاجية والتي ستساهم لاحقا" في المعركة القادمة في شل دولاب الدولة وهذا لا يقلل من مساهمة الشرائح الأخري،وأيضا" لاول مرة تشترك الولايات في تجربة العصيان المدني مما يعني إتساع قبول الفكرة وإتساع المشاركة الجماهيرية،كما تعززت وحدة قوي التغيير وتعززت الثقة بين أطرافها مما يساعد في المشاركة الواسعة في المعارك القادمة،كما شهدت الفترة بين الإعتصامين بروز النكتة والكركاتير والشعر في ميدان المعركة ورفع درجة حماس الجماهير فتم نشر بعض هذه المساهمات وكثير من الإنتاج ينتظر تجميعه وليجد طريقه الي دور النشر،وكانت هذه الأدوات قد ساهمت في معارك نضالنا السابقة في ثورة أكتوبر المجيدة وإنتفاضة ماريل الظافرة في إيقاظ وتعبيئة وشحن الجماهير. إتسعت حركة التضامن في الخارج بصورة واضحة وقوية وإنتشرت في معظم البلدان،كما إستقطبت الكثير من المتضامنيين مع الشعب السوداني،وأوصلت قضية الشعب السوداني للمنظمات الدولية والحقوقية وفضحت جرائم وأكاذيب النظام وأصبح العالم مهيأ لخبر تغيير السلطة السياسية في السودان،إضافة لإتساع ربكة النظام وخوفه وهلعه ومايؤكد ذلك إستخدام كل ما عنده من أدوات في الميديا والإعلام والأجهزة القمعية قاصدا" إجهاض تجربة العصيان أو إضعاف مردودها وظهر التمايز بين قياداته في كيفية فهم مايجري وكيفية التعامل معه وإختافت المداخل في ذلك منها الخشن ومنها الناعم،وسيكبر هذا التباعد في الرؤي بين كوادره ومؤسساته كلما إتسعت حركة الجماهير. نجاح التجربة لا يعني عدم الوقوف عندها ومراجعتها فالتجربة تحتاج لمزيد من (التكريب) وسد الثغرات ورفع المزاج الثوري وسط الجماهير وقدراتها النضالية،فالنواصل معركتنا النضالية بثبات وثقة في النصر وأن لا نترك لعدونا ليرتاح لترتيب وتجميع قدراته فالنظام إستحكمت أزماته وليس له القدرة علي معالجتها والخروج منها ولن تستطيع الإجراءآت الإقتصادية الأخيرة أن تنقذه وإنما أدخلته في أزمة أكبر ووسعت الرفض الجماهيري له، فقوموا لعصيانكم يرحمكم الله ومنصورين ومنصورين بإذن الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة