قبل عام كامل (بالتحديد في 3 فبراير 2014) كتبت في حديث المدينة.. موجهاً نصيحة غالية للدكتور غازي صلاح الدين، قلت له (اعمل كليك Click). يبدو أن د. غازي لم يكن راغباً في التفرس في معنى (كليك).. لكن البروفيسور إبراهيم غندور – وهو قارئ جيد لكل الصحف السودانية – اتصل بي وقال لي ضاحكاً: (غازي كيف يعمل كليك؟، مش الأول يجيب الماوس!!).. ثم أكمل الجملة (الماوس عندنا.. مش عندو!!). والحقيقة فعلاً يبدو أن دكتور غازي لم يعمل (كليك).. والآن بعد تفحص النتيجة بعد عام كامل من تلك النصيحة أجد نفسي في حاجة ماسة إلى كبح نزوة (الشماتة!!).. بعد أن ثبت تماماً لحزب الإصلاح الآن.. أنه أضاع زمنه.. وزمن مسجل الأحزاب.. وزمن الذين حضروا مؤتمره العام، وتكبدوا مشاق مناقشة الأوراق، ثم انتخاب مؤسسات الحزب.. وأضاع زمن الجمهور الذي حضر الندوة التي أقامها في ميدان الرابطة بحي شمبات.. وزمن (العشم) الذي أهدره من صدقوا أن (الإصلاح– وصل- الآن).. والحقيقة (الماوس) لم يكن في جيب حزب المؤتمر الوطني كما حاول البروف غندور أن يصوره.. (الماوس) كان ملقياً على قارعة الطريق لأي حزب سياسي– وليس الإصلاح الآن– وكان سهلاً التقاطه وعمل (كليك!).. إلا أن الخيال هو الذي كان مفقوداً.. الخيال الذي يمنح صاحبه القدرة على الخروج من الخبرة التقليدية للعمل السياسي الروتيني.. والقفز إلى فضاء جديد.. يعتمد على العقل أكثر من العضل.. على الفكرة أكثر من المال. والآن.. وقبل أن يكمل عمر الفطام.. يبدو حزب الإصلاح الآن مصاباً بفطام حاد.. قياداته والمتحدثون باسمه- وما أكثرهم- اختفوا تماماً من الساحة.. (التي ينفرد بها كمال عمر لانشغال غندور في الصين).. ولا أدري هل يستطيع حزب (الإصلاح الآن) دفع إيجار مقره في العام 2015!، فتلك آخر إشارات وبرهان وجود الحياة والنبض.. ولكني أتوقع مزيداً من العائدين – على طريقة صلاح كرار- إلى حزبهم القديم، حزب المؤتمر الوطني.. بعد أن بانت كل علامات الشلل السياسي على حزب الإصلاح الآن.. بجفاف نشاطه الفعلي والإعلامي.. حزب الإصلاح الآن مقاطع للانتخابات.. حسناً هذا موقف سياسي.. لكنه في المقابل أيضاً.. مقاطع لمقاطعة الانتخابات.. أي في حالة (انعدام الوزن السياسي).. وهي حالة متأخرة تكتسب خطورتها من حقيقة أن الحزب أصلاً لم ينشأ من فكرة محورية جديدة بقدر ما هو (رد فعل) غاضب ومعارض انطلق من داخل أسوار حزب المؤتمر الوطني.. بقيادة قيادات سابقة في الوطني.. جذبت إليها أعضاء سابقين في حزب المؤتمر الوطني.. وتطابق (الجينات) يسمح بإعادة زرع العضو في جسمه الأول. من الحكمة أن يبدأ (الآن) حزب الإصلاح الآن البحث في مستقبله السياسي..!. و(برضو).. لا يزال متاحاً الحصول على (كليك).. قبل فوات الأوان.. http://www.altayar.sd/play.php?catsmktba=4180http://www.altayar.sd/play.php?catsmktba=4180 مكتبة الطاهر ساتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة