|
فاشلٌ فاشل..أيها الوالى.!! زاهر بخيت الفكى
|
ثم ماذا بعد..غادر البروفيسور الزبير الجزيرة كما جاءها بلا شئ يُذكر ولا رصيد سوى كثير مشاكسات وخلافات أطاحت به.. غادرها وهى تحتضر وحولها أهلها لا حول لهم ولا قوة .. ما هى مهمتهم كانت ولاتها إذاً...؟ من هو الوالى الذى تستحقه الجزيرة..؟ الجزيرة يا هؤلاء ليست كبقية ولاياتنا .. دارفورنا العزيزة الجريحة مثلاً بولاياتها الثلاث يحلم أهلها بسلامٍ يضع حداً لشلالات الدماء المتدفقة بلا توقف وقد ارتوت الأرض منها وتغير لونها من الأخضر الجميل إلى ألوان أخرى شاحبة كئيبة لا تسُر الناظرين ، يُريد أهلها ولاةٌ مؤهلاتهم الحقة هى الحكمة مع القوة ورجاحة العقل يجمعون بها شتاتهم ويرتقون بها ما تهتك من نسيجهم الاجتماعى ويصلون بها ما انقطع من علاقات حميمة كانت بينهم لا بروفيسور ولا غيره فى مقدوره إيقاف هذا النزيف وهو بلا حكمة... كردفان الكبرى تحتاج كذلك لما تحتاج له دارفور... النيل الأزرق وكل مناطق النزاع فى بلادنا هذه تبحث عن من يوفر لها الأمن والسلام ومن بعد تأتى التنمية .. الجزيرة سادتى مزرعتنا المروية التى تشغل مساحة كبيرة جداً صالحةٌ أراضيها لكل أنواع الخضروات والفاكهة وكل أشكال الانتاج الزراعى والحيوانى ، ما زالت تتمتع بتوافق إجتماعى وسلام ومواطن لا تنقصة الاستنارة والوعى فقط تفتقد لوالٍ يحمل معولاً فى يديه للتنمية لا قلماً يُسطر ويُحصى به حركاتهم وسكناتهم ومدى انتماء أهلها للحزب الحاكم أو لغيره من الأحزاب الأخرى ليدعم به نجاحاته السياسية أمام المركز .. غاية ما يتمناه هذا المواطن المزارع هو نجاح موسمه الزراعى وتحقيق عائد مجزٍ يقيه وعائلته الفقر والجوع ولا يعنيه من هو الوالى ولمن ينتمى وما هى مؤهلاته بل يريدونه والياً ينساب بينهم كالمياه قديماً فى المشروع مُشرعةً أبوابه وعلى الدوام لاستقبال شكاويهم ويسعى فى حلها ومعظمها لا يتعدى تحضير وتخضير أراضيهم بالمياه ووصولها بلا معينات أو مضخات، لا والٍ مزهواً بتمكينه من حكمهم مترفعاُ لا يجدونه بينهم .. وداعاً بروفيسور الزبير ومرحباً بك دكتور محمد يوسف لا تدع فرصة النجاح بالجزيرة وأهلها تفوتك ناجحٌ أنت وبلاشك لو عادت الحياة كما كانت فى أوصال المشروع وفاشلٌ فاشل كمن سبقوك لو أخفقت أو دعمت خط الدمار الذى سار فيه غيرك والذى أودى بهم فى نهايته إلى مزبلة التاريخ عند أهل الجزيرة.. الجزيرة أخى هى الداعم الأساس لكل السودان من قبل وستظل هكذا لو ترجلتم من فارِه سياراتكم ووثير كراسيكم وتواضعتم قليلاً واستمعتم لما يهمس ويجهر به أهلها من هموم .. والله المستعان..
بلا أقنعة.. صحيفة الجريدة السودانية...
|
|
|
|
|
|