|
فاروق جويدة : أربأ بك أن تكون ظالماً!!/أبوبكر يوسف إبراهيم
|
فاروق جويدة : أربأ بك أن تكون ظالماً!! أربأ بشاعرِ بقامة فاروق جويدة أن يكون ظالماً ، ففي عدد الأهرام الصادر يوم الأحد 2 مارس 2014 وتحت عنوان " معركة السد"، إتهم الشاعر الرقيق الحواشي في عموده (هوامش حرة) السودان بالتخلي عن مصر ، وهذا اتهام غير موضوعي ليس في محله لأسباب سآتي على ذكرها، فلربما نسي الشاعر والكادتب الرقيق ماهي التضحيات الجسام التي قدمها السودان حتى يصبح السد العالي حقيقة واقعة ، لقد أغرقنا حلفا، وهجّرنا أهلها واقتلعناهم من جذورهم وأرض أجدادهم قسراً، وأغرقنا ومليون نخلة ،وأغرقنا بساتين الموالح ، وأغرقنا آثارنا ، وللعلم فبحيرة السد يا سيدي مقامة على أرضٍ سودانية، وكنت أتمنى أن يرجع شاعرنا الرقيق قليلاً للوراء ويقرأ التاريخ ، فمصر يومذاك وعدت السودان بمده بالكهرباء، والواقع أنها لم تمد السودان حتى ولو كيلو واط كهرباء واحد حتى يومنا هذا ، حتى في أحلك لياليه!ّ! لم يتباكَ السودان والسودانيين يوم وقف المخلوع مبارك مواقفه السالبة داعماً تجمع المعارضة وهو يعلم مدى التآمر "الصهيو يورو أمريكي"، ضد السودان العمق الاستراتيجي جنوباً لمصر، ولقد برزت هذه الأهمية يوم استضاف السودان سلاح الطيران المصري على أراضيه بعيد النكسة، وكان المخلوع يدرك تماماً أن الغاية هي فصل جنوب السودان عن الوطن الأم ومحاصرة مصر من خاصرتها، فهل تصورت أيها الشاعر الرقيق،ماذا كان سيكون الحال لو وقفت مصر يومها داعمة للسودان؟! لا يا فاروق، لم يكن أبداً السودان في يومٍ من الأيام نقطة الضعف في موقف مصر، ولن يكون، بالرغم من أن ظلم ذوي القربى أمضى من طعنات الحسام المهند!! ، كيف وأنت الشاعر الرقيق الذي يعلم مرارة هذا الاحساس؟! . إن المرارة التي يلعقها السودانيون من مرارة الظلم يطغى عليها حبهم لمصر والمصريين، وأنت تعلم مدى حب السودان وأهله الذين آثروا مصر على أنفسهم، أرجوك أرجع وأقرأ التاريخ، وتذكر يوم زار القائد الزعيم جمال عبد الناصر الخرطوم بعد النكسة، يومها اقترح الملك فيصل ذاك الراحل العظيم أن يقدم للسودان دعماً مثلما قُدم لدول الصمود لأنه سيتأثر باغلاق قناة السويس ، فما كان من السودان إلا أن تنازل وطلب أن يضاف الدعم لمصر.. فماذا تريد من السودان والسودانيين أن يفعلوا أكثر من هذا؟!! لم يكن السودان يقدم لغة أو انتهاز فرص المصالح في التعامل مع مصر توأمها ، كنت أتمنى على النخب أن تقرب بين الأنظمة وتجسيير الهوة لا تعميقها ، والسودان ياسيدي أو الرئيس البشير لم يسلم النيل كله لأثيوبيا - كما زعمت - ، فأثيوبيا دولة ذات سيادة يحق لها ما يحق لغيرها البحث عن مصالحها والعمل على تنمية مواردها، فإن كان البشير قد فّرط في نصف بلده -كما زعمت، وهذا ظلم وعلمي أن الشعراء لا يظلمون - ، فأربأ بك أن تظلم، أن الانقصال تمّ بفعل ضغوط الحلف "الصهيويوروأمريكي" ومؤامرته وأنت تعلمها جيداً، فهل تساءلت: أين كانت مصر يوم تركت السودان وحيداً أعزلاً في عراء المؤامرات ووقفت موقف المتفرج لتتفرغ لمكايدات جوفاء؟!! .. ما هكذا تورد الابل يا صديقي!! والسؤال المهم هو لماذا لم تتساءل ياأيها الشاعر الرقيق لماذا رفضت مصر المخلوع مبارك عرض أن يكون السد شراكة يتم تمويله من قبل البلدان الثلاثة؟!! ,, قل لي بربك هل كان تهديد و "هلفطتت" بعض الاقلام بضرب السد بواسطة الطيران المصري تصب في خانة تسوية مشكلة سد النهضة؟!!.. ألم يكن ذلك استفزازاً للمشاعر الوطنية الاثيوبية؟! يا سيدي ما كانت مصر يوماً تستقوي على أي دولة في أفريقيا وهي التي دعمتها لتتحرر من ربقة المستعمر، وها هي مصر المخلوع تدير وجهها لأفريقيا وتترك توأمها عرضة لمؤامرات الانفصال والتفتيت وهي تعلم أنها تركت أفريقيا - سداح مداح - لإسرائيل لتمرح فيها، دون أن تحمي مصالحها الوطنية والقومية!! ، فكيف تتصور أن الأفارقة سيثقون في مصر وهم يرونها تتخلى عن توأمها؟!! أرجوك لا تركب موجة المزايدون من أهل الكلام العاجزون عن الأفعال.. مصر في دمانا دمانا .. تغنى الشاعر الراحل تاج السر الحسن قائلاً مصر يا أم جمالٍ يا أم صابر.. مصر ياأخت بلادي يا شقيقة .. يا ظلالاً وارفات يا حديقة!!
|
|
|
|
|
|