|
غيثارة اللحن الحزين
|
أطيعي دمعكِ يا حبيبتي فيطرّي الحصى،أطيعي قلبكِ فيزيل السياج،ها هو العالم ينتهي والمدن مفتوحةٌ المدنُ خالية،جائعةٌ أنتِ وندمي وليمة،أنتِ عطشانة وغيومي سودٌ والرياح تلطمني. العالمُ أبيض،المطر أبيض،الأصوات بيضاء،جسدكِ أبيض وأسنانكِ بيضاء،الحبر أبيض،والأوراق بيضاء،اسمعيني اسمعيني،أناديكِ من الجبال من الأودية،أناديكِ من أعباب الشجر من شفاه السحاب،أناديكِ من الصخر والينابيع،أناديكِ من الربيع الى الربيع،أناديكِ من فوق كل شيء من تحت كل شيء ومن جميع الضواحي،اسمعيني آتياً ومحجوباً وغامضاً،اسمعيني اسمعيني مطروداً وغارباً،قلبي أسود بالوحشة، ونفسي حمراء،لكن لوح العالم أبيض،والكلمات بيضاء. انسي الحاج
ما بيننا ليس الشعر أو كتابة القصيد، أنت شاعر صاحبة طريقة في كتابة الشعر الحديث؛ كالشيخ المتبتل في صموعته، وأنا لا أكتب الشعر والحمد لله، والا لصعب على تتبع أثارك الشعريه غير المرئية، كأنها شعاع الشمس تراه يلمع على صفحات الماء، لكنه عصي على الامساك. أنت كتبت الشعر وحلقت بك قصائده في آفاق بعيدة.. بعيدة، وأنا ناثر أتعثر في نصوصى واتسربل.
ما بيننا... وما يجمعنا أنت أنسي الحاج وأنا بقادي الحاج، على اختلاف الأجيال والمقامات؛ أنت الاستاذ في مجالك وأنا التلميذ في مجالي، جمعنا حب الصوت الآتي من بعيد.. بعيد.. صوت الست فيروز حلقنا مع صوتها وكلمات أغانيها. ما جمع بيننا ليس وحده " الحاج " أبي هو في " عيون أم د رمان: صامداً ظل يقاوم ويقاوم، تداعت الحيطان، وتفكك البنيان، من اجل العزة، من اجل الشهامة، من اجل عيون أم د رمان، كان ود احمد عالي الهمة، قوى العزيمة، كان رمزاً للإنسان، كان مثله مثل أهل السودان، يعطي ويعطي ولا يأخذ إلا القليل..القليل.". ما جمع بيننا ليست الست وحدها، ما جمع بيننا هي الكتابة تلك التي تفيض في الفضاءات والمساحات والشاسعة، ذلك الفعل الصارخ والهامس حينا والصامت أحياناً، أنها نبع من ينابيع الحياة، وفيض ومن فيوض الزمان؛ غيثارة اللحن الحزين، انها تلك المهرة الجامحة التي تعدو في الفلاة باتساع المدى، تدعوني للركض خلفها، كما يحلو للكثريين أن يفعلوا، لكنني لا أفعل، لا أركض خلفها، بل أنتظر عندما تقف تلك المهرة الجامحة وتنظر خلفها... تجدني هنالك واقف أداعب الزمن الممتد... اللهم ارحم أنسي الحاج وأغفر له ، وجازه اللهم خير الجزاء.
بقادي الحاج أحمد مدينة الخُبر مارس 2014
|
|
|
|
|
|