رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية السيد حسن إسماعيل في برنامج بثته قناة الخرطوم الفضائية ، يقول أن المجلس وبرفقته المحليات وسائر جهات الإختصاص الأخرى بالولاية يقدِّمون إنجازات مهمة في مجالات كثيرة لم يحدِّدها فأصبحت بالنسبة لي شخصياً وسائر المتابعين واقعة في نطاق (الإبهام المعلوماتي العام) الذي يميِّز تصريحات وأقوال النافذين في حكومة المؤتمر الوطني وحلفائها ، ثم أضاف رئيس المجلس مستدركاً ما معناه أن مسائل (بسيطة) و (غير إستراتيجية) كموضوع النفايات المنزلية المتكدِّسة بالشوارع السكنية والميادين والأسواق هي التي تمثِّل (حاجزاً) يمنع المواطن عن النظر إلى الإنجازات الكبرى السابق ذكرها والتي حتى كتابة هذه السطور لا أعلم كنهها ولا طبيعتها ، غير أني وبالمُطلق والتعميم الذي لا تشوبه شائبه بإذن واحد أحد لن أدع مسئولاً واحداً في نطاق كافة المؤسسات الرسمية المتعلِّق إختصاصها بمسائل خدمية إجتماعية بولاية الخرطوم يتحدث للناس حديث مرور الكرام عن خرافة الإنجازات الخفية ، فهذه الحكومة المكتوفة الأيدي بضيق الإمكانيات المادية والتي إعترف هو شخصياً بأنها تمثِّل عائقاً أساسياً في تنفيذ المشاريع ثم إستمراريتها إذا نُفذِّت ، كيف لها أن تحقِّق إنجازات وجُل ما يُنفق على مخططات ولاية الخرطوم لا يتجاوز الـ 500 مليون جنيه (كما أفاد) ، ولما كانت شماعة الإمكانيات في بلادنا هي المبرِّر المتكرِّرالذي يلازم سوء الأداء والعجز عن إيفاء المؤسسات ومسئوليها بإلتزاماتهم تجاه واجباتهم التي هي حق أصيل لمواطن الولاية ، كان لابد أن يدلُف رئيس المجلس من باب ما أسماه (مصداقية وشفافية) ، إلى الحديث عن فشل مؤسسات الولاية بما فيها المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية في إنزال (إنجازاتها) إلى الواقع الميداني المُعاش بحيث يستطيع المواطن أن يتلمسه ويراه ماثلاً بما لا يدع مجالاً للشك والجدل ، وذلك الفشل لا تتحمله شماعة الإمكانيات المادية وحدها ، إذ يشاطرها في ذلك بقدر كبير أسباباً أخرى نذكر على سبيل المثال منها وليس الحصر ، ضعف الكفاءة المهنية في الموارد البشرية التي تباشر أعمال الخدمة المدنية ، بسبب الفساد الإداري والمحسوبية في التوظيف وسيادة مبدأ التمكين السياسي وما أنتجه قانون الصالح العام من سوءات إدارية وفنية ، بالإضافة إلى سيادة مبدأ عدم المحاسبة على التقصير والتهاون و الخطأ المهني في كافة الوحدات المختصة بالشأن الخدمي لولاية الخرطوم ، فضلاً عن ذلك قِصر عمر الإستراتيجيات والمخططات والبرامج ووأدها المُتكرِّر الناتج عن عدم الإستقرار الإداري والتداول السريع والمستمر للمناصب عبر تفشي منطق (إلغاء ما سبق) والبدأ من جديد ، سيدي رئيس المجلس لن نقبل ومعنا آخرون بتصديق أيي إشارات كلامية عن إنجازات غير مرئية ولا ملموسة ، فمجرد عدم رؤية الناس لها ووقوفهم عليها هو أصدق دليل على أنها غير موجودة إلا في خيال المسئولين أو أنها موجودة ولكنها لا تخدم الناس ولا تلفت أنظارهم فتصبح بذلك مجرد (إهدار) مادي وفكري لا طائل منه ، ثم من المهم لفت إنتباهكم إلى أن أمر النفايات بجميع أصنافها هو (ضرورة) مُلحة لا تسبقها في الأهمية أيي أجندات أخرى ، و ذلك ببساطة لأنها عامل إستراتيجي مهم ومؤثر في مؤشرات الصحة الجسدية والنفسية للمواطن ، والذي أظنكم لا تختلفون معنا في كونه الأداة الأولى التي لا تقبل بديلاً في تحريك عجلة التنمية المُستدامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة