|
غضبة الحليم
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان بطبعه يتمحور في بيئات مختلفة ويظل أحياناً عطوفاً وغيوراً . يتملكه شعور وإحساس بالطمأنينة متى ما كان المناخ سائداً وملائماً لمزاجه وبالعكس ينتابه الملل والكآبة والقلق النفسي والهروب من بعض التصرفات ، وتكمن في جوانحه المرارة والضيم لحظه العاثر . هكذا إرادة الحياة لابد للمرء أن يتمعن دون الإنكفاء والإنقياد لوهن الدهر الذي نحسبه فريسة لأدمية الإنسان في مسار حياته ولما كان الإنعزالية الفردية عاملٌ من عوامل التقوقع والإستكانة لأسباب مجهولة . يعتري الإنسان خواطر شتى يبحث بشغف مآلاته ويقف في مفترق الطرق دون وسيلة لتحقيق غاياته . في ظل المعطيات آنفة الذكر تشوبه محاذير ومخاوف ومؤشرات للواقع ، وإنطلاقاً من هذه السياحة الفكرية مستصحباً المقدمة كنواة لما يجيش من عواطف باقية وقراءة آنية للحال ومستجدات في أروقة ودهاليز الساسة والسياسة وتجنب الإنزلاق في بؤرة العلل المزجاة في كواليس وكوامن الواقع المرير في قوافي الحاضر ولنا أن نتفحص ونشخص مايعوق مسارنا من المحن وفي ظل المجريات في الساحة برزت ردود أفعال مغيبة للآمال ومهبطه لطموحات الإنسان ومقيد في تجواله ، ولما كان مساعيه الدؤوب في الاحتمال بما إعتراه من صدمة وإستفزاز ترك آثاراً سالبه من تلك الوجيعه الدونية والعرقية ودون ذلك من الالفاظ النابية التي تقشعر منه النفوس . إمتص غضبه ولازمه الصمت وهذا كله مداعاة للفرقة والشتات وفي سبيل العزل الغير مبرر والتهويد والسلوك المشين والتعامل المشهود عياناً بياناً مما يعكس أزمة يعصف بالبناء الإجتماعي ويدعو إلى إنهيار القيم والثوابت الذي تربى عليه المجتمع ، لابد من تواصل الأجيال لبناء الثقة بقاعدة متينة مشبعة بالمثل والتقاليد والأواصر الصادقة التي ورثناها من أجدادنا وأبائنا والتنادي بنبذ الجهوية والقبلية ومايعكر صفو الجو والتخلف والتوجه الى أبعاد المظاهر السالبة وأن نتنسم من رئة تصلح لجذب الأنفاس وتدغدغ في إنبعاث المشاعر وتتاح الفرص لتجديد الرؤى والمآلات لغضبة الحليم والا يصبح الفرد آلة صماء لا رأي له ولا مشورة والا يكون نظامه الإجتماعي بحيث تنتفي روح الأخوة وروح الأسرة والا يعمل نظامه الثقافي على تبلد الفكر وركود المعرفة . محمدين محمود دوسة
|
|
|
|
|
|