واليوم الجمعة هو يوم الهرب من السياسة.. *وفي حلفا رأينا يوماً أن نهرب من أجواء الدراسة إلى كسلا.. *فقد كانت أجواءً مكهربة بتظاهرات ضد الحكومة.. *لا سيما مدرستنا الأكاديمية... حيث زميلنا دهب عاشق هتاف (يسقط يسقط).. *فهو كان أكثر لهفةً لها من لهفة صاحبنا ذاك إلى (منقة كسلا).. *أي صاحبنا الذي ذكرنا قصته مرةً... وقلنا إنه أجبرنا على زيارة كسلا يوم جمعة.. *وكانت زيارتنا التي نتحدث عنها هذه يوم جمعة أيضاً.. *ثم شهد هروبنا هذا نفسه قصة عشق (جماعي) غريبة.. *عشق تسببت فيه (نظرة)... أثناء وجودنا بأحد المتنزهات عصراً.. *وفي مصادفة - لا تقل غرابة - اصطخب الفضاء بأغنية (عيونك ديل).. *كانت جديدة آنذاك... ولاقت رواجاً عجيباً بين الشباب.. *وكان الجو مفعماً بالشاعرية مع تغريد الطيور... وحفيف الأشجار... ونسائم الأصيل.. *ولكن الأغنية التي كانت أكثر تعبيراً عن حالنا هي (عيونك كانوا في عيوني).. *وأعني بكلمة حالنا ما نشب بين بعضنا من عراك بسبب ذات النظرة.. *أو بسبب التي عبرت عن حالها إزاءها أغنية (عيونك ديل).. *كانت ترتدي (الساري)؛ ما يعني أنها من الحي الهندي... وتجلس بمعية أهلها.. *وأغلب الظن - كما بدا من شكلها - إنها كانت طالبة بالثانوية العامة.. *أما عيناها سبب المشكلة فقد كانتا أشبه بعيني قطة يافعة... في حالة (دهشة).. *وأصلاً المشكلة حين ظن زميلنا محمد أنها تخصه بنظراتها الحالمة تلك.. *وطفق من ثم يغمغم بوله (عليك ذاتك أمسكي عليك عيونك ديل).. *فأقسم عبده أنه المعني بتلكم النظرات (الهندية)... ولا أحد سواه.. *وانتفض وحيد واقفاً ليدلل على أن النظرات سوف ترتفع مع ارتفاع وجهه.. *ووحيد هذا - بالمناسبة - كان يعشق الممثل الهندي شامي كابور.. *وأصر كل من العاشقين هؤلاء على أن (عيونها كانت في عيونه) هو.. * بيد إنني كنت قد أبصرت ما لم يبصره أصحابي (الواهمون) هؤلاء.. *فاقترحت عليهم - من ثم - اقتراحاً في منتهى البساطة.. *طلبت منهم تغيير مكان جلوسنا إلى آخر غير بعيد... وتبقى النظرات مصوبة نحو (الهدف).. *ولكن النظرات لم تتبعنا حيث ذهبنا... تماماً كما توقعت.. *وإنما كانت مصوبة نحو وجه يحبه وحيد جداً... ولا يمكن أن يفوته فيلم له.. *لقد كان من بني جنسها... ويشبه نجم أفلام الهند شامي كابور.. *وكان يجتهد في تقمص شخصية (الواد التقيل) لممثل آخر هو المصري حسين فهمي.. *وعند رجوعنا (انخرط) المصدومون في التظاهرات بأعنف من السابق.. *أما وحيد فقد (انخرط) في كراهية كابور !!!. طباعة 0 صوت التعليقات : تعليق « إضافة تعليق » اضافة تعليق
اسمك
ايميلك
0 /500 تعليقك 5 + 6 = أدخل الكود اضافة روابط ذات صلة روابط ذات صلة المادة السابقة بكامل الغباء !! المواد المتشابهة المادة التالية جديد المواد جديد المواد بكامل الغباء !! - صلاح الدين عووضة فرعون الجزيرة !! - صلاح الدين عووضة وفشل الانقلاب !! - صلاح الدين عووضة اليتيم !! - صلاح الدين عووضة من غير (بوس) !! - صلاح الدين عووضة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة