|
عيد سعيد
|
السيد الكريم الاستاذ بكرى ابوبكر كل عام وانت بخير يسعدنى ان ازف لكم تهانى العيد السعيد ونسال الله العلى القدير ان يعم السلام ربوع وطننا الحبيب ويهدى قادتناالى الطريق القويم كما تعلم وانت سيد العارفين ان الحرب اللعينة وتداعياتها قد ادت الى هيامنا وتشردنا فى كل اصقاع الدنيا .كاثر جانبى لا يحث به الا من جرب مرارة الغربة وابتلى بهذا المرض العضال .التقيت فى اواخر الشهر الكريم بوفد الحركة الشعبية لتحرير السودان واستمعت للتنوير والردودالدبلوماسية الصادقة التى قام بها الاخ المناضل ياسر عرمان وكان لها الاثر الكبير التعرف على طرح الحركة ورؤيتها نحو ميلاد سودان جديد نحلم به ولا نتوجس اطلاقامن ميلادة ولكن اظن ان هذا الطرح يحتاج الى الية ووسيلة تنقلة الى اهل السودان واننى واثق بان هذا الفهم الوطنى المتقدم سيكون مؤشرا لبروز تيار سياسى قومى تتحول بمقتضاة الحركة الشعبية الى تنظيم سياسى قوى مدنى يعتمد الحجج الموضوعية لتحل محل البندقية التى نتفق بان ظروفا بعينها ادت الى استخدامها .كمااننى اراهن بان الغلبة ستكون فى خاتمة المطاف لهذه الرؤى فى ظل احزاب ضربت حول نفسها اسوارا عجزت عن تخطيها .احزاب نضب معينها وفقدت رشدها واصبحت تدور حول نفسها .احزاب لا تملك غير حجتها القديمة المتجددة .نحنا جبنا الاستقلال .ولكن ثم ماذا بعد الاستقلال .لا اجابة مقنعة .حتى تجاوزتها الاحداث واصبحت مجرد لافتات .فالحزب الذى لا يحس بمعناة جماهيرة ولا يضع اولويات اهل السودان سيتحول فى ظل الوعى والتحولات الخطيرة الى قصص وروايات تعلق فى المكتبات العتيقة واعتقد منطقيا ان من يرفض ان يتطور ويواكب لا اسفا عليه اذا انهزم او اندثر كما ان هاجس الخوف من الانشطار الى كيانين انا شخصيا استبعد ذلك اذا راجع كل منا مواقفة السابقة التى دخلت فيها مجموعة ولاءات لا طائل منها ولا جدوى واذا كنا فعلا نهدف الى اللحاق بركب الامم يجب علينا ان نتخلص اولا من الذهنية التقليدية التى اوقعتنا فى اوحال ومطبات اقعدتنا كثيراعن اللحاق بركب الامم كما ان حالات التيه والهيام فى بلاد الله الواسعة قد جعلتنا نكتشف حقائق اولها ان الركض وراء اوهام مثل الاصرار على اننا عربا اكثر من الاعراب انفسهم.والاصرار على اننا مالكيين اكثر من مالك نفسة امر اضر كثيرا بمصالحنا السياسية لان السياسة لغة ارقام ومصالح لا وجود فيها للعواطف والامانى .كما ان الواقعية تفرض علينا جميعا الاعتراف والاقرار بمبدأ الشراكة فى كل شى انطلاقا من حقوق المواطنة كاساس دون تمييز او محاباة وان نعتمد كلنا اهل السودان بان يكون ولاؤنا للبرنامج السياسى وليس الفرد لان هذا هو المسلك الوحيد الذى يدفع الاحزاب لتطوير برامجها . ونعتقد ان المستقبل امام الحركة الشعبية اذا استطاعت ان تخرج رؤيتها وتعممها الى كل اهل السودان خاصة ان الاحزاب قد اعتمدت على ولاءات سابقة لم يعد لها وجود .الا اذا ارتضت لنفسها ان تتطور وفق رؤى جديدة لا مكان فيها للارث التاريخى والنضالى للاباء والاجداد الذين نجزم ان زمانهم غير زماننا وظروفهم غير ظروفنا.نامل ان نعى جميعنا الدروس السابقة وكما يقال لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ولنا لقاء يحيى العمدة
|
|
|
|
|
|