|
عيدك ياوطن
|
الاربعاء 26 مايو عيدك ياوطن
بسم الله الرحمن الرحيم حسن الطيب / بيرث
مرحبا بالسلام والذي اوقف حرب الجنوب والشمال بعدما اقتنع الطرفان المتحاربان بان البندقيه والسياسه الاحاديه ليست هي الوسيله الافضل في حل ام المشاكل السودانيه والتي تم غرسها ابان الفتره الاستعماريه في وطن بلاهويه . ولو عدنا الي الوراء قليلا وتمعنا في كتب التاريخ نجد ان التكوبن الحالي للسودان تم اثر الغزو التركي عام 1821م وفيما قبل كان يسمي ارض السودان وهي الارض جنوب الصحراء وكان يسكنها قوم ذوو سحنه سوداء ضمت هذه الرقعه الجغرافيه "القاريه" ومنذ القدم ممالك وسلطنات مثل مملكه مروى والنوبه وفيما بعد , الفونج والفور والبجا والدينكا والشلك والزاندى هذا الجمع تم تجميعه قسرا تحت اداره سياسيه واحده تتبع "الحكم التركي في مصر" وفي العام 1899م تم توقيع اتفاقيه الحكم الثنائي حيث اطلقت علي البلاد ولاول مره لفظ "السودان" ورغم عمليه الاسلمه والتعريب فمعظم القبائل السودانيه لم تفقد هويتها الثقافيه وولاءها العرقي والقبلي رغم اسلامها وظل الجنوب منعزلا حتي العام 1948م . وفي العام 1918م بداء الوعي بالذات والهويه لدي المتعلمين الشماليين وتم انشاء ناد وجمعيه للاتحاد السوداني وجاءت ثوره 1924 كاقوى ناتج لهذه الروح التي تجاوزت فيها القبليه والطائفيه والاقليم ومن ثم جاء مؤتمر الخريجين العام 1938م كاول تنظيم شامل تجاوز الانتماء العرقي والقبلي والطائفي مصادما لتيارات زعماء القبائل والطوائف الدينيه والذي تسانده الاداره البريطانيه . وبقيام الجمعيه التاسيسيه في العام 1948م وحتي مرحله الحكم الذاتي تبلورت رؤيه جديده وسط المثقفين الجنوبيين تقوم علي الوعي بذاتيه افريقيه زنجيه رافضه للهويه السودانيه القائمه علي الثقافه العربيه . ومن هذا السرد الموجز البسيط يتضح لنا بان غالبيه المجموعات البشريه السودانيه ظلت بعيده عن هضم هذا الانتماء المزدوج ومازالت تتمسك بهويتها الجهويه والقبليه والدينيه واللغويه الي يومنا هذا , مما ادي لعدم ارساء دعائم الوحده والوفاق والسلام واصبح اتمام عمليه البناء الوطني ضربا من ضروب الخيال . ووضح جليا بعد تجارب عده امتدت لما يقارب نصف قرن من الزمان ندعي فيها الوحده والتماسك والانصهار باننا مازلنا رغم تطور ادوات الانسان المعرفيه نعيش كشعوب وقبائل في تخلف وبدائيه لا يجمع بينها عرق او دين او لغه واحده ولا حظ لها في صناعه التقدم والتحضر والارتقاء بما يليق بمستوي الانسان وكاننا ما خلقنا الا لناكل ونتكاثر ونتقاتل ونموت والعالم من حولنا قام بكسر الحواجز والحدود . وتفاديا لهذا الواقع المرير بعدما طويت صفحه الحرب اللعينه ففي رائي من الاجدي والأنفع ان يؤسس السودان الجديد علي حكومات اقليميه لانه مهما تعددت اوجه الخلاف في داخلها فهي في الوحده اقرب تشرف علي ادائها حكومه اتحاديه تعمل علي حمايه الخصائص الحضاريه والثقافيه للجماعات المختلفه دون تمييز بسبب العنصر او الدين او الثقافه او اللغه وتعمل علي استقلال القضاء وقوميه القوات المسلحه والخدمه العامه ومراعاه التنميه الاقتصاديه المتوازنه والتقسيم العادل للثروه وحمايه حقوق الانسان وتحديد اللغه الرسميه للدوله والهويه وربط ذلك بالسياسات التعليميه والثقافيه والاعلاميه وكل ذلك لن يتم الا عن طريق النظام الديمقراطي القائم علي الانتخابات الحره النزيهه وليس عن طريق ايديولوجيات بعض النخبه الرعناء والتي لم تجن منها الامه السودانيه غير البلاء ا و سياسه "الانا " وهي كالصحراء لانها تذبل كل ما تمسه . واخيرا ارجو ان يكون السادس والعشرين من مايو هو يوم ميلاد (الولايات السودانيه المتحده) والف مبروك للجنوب وعقبال دارفور .
|
|
|
|
|
|