*أسرى الخليفة - الأجانب - أجمعوا على عدة أشياء.. *ولا يمكن أن نكذبهم جميعاً ونصدق (ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية).. *ومن بين الذي أجمعوا عليه أننا شعب قليل الاهتمام بالنظافة.. *حكوا لنا في مذكراتهم كيف أن العاصمة كانت (كوشة) كبيرة.. *وكيف أنك قد تصادف حيوانات نافقة في شوارع رئيسية.. *وكيف أن هذه (الجيف) لا تختفي من هذه الشوارع إلا في الأعياد.. *وليست كل الشوارع...وإنما التي يمر بها موكب الخليفة فقط.. *والاختفاء يتمثل في إلقاء هذه الجثث - والأوساخ- خلف البيوت المطلة على الشوارع.. *يعني معالجات (كسولة) مثل التي نراها إلى يومنا هذا.. *فنحن أشبال تلكم الأسود الضارية التي حدثَّت عنها كرري...أو كما نوثق لأنفسنا.. *ويكفي أن هنالك حملة الآن لتعليمنا غسل أيدينا قبل الطعام.. *والذين أغضبتهم هذه الحملة عليهم النظر إلى أيادي الناس في المناسبات.. *فهي لا تُغسل إلا عقب الفراغ من الطعام...لا قبله.. *بل تُغسل - في ظاهرة غريبة - مثنى وثلاث ورباع.. إلى أن يسأم المنتظرون.. *وإن لم نغير ما بأنفسنا فلا ننتظر أن يأتي التغيير من علٍ.. *لا من معتمد...ولا والٍ...ولا وزير...ولا حتى رئيس لجنة شعبية.. *فهؤلاء منا...وفينا...وبنا.. ويفكرون كما نفكر.. *أو كما كان يفكر أجدادنا - أيام الخليفة - من حيث (فلسفة) النظافة.. *فأولئك كانوا (يلقون) بالأوساخ وراء ظهور المنازل...وخلاص.. *وهؤلاء (يلقونها) وراء ظهور الأحياء.. و(يلقون) برسومها على ظهور الناس.. *أو قد لا (يلقون) إليها بالاً.. خالص.. *كذلك كان حال عاصمتنا بالأمس.....وكذلك هي اليوم بعد أكثر من مئة عام.. *وبين الحالين فترة كانت هي الذهبية لهذه العاصمة.. *كان أمر نظافتها من أولويات الحاكمين (الأجانب)...حتى على الصعيد الشخصي.. *كل شيء كان (يرقش) : الشوارع...المشافي...المطاعم.. *وحتى الباعة في الأسواق كانوا (يرقشون) بأوامر من المفتش الإنجليزي.. *والآن (ترقش) اليرقات في أكوام القمامة...وعظام الجِيف.. *و(ترقش) أجنحة الذباب تحت أشعة الشمس في...منظر (يضر) الناظرين.. *و(ترقش) أيدي الناس بعد الأكل.......لا قبله.. *وتنطلق نفرة تعليمنا نظافة الأيدي - قبل وبعد الأكل - في الألفية الثالثة.. *ولا تزال أمامنا نفرة عدم رمي المخلفات في الشوارع.. *ونفرة عدم حضور صلاة الجماعة حال تناول بصل...أو ثوم ...أو فجل.. *ونفرة عدم بصق (السعوط) من نوافذ المركبات.. *ونفرة عدم دلق ماء (البالوعات) أمام الأبواب...على الشوارع.. *فمن العيب أن يمشي العالم بوجهه إلى الأمام...ونتقهقر نحن إلى الوراء بظهورنا.. *إلى زمان رمي الأوساخ (وراء ظهور) المنازل !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة