|
عودة الصادق المهدي .. إطلاق سراح مريم ،، ورفض استقالة الوالي / جمال السراج
|
بسم الله الرحمن الرحيم بات في حكم المؤكد عودة الصادق المهدي إلى الخرطوم بعد أن تكاثرت وتناثرت الوساطات العربية والغربية والإسلامية منها ودمشقت تحت أجواء عاصقة ورعدا (ممهرب) وسحب سوداء قاتمة قاتلة.. لكن عودته ليست كعودة (دجانقو) وليست كاسم ذلك الفلم الهندي الرائع (الرب يغفر أما أنا فلا) بل عودته في حقيقتها هي كأسر الرومان للمكة زنوبيا ملكة تدمر بعد أن طغت وتجبرت وأوشكت بل قاربت أن تقول أنا ربكم الأعلى إلا أن الله سبحانه وتعالى جعلها أسيرة ذليلة ذليلة برغم أن السلاسل التي قيدت بها كانت من الذهب الخالص في عربة من الذهب المصفى .. وعندما يعود هل ستستقبله كل الأماكن التي تركها من أجل رغبة وشهوة شاذة في اشتياق وشبق كثيف مثل أغنية فنان العرب محمد عبده (الأماكن كلها مشاقة لك) أم ستلفظه من أعماق أعماقها صارخة في وجهه .. أنت خائن والخيانة لا تزدهر.. وهناك سؤال يقبع في أعماق القلب والذاكرة الذكية وهو (ماذا سيفعل به جهاز الأمن والمخبرات الوطني ؟) الذي صبر عليه حتى أشفق الصبر على الجهاز فقال له أنت أصبر الصابرين فاصبر حتى الصبح أليس الصبح بقريب؟.. الصادق المهدي سيعود في جنح (الليل البهيم) والليل البهيم له قص لا تنسى وذلك عندما سأل العالم العلامة النابغة فراج الطيب أباه الشيخ الطيب السراج عن ما هو الليل البهيم؟؟!! حينها قال له أبوه: سأريك الليل البهيم،، وفي ليلة شتوية قارسة تحول فيها أم درمان إلى رذاذ ثلج أبيض بارد أوقظ فيها إبنه فراج وامتطوا فرسه (النعامة) متجهين نحو كرري الخالدة في ليلة لا يرى فيها الفارس عنق فرسه،، وعندما وصلوا هناك مستمتعين بأصوات الذئاب والثعالب وفحيح الأفاعي وتجوال العقارب الصامتة بين صخور كرري وصوت أمواج النيل الهادرة أنزل الوالد إبنه وقال له: هذا هو الليل البهيم يا بني.. ترك الشيخ السراج ابنه فراج بعد أن أمره بالمكوث والاستمتاع بالليل البهيم حتى الصباح ثم العودة (راجلاً) لقصر أباه الأبروفي.. الصادق سيعود إلى الخرطوم بإذن الواحد الأحد وسيتجول ويسوح في شوارع الخرطوم مرتدياً ثوب فرعون الذي لم يلبسه أحداً من العباد وسيعرج على كريمته مريم في سجن التائبات الذي بناه جده المهدي ليسير مزهواً بين نظرات الصغار والكبار واستغراب الديكة (العتاليت) وبين علامات الاستفاهم تخرج لسانها تهكماً أمام الجميع يخرج طفل صغير من بين الحشود مثل ذلك الصبي الليبي الذي أحبه عمر المختار ليأخذ (نضارة) عمر المختار بعد إعدامه وشتان ما بين عمر والصادق إلا أن الصبي الصغير قذف بعمامته نحوه وصاح فيه قائلاً: أستر نفسك فقد ارتديت ثوب فرعون وبحثنا عن أوراق التوت التي استحت منك فهربت.. رفض استقالة الوالي الخضر: الرجرجة والدهماء والغوغاء والضوضاء والسابلة والحمقى والبعاليط والجعبلطات والمخثخثين والمكلكشن والميع وأشباه الرجال الفوارق وهلم جرا من الخزعبلات والخنازر هؤلاء صدموا وماتوا وجنوا عندما رفضت القيادة وأصحاب اتخاذ القرار استقالة الوالي وقالوا له أنت القوي الأمين الطاهر الحكيم فهل يستوي الأعمى والبصير والعاقل والمجنون... إلى حبيبتي.. ما أقساه من شعور عندما تكون عاجز عن الابتعاد وممنوع من الاقتراب ..
|
|
|
|
|
|