|
عودة التيار ..... هي عودة الوعي/صلاح الباشا يكتب من السعودية
|
صلاح الباشا يكتب من السعودية كم كان الألم يعتصر خاصرتنا ونحن نري صحيفة ولدت عملاقة كالتيار والتي اضافت الكثير لحركة الوعي السوداني ، الذي كان يحتاج فعلا الي اقلام جادة لا تعرف ابدا لغة التهاتر والمزايدات القبيحة التي طفحت علي سطح نهر الصحافة السودانية خلال السنوات الاخيرة من عمرها حتي كدنا ان نفقد صوابنا من فرط الطرح المبتذل بشكله الذي ظل يدعو للرثاء ، إن لم يكن يدعو للغثيان ، والذي باتت العديد من وريقات الصحف الباهتة أصلا تفرضه فرضا علي القاريء السودان عند كل صباح وهو الذي يعرف جيدا قيمة الناس والاشياء .
وعندما اطلت ( التيار ) وهي تحترم القاريء السوداني شعبا وسلطة ومعارضة وبين بين ، ظلت تلتزم بشعارها الذي يحترم هذا الشعب النبيل الذي تغني له شاعر الشعب الراحل الضخم محجوب شريف ، وغرد به حادي الشعب وشاديه الموسيقار العملاق محمد وردي ( سيد نفسك مين اسيادك .. يا شعبا لهبك ثوريتك ... تلقي مرادك والفي إيدك) .
كانت فرحة القراء كبيرة وهي تري قبل عدة سنوات صحيفة تتيح الفرصة تلو الفرصة للرأي والرأي المضاد ، وقد جربناها نحن شخصيا حين كتبنا علي صفحاتها العديد من المقالات الساخنة التي احيانا كانت تتقاطع وتعترض علي رأي مستشاري التيار وقادة تحريرها في ذلك الزمان فتحملت حزبيتنا الصارخة ، ما زاد من يقيننا أن هذا الخط التي اخططته التيار هو المنهج الصحيح لخلق صحافة معافاة وخالية من الكثير من الشوائب التي ضربت الصحافة السودانية في مقتل حتي ترك العديد من الناس قراءة الصحف بسبب رتابة الكتابة فيها وموضوعاتها الفطيرة التي تفيض بها .
حتي اطلت التيار من غياهب المجهول تشق عتمة الليل لتصنع من الكلمة هدفاً ومن الرأي الجاد منطلقاً ومن قوة الطرح منهاجاً يفتح آفاق المستقبل كي تتمسك الجماهير بكل مكتسباتها الوطنية التي صنعتها اجيال واجيال في مسيرة العمل الوطني في بلادنا .
والآن تنتظر ذات الجماهير إطلالة التيار بعد تغييب لم يكن له من داع غير التمترس وراء تقديرات كانت كلها خاطئة . وهذا هو الحق يأتي يرفل في ثوب من العزة الذي خاطه قضاؤنا الذي ظللنا نفاخر به عبر حقب طويلة ممتدة .
هنيئاً للتيار بعودتها والذي يمثل عودة الوعي للصحافة السودانية ، وهنيئا لصديقنا الأستاذ المهندس عثمان ميرغني الذي صبر كثيرا حتي انتصر الحق قبل نهاية المطاف ، وهو بلا شك يعتبر إنتصاراً للقيم الرفيعة التي يتميز بها شعبنا برغم الأزمنة الرديئة التي تطل في سماواته من وقت لآخر.
[email protected]
|
|
|
|
|
|