عن وفاة طبيب الهلال وما قبلها بقلم كمال الهِدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2017, 08:11 PM

كمال الهدي
<aكمال الهدي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن وفاة طبيب الهلال وما قبلها بقلم كمال الهِدي

    07:11 PM June, 26 2017

    سودانيز اون لاين
    كمال الهدي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    تأمُلات


    [email protected]
    الناس في بلدي يحتفون بالعاطفة.
    ينصبون لها أكثر من خيمة فرح ويعزفون لها أجمل المقطوعات.
    ولو كان الاحتفاء بالعاطفة يقف عند الارتباط الحقيقي والصادق بأحد الناديين الكبيرين فقط لما قلنا شيئاً.
    لكن المشكلة أن الاحتفاء الزائد بالعاطفة يفتح باباً، بل أبواباً لا تحصى ولا تعد للفساد والإفساد.
    يعني لو بكرة أعلن حرامي بيوت عن تبرعه للهلال أو المريخ بألف دولار، سينسى الناس كل سنواته التي قضاها في ( تليب الحيط).
    وسيذكرون له فقط تبرعه السخي للنادي الجماهيري الكبير.
    وسوف يجعلون منه بطلاً هلالياً أو مريخياً، وربما قومياً لكونه قد دعم ناديه المحبب أثناء مشواره في بطولة قارية.
    لن يذكر له العاطفيون (عمايله) السوداء التي ربما لا تزال مستمرة تحت ستار الليل.
    ولن يسألوا عن ما يخطط للحصول عليه من وراء التبرع للنادي الكبير.
    ما دعاني للمقدمة أعلاه هو ما طالعته وشاهدته من صور نشرها بعض أخوتنا المريخاب لطبيب الهلال الراحل إبراهيم رحمه الله رحمة واسعه وألهم أهله الصبر الجميل.
    بالطبع عندما تم تداول تلك الصورة لم يكن أحدنا يعلم بأن رحلة حياة ( المغفور له بإذن الله) قد قاربت نهايتها.
    ولم يمنعني من التعليق على الأمروقتها سوى الانشغال الزائد الذي حال دون كتاباتي حول أمور شتى إمتلأت بها الساحة في الأيام الفائتة.
    تعامل الكثير من العاطفيين مع الأمر وكأن ما فعله الدكتور إبراهيم شيئاً خارقاً، ناسين الـ (Hippocratic oath)، أي قسم أبو الطب ( أبوقراط) الذي يؤديه طلاب الطب عند تخرجهم.
    يعني ما فعله الدكتور إبراهيم تجاه لاعب المريخ كونلي كان عملاً مهنياً لا علاقة له باللونين اللذين كثيراً ما خلطا علينا أموراً واضحة وضوح الشمس.
    ومثل هذه النظرة تؤكد مدى تعصب الكثير من جماهير الكرة.
    فالقصة كرة قدم وليس حرباً.
    وحتى لو كان الدكتور إبراهيم يرافق جيشاً يحارب خصماً شرساً، وكان كونيلي واحداً من أسرى جيش العدو واحتاج لعملية انقاذ حياة سريعة لما تردد الدكتور إبراهيم ( رحمه الله) أو أي دكتور آخر في تقديم العناية الطبية اللازمة للأسير.
    وإن كنا ننشد الروح الرياضية الجميلة ونبذ التعصب فلنبحث عن ذلك في أمور أخرى.
    طبعاً ما تقدم لا ينفي صفة الإنسانية عن الطبيب إبراهيم الذي لاقى ربه بعد مباراة الهلال أمام النجم الساحلي مباشرة.
    بل على العكس تؤكد واقعة انقاذ حياة لاعب المريخ كونلي هذه الإنسانية تماماً، رغم أن الراحل كان يؤدي عمله.
    صحيح أنه لم يكن معنياً بالمريخ وقتها، وأن أوجب واجباته في تلك اللحظات تعلقت بلاعبي الهلال باعتبار أنه طبيب النادي الأزرق، لكن المهنة تغلب على الإنتماء.
    وطالما أنه امتلك معلومة طبية كان يدرك أنها ستساهم في انقاذ حياة شخص يوشك على الوفاة، فالطبيعي هو أن يسارع بتطبيقها على أرض الواقع بتقديم الخدمة بالطريقة التي رآها.
    حالة معالجة كونلي لا تقبل العاطفة، مثلما تسد الطريق تماماً أمام التأويلات والظنون والتكهنات.
    ذلك لكون العلاقة بين العبد وربه لا يعلم بها سوى فاطر السموات والأرض.
    لذلك لا أتفق مع من خالف الأخ محمد عبد الماجد في أحد مقالاته بالقول أن من يتوفاه الله داخل مسارح الغناء أو التمثيل أو ملاعب الكرة يكون عرضة لسوء الخاتمة.
    ولو كان الطبيب الراحل يحضر حفلاً غنائياً أنقذ خلاله حياة إنسان لربما جازاه ربه بذلك العمل.
    فمعلوم أن إنقاذ حياة البشر – غض النظر عن إنتماءاتهم أو حتى دياناتهم عمل عظيم يؤجر عليه صاحبه.
    وماذا كان سيقول من اعتقد خطأَ أن الموت في ملاعب الكرة يعني سوء الخاتمة لو أن الدكتور إبراهيم توفي بعد انقاذ حياة كونلي مباشرة؟!
    ويجب ألا ننسى أن قيام الدكتور بمعالجة لاعبي الهلال محمد موسى والسمؤال قبل وفاته بدقائق معدودة كان عملاً جميلاً يضاف لميزان حسناته.
    الرجل كان يؤدي وظيفة يقتات منها عندما داهمته الذبحة الصدرية التي أؤدت بحياته خلال دقائق قصيرة.
    وبما أن مهنته من المهن الجليلة، فإننا لا نزكيه عند خالقه، لكننا نسأله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويثبته عند سؤال الملكين ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويسكنه الفردوس الأعلى.
    ولا يجدر بنا اطلاقاً أن نضعه في مكانة مغنِ صعد المسرح ليقدم فواصل من الغناء فوافته المنية.
    فهو دخل لملعب كرة قدم لكي يقدم العلاج لمن يحتاجه من اللاعبين.
    وشتان ما بين هذا وذاك.
    صحيح أن حديث عن التضحيات والإيثار لم يكن دقيقاً في نظري على الأقل.
    فمثل هذا الحديث ليس مكانه الناديين الكبيرين.
    وإن عز علينا في سودان اليوم أن نجد من يضحون من أجل الوطن، فمن الصعب جداً أن نتحدث عن تضحيات من أجل الهلال والمريخ.
    العكس هو الصحيح هنا.
    الناديان الكبيران صارا مرتعاً خصباً لكل من يسعون للتكسب.
    فاللاعب يحصل فيهما على أجر عالِ.
    والمدرب يحصد الملايين من تدريب أحدهما.
    والإداري يكسب الصيت والشهرة ويكنز الأموال من وراء عمله في أحدهما.
    والكثير من الصحفيين يدرون دخلاً مقدراً من الكتابة عنهما.
    وحتى بعض المشجعين صاروا يكسبون المال من وراء تشجيع أحد الناديين.
    ربما صح حديث ود عبد الماجد عن التضحيات في أوقات سابقة كان اللاعبون فيها يركضون ويسكبون العرق بشعار أحد الناديين دون أن ينالوا مليماً.
    أما اليوم فلا مجال لمثل هذا الحديث.
    لكن ذلك لا يقدح في عمل رجل مثل الدكتور إبراهيم.
    وحتى لو فتح له عمله في النادي أبواب الشهرة، فسوف تشفع له آخر مهامه التي قدمها قبل أن يرحل عن الفانية لكونه كان طبيباً يداوي.
    يبقى الدرس المهم من وفاة الدكتور إبراهيم السريعة هو أن نفهم جميعاً أن الحياة قصيرة، وأن النهاية قادمة لا محالة.
    ولكي نتجهز لهذه النهاية غير المعلوم موعدها علينا أن نخلص فيما نقوم به، ونكف عن المهاترات وننبذ التعصب، لا أن نتعامل مع حالات استثنائية في مياديننا لنجعل منها نماذج للتأخي وكأن الناديين في حرب.
    ففي ذلك اليوم لن تنفعنا أموالاً نكون قد اكتنزناها ولا صيتاً اكتسبناه.
    وثمة أسئلة بالغة الأهمية لابد من الوقوف عندها بتأنِ.
    أول هذه الأسئلة هو لماذا تأخر مسعفو الراحل في تقديم العون الطبي الذي احتاجه، رغم أنه كان يطلب منهم أن يدخلونه الانعاش سريعاً؟
    وما هو دور سيارات الإسعاف المنتظرة دائماً في ملاعبنا إن لم تكن مجهزة بالقدر الذي يمكنها من تقديم الإسعافات السريعة ريثما يتم إيصال المصاب أو المريض لأقرب مستشفى؟
    هل يجوز أن تكون سيارة الإسعاف مجرد مركبة يحملون فيها المصاب إلى المستشفى دون أن يجد أبسط الإسعافات الأولية السريعة بداخلها؟
    ما لم يتم تطوير سيارات الإسعاف وتجهيزها بكل ما يجب ليس هناك أدنى معنىً لوقوفها في الملاعب، لأن عملية التوصيل يمكن أن تتم بأي عربة عادية.
    أما سيارة الإسعاف فيجب أن تحتوى على كل ما يحتاجه المصاب أو المريض في اللحظات الحرجة.
    حسب معلومة وردتني من صديق سبق أن أصيب بذبحة أن مريض الذبحة يمكن أن تتوفر له حبة سريعة تخفف من وطأة الحالة إلى حين تقديم العناية الطبية الأوسع.
    فهل عزت تلك الحبة الصغيرة؟!
    أعيدوا النظر في حافلاتكم التي تسمونها مجازاً بسيارات إسعاف وكفاكم استهتاراً بحياة البشر.
    وكل عام والجميع بخير وعافية وعيد سعيد نسأل الله أن يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركات.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de