عن قطع الطريق الصائم ليفطر: وأندى العالمين بطون راح بقلم عبد الله على إبراهيم

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 06:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-04-2017, 11:16 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن قطع الطريق الصائم ليفطر: وأندى العالمين بطون راح بقلم عبد الله على إبراهيم

    11:16 PM June, 05 2017

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    يتحدث الناس بطرب هذه الأيام عن جماعات القرويين التي "تربط" الشارع قبيل مغيب الشمس لتحمل راكبي السيارات حملاً للتوقف وتحليل الصيام على موائدهم المصفوفة على قارعة الطريق. وهذا تقى كبير يطلب به المرابطون الأجر. ولكنه جزء من ثقافة الطعام السودانية العربية الإسلامية العامة. وهي ثقافة لم تحظ منا بنظر اجتماعي حصيف. وهي مع ذلك أول ما يذكره لك الأجانب من ذوي النيات الحسنة عن هؤلاء السودانيين. لقد سحرهم منا هذه الأريحية بالطعام أو المعروض. ونحن نقول عدم العروض (أي دعوة المرء إلى طعامك) جفاء. بل لربما ظنوا بنا البله والسفه حين نتبرع بدفع ما أكله الواحد منهم أو شرب في مطعم أو بوفيه. والحق أنه سفه كبير. وله مصطلح عربي نصفه به. فمن يصرف المال هكذا بلا نظر في العواقب هو عندنا "متلاف". وليس هذا ذماً بل مدحاً كبيراً. ولنذكر الأغنية الشعبية التي يؤديها سيد خليفة "المال ما بهمو إن كتر وإن راح".
    يصف مصطلحنا الشعبي ما يقوم به فضلاء القري هذه الأيام من جبر لصائمي الطرق القومية ب"عوج الدرب". وهذا ما يوصف به الرجل المقصود بالضيوف من كل حدب وصوب. فما يبلغ المسافر جهته حتى يعرج عليه يصيب طعاماً وشراباً وأمناً قبل متابعة السير. وقد قام فضلاء القرى دائماً بهذا النبل تجاه المسافرين. وقد هزتني مكرمة قرية العبيدية، الواقعة إلى شمال مدينة بربر، التي استضافت قطاراً بحاله خلال وقوفه بمحطتهم خريف عام 1988 الذي أحدق فيه الماء بالسودان حتى كاد يغرقه. وكتبت عنها في بابي "ومع ذلك" بجريدة الخرطوم. وليس ينجح في امتحان هذه الأريحية كل أحد. فقد سقط أهل محطة الشريك مرة في استضافة قطر توقف لأيام عند بلدتهم. بل زادوا الطين بلة بالمغالاة في أسعار المشروب والمطعوم. وقد سار الشعر الشعبي بخبر خيبتهم هذه. وكان لبعضهم تفسيرات "عرقية" لسقوط أهل الشريك في هذا الإمتحان السوداني السهل.
    وقد عرف حتى الصوفية أن الطعام هو سبيلهم إلى أفئدة الناس. فقال أحدهم "لو ما عجيني، أي طعامي، منو البجيني". وقيل لصوفي ما الشيء يقوم به الإنسان فيٌرضي الرب ويدخل به الجنان. فقال: الكسرة. وسئل عن الشيء الآخر الذي يماثل الكسرة في الجزاء. فقال الكسرة. وسئل ثالثة عن الأمر فقال الكسرة. وطلب من السائل أن يكف عن السؤال. فالكسرة هي الإجابة الصحيحة أبداً.
    قرأت أن الفيلسوف الألماني نيتشه قال إن العرب أمة كلاسيكية. ولم أقع على نصه بعد. وكلاسيكية هنا تعني القِدم في معنى العتق لا معنى بلوغ أرذل العمر. والأمة الكلاسيكية هي التي تلتزم بالأصول كما يلتزم متحدث اللغة بالنحو لا يلحن أبداً. وأضرب لذلك مثلاً بفكاهة راجت عن الصعايدة العرب. فقد قيل إنه التقي صعيديان أمام باب عربة قاطرة سريعة لا تقف إلا لوقت قصير جداً في المحطة المخصوصة. وأخذ كل من الصعيديين يعزم الآخر ليتقدمه إلى باب العربة من باب الدماثة. وظلا على حالهما هذا حتى غادر القطار المحطة. وحينما نبهمهما منبه إلى ترك القطار لهما على قارعة الطريق وهما في طقس العزومة قال أحدهم: "يفوت القطار ولا تفوت الأصول". وتكشف النادرة عن مدى التضحية التي قد يبذلها الأصولي عن طيب خاطر للحفاظ على الأصول.
    أعتقد في نفسي بأني حسن الإطلاع على ثقافة الغرب ربما بما هو أكثر من ثقافة العرب. ولا أذكر مع ذلك أن الغرب يحتفي بالسخاء احتفاء العرب به. لا أجد مثلاً في ثقافة الغرب مقابلاً لحاتم الطائي في الشهرة بالجود. كما لا أجد عناية بحاتم المضاد أو البخيل في أدب الغرب بينما يقف كتاب الجاحظ عن البخلاء تاجاً على رأس النثر العربي. ولا تجد في الإنجليزية، وأنا عرضة للتصويب بالطبع، ترجمة دقيقة لعبارة "نار القرى" التي كان يشعلها فريق البادية العربية ليهتدي بها المسافر الموحش إليه لكي ينعم بينهم بموضع للراحة والطعام الهنيء والأنس. ولا أعرف ثقافة مثل العربية تعمقت علم وظائف (فيزولوجيا) الكرم مثل العرب. فتأمل قول شاعرهم يمدح أميراً فياض الكرم: "وأندى العالمين بطون راح". فقد صور بطن يد الأمير طلية بالندى من فرط فضلها على الناس. بل أنظر كيف تماثل "الندي" عند العرب قطر الماء مما تراه صباحاً على أوراق الزهر وقطر الجود يزهر على باطن الكف.
    قضيت شطراً من تدريبي الأكاديمي أدرس علم اجتماع الأريحية أي الفضل أي الكرم. وقد ساقني إلى هذه الدراسة افتتاني بظاهرة دوواين شعب الرباطاب المبذولة لقرى الأضياف. وكنت من زبائن هذه الدواوين. فقد أكرم وفادتي السيد كرز بديوانه في كرقس عام 1966. وتمتعت بفيض كرم السيد خضر على مصطفي بديوانه عام 1984. وكتبت عن ظاهرة الديوان الرباطابي في سياق علم اجتماع الفضل والإحسان. ووجدت أن أفضل الكتابات في هذا العلم هو الذي كتب عن عرب أو مستعربين. وأشهر هذه الكتابات ما خطه بيير بوردو، الأنثربولجي الفرنسي، صاحب كتاب علم اجتماع الممارسة الذي درس فيه أحد شعوب البربر أو الأمازيغ في شمال أفريقيا. وقد فض في كتابه هذا نزاعاً أكاديمياً قديماً في علم اجتماع الكرم. ودار هذا النزاع حول عما إذا كان الكرم للكرم أم أنه حيلة أخرى للصيت أو انتظار المقابل برد الجميل. وقد نسيت تفاصيل حجة بوردو الطريفة. ولكني أذكر أنه استقدم لدائرة البحث ولأول مرة مفهوم أن الكرم هو "رأسمال رمزي". ولا أريد الخوض بأكثر من هذا في المسألة. فما جيئتها إلا لأقول إن علم الكرم علم عربي شبه خالص.
    أكثرنا في الصفوة من المصروعين بالغرب. وقد تربينا على استعظام الغرب واعتنقنا عقيدة أن الثقافة غربية من حد شكسبير إلى تخوم ماركس. ولهذه الصفوة جراءة وقحة تستحقر بها أهلها فتزعم أنهم بدائيون خلا وفاضهم من الثقافة. ولم أر مثل ثقافة العرب السودانيين المسلمين نبلاً ودقة وأصولية في تعاطي الطعام. فهو مبذول. يلاقيك البدو رعاة الشاة باللبن ملبين شفرة الثقافة في الجود وداعين: "بيضاء، بيضاء". ومن زرع منا قال إنني غفرت لمن يصيب منه غاشياً وماشياً. ولهم قاموس كامل في "التخسيم" حضاً ليستزيد الآكل ورفعاً للحرج. ويقع هذا خاصة بين النساء: الرسول يعرض لك. ما تعرضيني بالرسول. أها عزيتو. ولهم فن في تحريك مطايب الطعام مما جاور العظم نحو الضيف. ولهم في ذلك توقيت وإيقاع. بل علمت أن الوظيفة من البدء بالمرارة في إكرام الضيف أن يعلم أن خروفاً طازجاً قد نٌحر من أجله. فلو جاءه الطعام مطبوخاً لحار دليله. وتحف بالمائدة أعراف دقيقة في ضبط الشهية ولجمها. فالواحد منا يحذر أن يبدو شرفاناً أو غلياناً أو جحماناً إذا أفرط في عض اللحم وقرش العظام. بل هناك من يأكل قبل أن يلبي الدعوة لمأدبة حتى لا "يشرف أو يغلى أو يجحم" فيعيب. وعرب السودان يرون في الضيافة مخاطرة واجبة. فالجود فيها بالموجود وليس قطعاً في الجلود. وعيب الزاد ولا عيب سيدو. وأكثر تحد يواجهه الرجل في ثقافة الضيافة هو أن يكرم "ضيف الهجوع" الذي يأتيك على حين غرة بعد خلود الناس للنوم. وكان الناس إذا أرادوا غرضاً من رجل رفضوا تناول ما يعرضه عليهم من طعام حتى يقضي ذلك الغرض. حكى لي رفيقنا عبد الله محي الدين عن يوم أضرب فيه ضيوف للعمدة السرور السافلاوي، عمدة عطبرة، عن الطعام حتى يرد لهم مظلمة. وفعل العمدة.
    هذه ثقافة لا أول لها ولا آخر. ولكن ما ذٌكرت ثقافة الطعام حتى ضربنا بفرنسا المثل وتفانينا في ذلك.



    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 04 يونيو 2017

    اخبار و بيانات

  • وسط حضور نوعي وكبير بحر إدريس أبو قردة يواجه أسئلة ساخنة في خيمة الصحفيين
  • بيان حزب الأمة القومي حول بيان دول الترويكا
  • مولانا محمد الحسن الميرغني بخيمة الصحفيين
  • امال جبرالله:الكوليرا تهددنا والشعب السوداني معنا في محاربتها المرض
  • بيان من حزب الأمة القومي حول انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة باريس في أمر سلامة البيئة
  • منظمة لا للإرهاب تشجب إعتداء جسر لندن


اراء و مقالات

  • رؤية حركة العدل والمساواة للتعليم العالى إعداد أمانة التعليم العالى والبحث العلمى 2-13 بقلم موسى ال
  • الإسهالات المائية والصحة الولائية بقلم عمرالشريف
  • كانت حقائق وليست فبركة يا عرمان بقلم محمود الحاج يوسف
  • اتحادات ذوي الإعاقة تعيق منسوبيها بقلم جعفر خضر
  • لماذا الصبر على عجرفة مصر؟ بقلم مصعب المشرّف
  • المثقف الحر هو دوما خارج قبضة الطغاة. بقلم الطيب الزين
  • سيلان الدم الجنوبي علي أيدي المصريين بقلم عبير المجمر (سويكت)
  • عندما تصرُّ قناة (النيل الأزرق)!! بقلم د. عارف الركابي
  • المجنون .. والخنجر.. ونحن بقلم إسحق فضل الله
  • لاتظلموا النيل ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • زمن شُكر الله..! بقلم عبد الله الشيخ
  • في انتظار وزير العدل..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • الخيال.. ورمضان !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أيهم أقوى حجة.. أبو بكر حامد وجاموس أم جبريل ومناوي؟! (1) بقلم الطيب مصطفى
  • الإصلاحات القانونية المطلوبة لتفعيل دورالمحامي في الإجراءات التي تسبق المحاكمة بقلم نبيل أديب عبدا

    المنبر العام

  • دعوى قضائية لتغيير مواعيد صلاتي المغرب والفجر
  • بالصور ...الجالية بالاسكندرية تشارك فريق هلال شيكان فرحة الانتصار
  • كوليرا أم إسهالات؟ “إنكار وباء معلن”
  • الرسول عبدالرؤوف يصلي
  • هاتف القصر 249183770621 اتصل يا" السيسي" بهذا الرقم واسمع الرساله
  • هل البشير "جره واطي" لمصر زيارة غندور "سمعا وطاعه للسيسي "
  • يا سلااااااااااام عليك يا هولندا
  • غندور في القاهرة: السودان لن يتراجع عن اتهامه لمصر بدعم المتمردين ولن يتراجع عن الحظر
  • السودان يعرض على مصر تشكيل قوة لتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب
  • مقاتلو التحرير والعدالة يشرعون فى مقاضاة التجاني السيسى
  • مبروك حاوية مخدرات
  • محاضرة صوتية :.....الوطن.....
  • بلدوزر الهلال محمد موسى..يقوده للتعادل خارج الديار..فيديو.
  • على جمهور المريخ لملمة جراح الهزيمة في موزمبيق لرد الدين للنجم الساحلي
  • كبار القادة العسكريين للحركات المسلحة الذين تم قتلهم وأسرهم في المعارك الأخيرة ..























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de