دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: عن الصراعات القبلية: الأرض حاكورة الدولة!..../بقلم: بلّة البكري (Re: بَلّة البكري)
|
وادناه تعليق آخر، كتب بعد الأحداث الأخيرة له صلة بالوضع ارسله كاتبه (المهندس عبدالله عبد الرحمن تكس) لي، بعد قراءته لمقالي فرأيت ايراده كوجهة نظر هامة تسلط الضوء على جوانب أخرى من الصراع لم اتطرق لها فيما كتبت وتلقى مزيدا من الضوء على تقاطعات التدخل في المنطقة واثره المدمر. وتأتي أهميه هذا المقال من كون كاتبه مثله مثل د. الوليد مادبو (كاتب التعليق الأول) ايضا ينحدر اصلا من ولاية شرق دارفور وله بها وبشئونها اواصر ومعرفة لصيقة لا تتوفر لمن هم مثلي ممن ليسوا من أهل تلك المنطقة اصلا. فقد جاء ذكر مجموعات قبلية أخرى ( البرتى، الدينكا، التنجر، التاما والبرقو) متأثرة بهذا الصراع ايضا . كما يلقي التعليق الضوء على صراع آخر بدأت تظهر بوادره في حدود المنطقة مع دار حمر. ----------------------------------------------------------------------- ((غزّه الاخرى المنسيه عزيزى القارئ هى تلك البقعه او ذلك الشريط المعروف تاريخيا بجكا والذى يتعرض لهجمات متواصله منذ عام ونيف يطلق عليها اعلامنا الصراع بين المعاليا والرزيقات . وقد عرفت هذه الهجمات بانها الاقدم كصراع قبلى بدأ فى عام 1965 اى بعد اقل من تسعه اعوام من رفع علم الاستقلال و دخول الحكم الوطنى الى تاريخنا. وظل هكذا بلا دواء او حسم يخبو حينا ويشتعل حينا اخر اشد ضراوه الى يومنا هذا الذى وصل فيه الى مانتمنى ان يكون حده الاقصى . ظل المواطنون من قبائل المعاليا، البرتى، الدينكا، التنجر، التاما والبرقو فى هذه الارض يتعرضون لهجمات متكرره خلفت المئات من الرجال والنساء والاطفال المدنيين العزل فى ديارهم فى ظاهره عقاب جماعى لا يرضاه دين ولا عرف ولا دستور . وقد شهدت هذه الظاهره تطورا كميا ونوعيا لا يوازيه الا الاهمال واللا مبالاه من طرف الحكومه والمجتمع الدولى .
هل نسكت عن هذا الذى يجرى امامنا ونتوارى ونمتنع حتى ان نتواصى بالحق والصبر وننتظر حتى يباد هؤلاء المواطنين الابرياء؟ وهل يشبه هذا مايجرى للفسلطنيين فى قطاع غزه؟ اقول ان الفرق ان هؤلاء يبادون باسلحة اخوتهم فى الدين والعقيده والجوار والوطنيه وربما المصاهره والعيش الطويل المشترك. لكن القتل هو القتل والاباده هى الاباده والضحايا من الاطفال والنساء هم هم. انه استهداف المدنيين شاملا النساء والاطفال فى الحالتين .
يقتل الفلسطنيين بسبب معتقدات دينيه وصراع مقدس حول الارض هى ارض الميعاد المذكوره فى التوراه كما يعتقد اليهود، ويقتل مواطنون مدنيون هنا بدعوى صراع شبه مقدس بسبب ضعف الدوله هناك حول الحاكوره ويرفع الطرفان فى الحالتين خرائط يؤمنون بها ويقدسونها امام العالم ويسعون لترسيمها بابادة طرف اخر . وغنى عن القول ان طرفان فى هاتين المعادلتين يدخلان معارك غير متكافئه فى العده والعتاد لظروف يعلمها القاصى والدانى تتعلق بموازين القوى العالميه مره و بصراع الحكومه مع اطراف اخرى فى حالتنا هذه. هل تمنع الاغاثه ويقابل طرفان فى المعادلتين ظروفا انسانيه قاسيه؟ بكل التأكيد نعم فالمعروف ان افراد قبيلة المعاليا ومن يعيش معهم ممنوعون من دخول مدينة الضعين وقد تم فى العام الماضى طردهم وخطفهم فى بادره هى الاولى فى رئاسة ولاية من ولايات السودان . ومعروف ايضا ان مفوضية العون الانسانى الاتحاديه لاتتعامل مع التقارير التى تصف الحاله الانسانيه الا بعد اعتمادها من رئاسة الولايه .واى ولايه؟ انها ذات الولايه التى تميز القبائل وتحرق المنازل وتقتلع حتى اشجارها . لقد اصبحت هذه الوضعيه لاتقصر الظل الادارى بل تعدمه وتصب عليه نيران الاسلحه الفتاكه صبا لتزيد بذلك درجة الحراره وتحرق الحرث والنسل، اذ اصبح هؤلاء المواطنون بين عشية وضحاها بلا ولايه ولا ظل وهم يشتوون فى هجير الاهمال وانعدام الحقوق الدستوريه والانسانيه.
يحاصر جزء من مواطنى هذا البلد الطيب صراع اخر فى حدودهم مع ولاية شمال كردفان بسبب النفط وانعدام هيبة الدوله . ويحق لنا ان نتساءل اين حدود اقليم كردفان مع اقليم دارفور والتى رسمها الانجليز منذ زمان الاستعمار ؟ ولماذا ينفجر صراع اخر مع قبيلة الحمر فى هذا التوقيت ؟ بينما عرفت هذه الجبهه بالهدوء والتعايش طوال الفتره الماضيه . الاجابه عندى انه النفط والتعويضات الفرديه وربما خصوصية اقليم دارفور وتعقيداتها الراهنه , اذ انه الاقليم الذى يشهد صراعا مسلحا مع حركات مسلحه وتحكمه مواثيق دوليه تحرسها قوه من الامم المتحده والاتحاد الافريقى وما حواه اتفاق الدوحه المعروف من تفاصيل طويله عن الموارد وقسمتها.
اذاً لا توجد هنالك ممرات امنه لتوصيل الاغاثه ولا يسهل اخلاء الجرحى, ولم يبق الا حفر الانفاق لتوصيل المواد الغذائيه وتوصيل انعام ومحصولات الاهالى الزراعيه الى الاسواق حتى يتطابق الحال.ولن يتطابق ابدا اذ يمتاز اولئك ببنى تحتيه افضل وترحمهم الجغرافيا .وحتى تكتمل المطابقه فى الحالتين عزيزى القارئ فما عليك الا ان تنظر فى انفعال المجتمعات حول الحالتين واحساسهما بمعاناة اخوانهم فى الانسانيه والدين فى معادله بل فى الوطن فى المعادله الاخرى. امل ان تكون هذه المعارك هى الاخيره وان يتواضع الطرفان الى حل نهائى وان تراعى دولتنا حقوق هؤلاء المواطنين المغلوبين الدستوريه ومسئوليتها امام الله . ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم.)) م. عبدالله عبدالرحمن (تَكَس)
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|