|
عندما كان الرجال رجالا .... التحية للمؤرخ ابو شوك
|
طلب مني الاستاذ المورخ ابو شوك ان اكتب عن مولانا محمد يوسف مضوي . لانني تطرقت له عدة مرات . ولقد استعنت برفيق دربه مولانا محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله ، والابن حاتم محمد يوسف مضوي . لهما كل الشكر . الجزء الاول هو تجربتي الخاصة مع هذا الرجل العظيم . والجزء الثاني هو ما يخص المورخ ابو شوك .
في السبعينات كان كثير من المبعوثين يأتون الي اسكندنافية . ولكن بعد سيطرة الكيزان علي نظام نميري صار كل المبعوثين من الكيزان . وبالرغم من اختلافنا مع الكيزان ، كنا نتعامل مع الجميع من منطلق كلنا سودانيون . وكان مكتبي علي رأٍس القنصلية البريطانية مفتوحا للجميع .
كنا نسعد عندما نستطيع ان نقدم خدمة لاي انسان . واحتاج احد الاطباء المبعوثين لشقة لان زوجته كانت تتوقع مولودا سعيدا . ونجحنا في توفير شقة جميلة ومفروشة وبسعر مناسب . ولكن اجتماعياتنا لم تتطور اكثر من المقابلات العرضية . لانه كان عضوا في تنظيم الاخوان المسلمين . ولهم طريقة حياة غير منفتحة . وعرفتا انه زوج ابنة الاخ المسلم محمد مضوي . واحترمنا خصوصيتهم . ولم نفرض انفسنا عليهم .
وفي يوم السبت 13 ديسمبر 1986 رافقت الجراح معاز الخليفة الي الخرطوم بمناسبة زواجه . وكان يصحبني محامي الشركة وصديقي السويدي بيرتل لياندر . وطلب منا الدكتور ان نرافق والدة زوجته وابنه الذي لم يزد عمره عن بضعة شهور الي السودان . وتأخرت الطائرة في القاهرة . واظن انني ابليت جيدا في الاهتمام بالرضيع لتمرسي المميز والطويل الامد . فاتي جد الرضيع لشكري . وكان رجلا سهلا متواضعا ن يتحدث هامسا .
وبدون مقدمات يحضر القاضي وظابط بلدي امدرمان ورافض وظيفة الوزير محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله . وتغير الجو مباشرة . واكتشفت غلطي فالذي يجلس في مكتبي في شارع واحد لم يكن سوي البطل مولانا محمد يوسف مضوي الرجل الذي رفض كل مغريات نميري ورفض ان يكون رئيس برلمانه . بالرغم من ان رئيس قضاء نميري كان قريب مولانا . وخابت كل مساعيه ، وآخرين في اقناعة بقبول المنصب الضخم . هؤلاء كانوا رجالا. عندما كان المصنع لا يزال يعمل وحواء السودانية تلد . وترددت علي دارهم عدة مرات في شارع تلاتة في الامتداد . وكنت اقابل الاخت الحاجة ليلي واطمئنها علي ابنتها في السويد . وكان ابنها يحضر مع ابيه لمكتبنا وكان بالغ التهذيب . ولا يزال الي اليوم يقوم بزيارة صديق والده محمد صالح في منزله في امدرمان . هذا في وقت يهمل فية الابناء زيارة اهلهم . انه غرس ذالك البطل مولانا محمد يوسف مضوي . والابن حاتم بروفسر في الطب في جامعة الخرطوم . وفي هذا الزمن الذي يتفرعن فية من لم يفك الخط ، يواصل اصالة وتواضع والده. وله الشكر لتزويدي بسيرة والده طيب الله ثراه .
مولانا محمد صالح وملانا محمد يوسف ارتبطا بصداقة حقيقية من ايام الدراسة . وقادا الاضراب الشهير في الاربعينات . ولم يتنازلا وتنازلت السلطة . والسلطة البريطانية التي حاربناها وشتمناها كانت اكثر معقولية من السلطة الوطنية .
مولانا محمد صالح كان يحكي لي عادة عن صديقه محمد يوسف مضوي واتقانه للقانون وكانت حيثياته باللغة الانجليزية تثير اعجاب البريطانيين . لانها تحوي اقتباسات من الادب الانجليزي العميق واشعار شكسبير وكبار الشعراء . وكان قانونيا متمكننا . ويسيطر علي محكمته سيطرة تامة .
اشتهر مولانا بانه القاضي الذي حكم علي امرأة بالاعدام . وكان الانجليز عادة لا يحكمون بالاعدام ويتجنبون الاعدام كل ما كان ذالك ممكنا . ولم يكن يحكمون علي النساء بالاعدام . ولكن المرأة التي حكم عليها مولانا كانت قد ارتكبت جريمة بشعة . فلقد وضعت طفل ضرتها في الفندك الكبير وقامت بفندكته . بعد ان تخلصت من زوجها وزوجته . وكان الامر يحتاح الي حسم والا لما ارتدع آ خرون .
اظن ان المرأة كان اسمها فاطمة . وحدث في الابيض قديما ان المحكمة قد حكمت علي سجين بالاعدام . وكان الاعدام يحث في فترة اسبوعين لكي لا يتعذب السجين . ولكن العمدة الزين الذي كان يشارك في المحكمة الكبري ترك الابيض الي جهة غير معلومة ، قبل التوقيع . والبريطانيون كانوا يحترمون السودانيين جدا ، ويشركونهم في تسيير البلاد . وتأكيد حكم الاعدام كان يحتاج لموافقة الخرطوم .
اتي الرد من الخرطوم قائلا . ان السجين قد تعذب بما فيه الكفاية بسبب انتظارة . وسيأتي الحكم قريبا ، ولن يكن الاعدام . وظابط السجن في كوبر وقف امام مامور سجن كوبر ومنعه من اعاد شنق سجين للمرة الثالثة لان العملية قد فشلت والسجين قد تعذب بما فيه الكفاية . وسجين آخر حضر علي جمله وسلم مدير السجن خطابا يحوي امرا باعدام حامله لعدم وجود مشنقة في بلدة . وحامل الخطاب عالم بمحتوي الخطاب . فاعجب مدير السجن بالرجل الشجاع وكتب مدافعا ومسترحما . وتغير الحكم الي السجن .
في كتاب حكايات كنتربري السودانية ، كان احد المساجين يرافق مهندس المساحة لوضع الحدود في المزارع . والمسجون كان قد قتل رجلا تغول علي ارضه . وكانت السياسة ان يحس المهندس عن طريق مرافقة السجين ، باهمية عمله في ارساء السلام والبعد عن الاقتتال بسبب الارض لعدم وجود الحدود الواضحة .
عندما كان مولانا محمد صالح متعة الله بالصحة قاضيا في جنايات امدرمان قدم المحاميان محمد سليمان طيب الله ثراه وفاروق ابو عيسي للمحكمه بتهمة اسائة المحكمة في نظام عبود .كان هذا في سنة 1963 . وقام مولانا بتبرئتهما . والحقيقة انهما كانا يتعرضان للحكومة في دفاعهما عن السياسيين . وبعد الاعدامات ، صار للنظام انيابا ومخالب .
واعيدت القضية بامر سجن المحاميين . وقام مولانا بالحكم عليهما بيوم واحد سجنا ينتهي بانتهاء المحكمة . واشارالي ان اي حكم بالسجن سيكون سابقة سيئة بين القضاء والدفاع . وارجع مولانا احمد العاقب من الاستيداع وحكم علي الاثنين بالسجن 6 اشهر . ووجد مولانا نفسة بعد عشرين سنة قاضيا في محكمة الحركة .
عندما اتت الديمقراطية صار مولانا محمد صالح وكيلا لوزارة الاعلام وكان الاستاذ ابو حسبوا وزيرا للاعلام . وفي مايو اعتقل ابو حسبو وقدم للمحكمة بتهم عدة منها الفساد . وكان محمد صالح شاهد الاتهام . وابو القاسم هاشم وخاصة زين العابدين محمد احمد عبد القادر كانا يقولان لمولانا محمد صالح انهم
يريدون ان يكافئونه بوظيفة عالية . وكاناا يشيران الي الوزارة . وفي المحكمة طالب ممثل الاتهام باعتبار مولانا شاهدا عدائيا . لانه قال في المحكمة ان التهم الموجهة الي الوزير ليس للوزير دخل بها , لانها تقع في اختصاص وكيل الوزارة . واذا كان هنالك من يقدم الي المحاكمة حسب القانون فهو ذالك الشخص . وطرد مولانا من كل وظائف حكومة السودان . ومولانا محمد يوسف مضوي ومولانا محمد صالح عبد اللطيف ، وجدا العدل والانصاف من السلطة البريطانية . وحرما منها في زمن الاستقلال الذي ضحيا بسببه وناضلا . انها المحن السوداني .
محمد يوسف مضوي
ولد ببربر عام 1924م والده يوسف المضوي وكان ناظرا بالسكة حديد والدته عائشة بابكر ود سعيد من الكواهلة درس الكتاب والوسطى بمدرسة بربر 1933ثم -1939م درس بكلية غردون بالخرطوم 1940-1943م و حاز على شهادة كيمبردج 1944م درس ثلاث سنوات في كلية الآداببكلية الخرطوم الجامعية1944-1946م ثم درس القانون من السنة الثالثة وتخرج في ديسمبر 1948م عمل كمساعد قضائي في محكمة بربر الشرعية في 1949م وعمل مساعدا في مكتب السكرتير القضائي فى 1950م ابتعث لدراسة القانون بجامعة لندن وحاز على بكلاريوس قوانين في 1956م عمل قاضي مقيم ثم قاضي مديرية في الحصاحيصا ثم عمل قاضي مديرية بالأبيض 1958م عين قاضي محكمة عليا بالخرطوم 1960م و قاضي محكمة الإستئناف في 1967م كان عضوا بلجنة حقوق الأنسان بالأمم المتحدة فى 1964م وأحيل للتقاعد في 19\6\1969م كيف درس القانون؟ يحكى مولانا مضوى: دخلت كلية غردون في يناير 1940 وقضيت بها اربع سنوات حتى 1944 وذهبت بعدها الى المدارس العليا وقبلت في الأداب مع انني تقدمت للقانون (لان كلية الحقوق تقبل سنة ولا تقبل سنة اخرى) وانتظرت السنة المقبلة 1945 وقدمت مرة اخرى ورفضوا ذلك لانني كنت قد قبلت في الاداب وفي عام1946 حدثت مظاهرات في المدارس العليا ضد الاستعمار والقى المدير الانجليزي كلمة وضح فيها انه سيغلق الجامعة لعدة أشهر وكنت عضوا في الاتحاد واقيم اجتماع للرد على المدير و كتبنا رسالة محتواها : نحن نؤيد قرارك لاغلاق المارس العليا لنتفرغ للجهاد ضد الانجليز وقد وقعت على الرسالة لانني كنت سكرتير لجنة اتحاد الطلاب واضربنا عن الدراسة وبعد شهر كتبوا لاولياء الامور خطابات وارسلوا لوالدي رسالة بينوا فيها ماذا فعلت وعرضواعليه ان يقبلونني في القانون على ان اوقع على تعهد بان التزم الا اشترك في السياسة او المظاهرات وبعد فترة مضى بعض اعضاء الاتحاد على التعهدات وعادوا للدراسه واعترضت انا وبعض اعضاء الاتحاد الاخرين ومنهم محمد صالح عبد اللطيف على هذا التعهد لانه كان محرجا لنا وبعدها عدت الى بربر وعملت مدرسا في مدرسة بربر الأهلية و بعد فترة وصلتني رسالة كان قد كتبهاعميد كلية الحقوق يذكر فيها انه علم برغبتى في الدراسه بكلية الحقوق و لم يتيسر لى ذلك والان يوجد حوجه لطلاب بكليه الحقوق والان الطلاب في السنة الثالثة "واذا كنت تستطيع مواكبتهم فلتاتي". وقرأت الرسالة التي وصلت بعد شهر أو شهرين من كتابتها فعرضتها على عميد المدرسة هاشم الكمالي فشجعني للعودة الى الخرطوم ولكنني رفضت فقال : ما دمت انك رفضت فسوف ارفدك من المدرسة وقام باخبار زملائي عن امر الخطاب ليحاولوا اقناعي فاقتنعت وذهبت الى الخرطوم دون ان اوقع على التعهد وكان يجب علي ان اعوض اربع سنوات في سنتين وقضيت الاجازة في الخرطوم لتكملة الدراسة ولم اذهب لبربر واخبرت نائب المدير ابراهيم أحمد وطلبت منه ان يدبر معيشتي فوافق وقال ان لديه سلطة على اعطائي 12قرش يوميا وقد كانت كافية حينها وبحمد الله فقد هيأ الله لي مدرسين علماء قديرين ابرزهم استاذ الشريعة الشيخ/ عوض محمد مصطفى وكان مصريا ومنهم ايضا استاذ القانون الانجليزي مستر بودلى الذي كان قاضيا وقد تبرعوا بتدريسي وأصبحت الأول على الدفعة في السنة الرابعة. كيف اصبح عضوا بلجنه الانتخابات؟ في انتخابات 1953 كان طالبا ببريطانيا يدرس القانون بجامعة لندن و ارسلت للطلاب السودانيين استمارات للتصويت و لاحظ فيها بعض الأخطاء فارسل خطابا الى الملحق الثقافي البريطانى المسوؤل عن الطلاب السودانيين يوضح له هذه الأخطاء ليوصي باصلاحها فرفض فكتب خطابا لسوكومارسن وهو رئيس لجنة الانتخابات انذاك وارسل خطابا اخر ابلغ فيه الملحق الثقافي البريطاني بهذا وبعد مده وصله رد من سوكومارسن يوافقه على رأيه ويبلغه أنه أخذ بنصيحته وأصلح الأخطاء في استمارة الإنتخابات.. وكان حسن على عبد الله سكرتيرا لسوكومارسن فى 1953 وبعد انتهاء مدة البرلمان عام 1956م تم تعيين حسن علي عبد الله رئيسا للجنة الإنتخابات وكان يعلم بخطاب مضوى لسوكومارسن فطلب يستدعيه من الحصاحيصا ليكون عضوا بلجنة الإنتخابات لعام 1958م و اجريت الانتخابات بطريقة دقيقة ومنظمة و معبرة وقد رسم اعضاء اللجنه الطريق و اللوائح وقام بالتنفيذ لجنة مكونه من اداريين متميزين وكانت الخدمة المدنية في السودان ممتازة ومضربا للمثل مثل الخدمة الوطنية الهندية في عهد الانجليز. وبعد انتخاب البرلمان في أبريل 1958م تم ترقيته الى قاضي مديرية بالابيض وفي نفس العام جاءت حكومة عبود وقامت بحل البرلمان و لجنة الانتخابات لتسقط في عام 1964 وبعدها يتم تعيين مضوى ريئسا للجنة الانتخابات. . حكايه ترشيح احمد سليمان للبرلمان في عام 1964 كانت ثورة أكتوبروقامت الإنتخابات فى أبريل سنة 1965م وكان مضوى رئيسا للجنة الإنتخابات وانعقدت الجمعية التأسيسية وبعد عدة أشهر توفى شيخ محمد احمد المرضي وكان نائبا عن إحدى دوائر الخرطوم وكان لابد من إعادة الإنتخابات في الدائرة و قبل عدة أشهر من وفاة شيخ المرضي جرى طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان بحجة أن أحد الشيوعيين شتم الإسلام والرسول صلى لله عليه وسلم في إحدى جامعات أمدرمان بعدها إجتمعت قيادات الأحزاب وحدثت مظاهرات وتم بعدها حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان وهو أمرغريب ان نوابا انتخبهم الشعب يطردون اقرانا لهم في البرلمان انتخبوا ايضا من الشعب . بعد وفاة شيخ المرضي تمت الإستعدادات لعمل انتخابات فرعية في الدائرة الشاغرة وترشح أحمد سليمان عن الحزب الشيوعي وابراهيم جبريل وآخر من الأخوان المسلمين.وفي تلك الأيام اتصل به موظف الإنتخابات المسوؤل عن الدائرة وأخبره أن أحمد سليمان قد ترشح للدائرة مع أن الحزب الشيوعي تم حله وطرد نوابه من البرلمان فسأله مولانا مضوى أن يقرأ له شروط المرشحين فقرأها وكان منها أن يكون سوداني الجنسية،عمره أكثر من ثلاثين عاما، يجيد القراءة والكتابة وشروط أخرى لم يكن من بينها اللون السياسي للمرشح وعليه فشروط الترشيح تنطبق على أحمد سليمان وعليه يجب تسجيله وقد تم ذلك فعلا ومرت فترة الترشيحات والطعونات والإستئنافات ولم يطعن أحد في ترشيح أحمد سليمان . وقبل انتخابات الدائرة اتصل به الأزهري وطلب مقابلته في القصر بصفته رئيس لجنة الإنتخابات وعند دخوله إليه وجد بالبهو حسن الترابي وابراهيم جبريل ومحمد ابراهيم خليل وحال ما رأه الأزهري سلمه عريضة وكانت من إمضاء الثلاثة المذكورين أعلاه وكان محتواها أنهم يعترضون على ترشيح أحمد سليمان نفسه للبرلمان لأن الحزب الشيوعي قد تم حله وعليه فهم يطلبون من الأزهري بصفته المشرف على لجنة الإنتخابات بشطب أحمد سليمان ثم سأله عن رأيه .فقال له: السيد أزهري أنت فعلا المشرف على لجنة الإنتخابات من الناحية الإدارية ولكن الإنتخابات محكومة بقوانين الإنتخابات وكان من الممكن شطب أحمد سليمان في الطعون أو الإستنافات وكل هذا قد مضى زمنه القانوني وهو الآن مرشح من الناحية القانونية ولا يمكن شطبه هذا من الناحية القانونية ومن الناحية السياسية إذا كان الشعب يريد أن يرشح أحمد سليمان فلماذا لا تلبي رغبة جماهير الدائرة عندها طلب الأزهرى إدخال الثلاثة من الخارج وطلب منهم الاستماع لرأي مولانا محمد يوسف مضوي فتحدث اليهم و لمح الى أنهم يحاولون احراج القصر بهذا الطلب لأن القانون لا يمنح الأزهري حق الشطب و غادر الجلسة بعد قليل وهو على ثقة من نزاهة وحنكة الأزهري وفعلا في السادسة من صباح اليوم التالي اتصل به هاتفيا وقال له يا سيد محمد جزاك الله كل خير أحمد سليمان يدخل الأنتخابات كمرشح و يعرض للشعب ان شاء قبله وان شاء رفضه وانتهى الأمر على هذا . ما حكايه ترشيحه لرئاسه مجلس الشعب فى عهد النميرى ؟ بعد ان احيل للمعاش فى 1969 ذهب لنيجيريا للعمل استاذا في جامعة أحمدو بيلو ولما عاد للسودان بعد عام اتصل به منصور خالد وأخبره أن نميري يريد أن يكون مجلس شعب وقد تم ترشيحه أن يكون رئيسا لهذا المجلس فاعتذر مضوى عن قبول المنصب وذكر له أن هذا منصب سياسي وأنه كان قاضيا لمدة 22 عاما ومن الصعب أن يصبح سياسيا لأن القاضي يزن الأمور بميزان الخطأ والصواب ويحكم بالعدل أما السياسي فيضع في الإعتبار عوامل أخرى وعليه فليس له قرار حر. بعدها بأيام اتصلوا به تلفونيا من القصر وذكروا له أن النميري يود مقابلته وفعلا ذهب لمقابلته وقال له النميرى اريدك أن ترأس مجلس الشعب وأنت ذكرت أنك لست سياسي ولكن هذا البرلمان لن يكون كما كان الحال في العهد الماضي أي أنه لن يكون هناك فوضى فكرر له ما ذكره لمنصور خالد وبعد مده من النقاش اقتنع النميرى بأنه غير راغب في الوظيفة وشكره على الحضور وودعه. وبعد مده قابله اللواء الباقر وهو من بربر وقال له أن النميري غضب من رفضه للمنصب الرفيع الذي عرضه عليه فى الوقت الذى كان فيه http://im87.gulfup.com/QC6fb5.pnghttp://im87.gulfup.com/QC6fb5.png
|
|
|
|
|
|