|
عندما تحسد الحكومة مواطنها ........ | هاشم محمد علي احمد
|
بسم الله الرحمن الرحيم ......... تداولت كثير من المواقع الاسفيرية مسألة الفساد في إطعام الحجاج في موسم هذا العام والتي كان من الممكن أن تكون تجربة رائدة سبقتنا عليها كثير من الدول ، بما أنني إشتغلت لأكثر من ثلاثون عاما في مجال المواد الغذائية وفي مكة المكرمة وكنت حينها المسئول عن فواتير الجمعيات الخيرية وفواتير الحجاج الذين يجهزون كل المواد الخاصة بالحج لمواطنيهم قبل فترة طويلة تتعدي الثلاثة أشهر في البحث عن الأماكن الرخيصة والجيدة في تجهيز تلك المواد والحق يقال أن البعثات الأيرانية والتركية لها السبق في تلك التجربة بالبحث المتواصل علي جهات تغذي تلكم البعثات بأسعار مناسبة ومناقصات جيدة في سبيل خدمة حجاجها ، وليعلم القارئ أن السعودية من اكثر البلدان رخصا في المواد الغذائية بكل أشكالها والعصيرات والحلويات وغيرها من المواد الغذائية والتي يتم طبخها في مطابخ الحجاج وبذلك كنت أستغرب كثيرا عندما أسجل فاتورة لبعثات الحج الحليجية والإيرانية والتركية كنت أستغرب نوعية الطلبات ومجموع الحلويات وكل أشكال الرفاهية للحاج بمبالغ أقل مما قيل أنه أخذت من حجاج السودان . العظة والعبرة ليس في تقديم وتجهيز الطعام للغير ولكن الحكمة في نوعية الناس التي قامت بتلك الخدمة والتي كان الأولي أن تكون عينها مليانة ولا تحاول أن تربط تلك الفكرة بما يأكله الحاج في بلادهم والتقليل من شأنهم بينما هو يدفع من عصارة قلبه تلك المبالغ وفرضا علي تلك الجهات أن يتم محاسبتها محاسبة دقيقة والتشهير بها وإن كان الحال كذلك يجب أن تطرح الفكرة لشركات متعددة وتكون المنافسة هي الفيصل ومن الأفضل أن تكون شركات محلية في داخل المملكة ولا تعرف حالة الفقر والجوع التي أصابت السودان طولا وعرضا وأن يبتعد الوسطاء الذين كانوا في السابق ولا يزالوا يؤجرون البيوت في جحور مكة المكرمة ويبلعون الباقي . من خلال تلك المقدمة أردت توضيح حجم الفساد الذي أصاب السودان مما جعل نصف السودان في حالة فقر دائم وذلك الفقر جر خلفه كثير من الظواهر السالبة في الأخلاق وإفساد الذمة ، ولكن من المستغرب فيه أن كل هذا الفساد صار مكشوفا للعلن من خلال تلكم المواقع التي صارت يوميا السيف المسلط علي فاعلي تلك الأفاعيل في مجتمع متحابب ومسالم ، من خلا ل تلك العتمة أشع نور في نهاية النفق وكان من الممكن أن يضئ هذا لنور سماء السودان ويغير واقع إناس كثر في هذا الخضم من الفساد ولكن ماذا نقول ..... المسكيت .......... سبق أن تناولت تلك التجربة الرائدة والتي قام بها مواطن الريف في جنوب طوكر ودلتا القاش من تغيير واقع تلك الشجرة الشيطانية التي تغولت في الأراضي الزراعية وحرمت مواطن تلك المنطقة المنسية من العالم والذي حاول أن يستفيد من تلك الآفة والتي كانت الدولة تدفع المبالغ الكبيرة والميزانيات الأكبر في سبيل إقتلاع ومحاربة تلك الشجرة التي أفسدت الحياة في تلك المنطقة ، تفتقت أفكار مواطن المنطقة وغيرت فكرة تلك الشجرة في إنتاج الفحم وأصبحت مناطق جنوب طوكر ودلتا القاش هي الممول والمصنع الأكبر لكل دول العالم من الفحم وأصبح إسم المسكيت في كل مكان من العالم وتوسعت تلك التجارة ليدخلها السماسرة والحكومة في الضرائب والأتاوات بينما الدولة كانت تدفع الكثير الكثير لمحاربة تلك الآفة ورغم ذلك لم يتذمر المواطن ودفع ودفع وظلت التجربة من التجارب البسيطة الرائدة في مجال التصدير في ظلمات الفساد التي أصابت المجتمع وكل السلع التصديرية من سمسم وحب البطيخ والتي أن تورطت فيها بالتصدير في الخارج ستواجه بسماسرة سودانيين لهم إرتباطات مع تجار تلك الدول لتجد نفسك أنك تشتغل في سلعة مضروبة وغير محمية من أي جانب بينما سلع كثير من الدول المشابهة لها ورغم قلة جودتها تجدها تنافس الصادر السوداني المعكوك أصلا ، لم أجد تجربة ناجحة ورائدة مثل تجربة الفحم من شجرة المسكيت التي يحارب البسطاء في لهيب صناعتها ليغيروا حياتهم فيها ، ولكن من الأسف الذي أصاب المواطن هو أن الدولة حسدت مواطن تلكم المناطق وتمنع تصدير الفحم عامة وتخرب بيوت كل الذين عملوا في تلك الصنعة والهذف هو تريد الدولة أو يريد أحد المسئولين أو جهة نافذة في البلاد من إحتكار تلك التجارة لتجد أن هذه التجارة دخلت في دهاليز الفساد والمحسوبيات والترضيات المهم هو السودان وطن لا يحترم مواطنه بلاد نخر السوس والفساد فيها مراحل كبيرة وهل من منقذ لهذا الوضع ؟؟؟؟؟؟؟ هاشم محمد علي احمد
|
|
|
|
|
|